ترجمات عبرية

هآرتس: اليهودية الاسرائيلية الجديدة … عنيفة، قومية، متعالية ومتغطرسة

هآرتس – يوسي كلاين – 23/10/2025 اليهودية الاسرائيلية الجديدة … عنيفة، قومية، متعالية ومتغطرسة

الوحدة هي النصر المطلق الجديد. حسب نتنياهو، نحن على بعد خطوة منها. عندما لا يكون هناك أي شيء آخر فنحن نذهب على الشعارات. حيث انه ما الذي نقصده بالوحدة؟ خلف من سينتوحد؟ الامر واضح: خلف الحكومة، خلف نتنياهو. لماذا؟ لان هذا ليس وقت التغيير، ونحن ننتظر الانتخابات والخ. 

لم تكن وحدة في بداية الحرب، بل كان تضامن. التضامن هو مفهوم خطير. هو ينمو من اسفل ولا يتم املاءه من اعلى. لقد خلقه عجز الحكومة. التضامن هو “اخوة السلاح”، ميدان المخطوفين والمظاهرات في كابلان. التضامن هو افعال والوحدة اقوال. التضامن لليساريين والوحدة “للقوميين”. عندما مرت صفارة الانذار الاخيرة انتهت ايضا الوحدة المزيفة. 

في 8 تشرين الاول كان هناك تقسيم بين من اراد الثأر وبين من اراد انهاء الحرب. الآن انتهت مقولة “جميعنا اخوة”، وعدنا لنكون كابلانيين وبيبيين. الان نحن نتذكر ما اردنا ان ننساه: لا توجد لنا قيم مشتركة، هدف مشترك ومستقبل مشترك، فقط ماضي. الوحدة لن تكون. يجب علينا تعلم كيفية التعايش مع ذلك. 

ليس دائما الامور هكذا. المناخ في دولة مهاجرين يتغير في موازاة هويتهم. اسرائيل 2025 لا تشبه اسرائيل 1948. التجانس في حينه لم يسمى “وحدة” لانها كانت جزء لا يتجزأ من تركيبة السكان. وعندما تغيرت هذه التركيبة حاولت الدولة ايجاد عامل مشترك. هذا لم ينجح. توجد فجوة طائفية، دينية وثقافية، منعت التواصل.

عندما لا ينجح التواصل الثقافي نحن نذهب الى السياسي. اسرائيل تم اعلانها كدولة “يهودية وديمقراطية”. هراء آخر. تناقض لفظي. في اللحظة التي بدأنا نفحص فيها ما هو “الديمقراطي” في الدولة وما هو “اليهودي” عرفنا ان هذا الربط غير ممكن. في الحقيقة الانقلاب النظامي قضى على “ديمقراطية” والمستوطنون والحريديم قضوا على “يهودية”. لقد وجدت لدينا يهودية جديدة، “اليهودية الاسرائيلية”، التي هي عنيفة، قومية، مغرورة ومتغطرسة. ليس اليهودية المتسامحة والحكيمة التي عرفناها.

لقد استغلت قوتها العددية واصبحت عامل سياسي. هذه هي يهودية درعي وغفني وسموتريتش، وايضا يهودية نتنياهو وريغف وكاتس. هذه حركة سياسية. حدودها الفكرية تمتد من كهانية بن غفير وحتى غباء فاتوي. يوجد فيها جناح توراتي وجناح قومي متطرف وجناح المضطهدين. لم تكن هناك أي خدعة قذرة لم تستخدمها ولم تكن أي مكيدة خبيثة لم تسلكها. لقد سيطرت على الحكومة وفرضت نفسها ايضا على من كرهها. هذه هي “اليهودية” المكروهة في “دولة يهودية وديمقراطية”.

من “الديمقراطية” بقي فقط “الاغلبية هي التي تقرر”. والاغلبية قررت انها بالذات تتماهى مع القوة والقومية المتطرفة. هذه اليهودية بعيدة عني، هي قريبة اكثر من ايران. الشبه بين اسرائيل وايران يثير القشعريرة. ايضا ايران يديرها متدينون عنيفون وقوميون متطرفون ومتغطرسون. هم ايضا يعولون على السلاح النووي، ويهددون باستخدامه ضد عدو حقيقي أو وهمي. هم ايضا يقمعون حقوق الفرد. ولا يوجد ما نتحدث به عن المساواة امام القانون. لو استبدلنا في مشروع قانون غاليت ديتسل اتبريان “الحاجة الى تجسيد الهوية اليهودية في الفضاء العام” كلمة “يهودية” بـ “ايرانية – اسلامية” لما شعرتم بالفرق. ايضا في ايران يطالبون بـ “الوحدة”.

المطالبة بـ “الوحدة” تميز الديكتاتوريات. شعب واحد، حزب واحد وزعيم واحد. الحروب محببة على الحكومات الديكتاتورية، لانه دائما “هذا ليس الوقت الصحيح” لاستبدالها. دائما سيكون للحكومة حرب جاهزة واثنتان على الرف. اليهودية الاسرائيلية ستضمن لها حرب خالدة في المناطق.

بعد الجنازة الاخيرة سنعود الى الحرب الحقيقية، الحرب على السلطة، نحن سنحارب من اجل القيم، والسياسيون سيحاربون من اجل الملذات. الحرب على الاجور، الوظائف والترف – كل ذلك بكلمات طنانة تحبها وتفهمها القاعدة.

في غضون ذلك، بدون ان نشعر، تم الغاء مبدأ “الثواب والجزاء”. لم يدفع أي احد ثمن موت 45 شخص في كارثة ميرون بسبب الاهمال. هل سيدفع أي أحد ثمن فقدان اكثر من ألفي شخص نتيجة الاهمال في 7 اكتوبر؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى