ترجمات عبرية

هآرتس: الى أن ينكسر الجمهور

هآرتس – عاموس هرئيل – 15/8/2025 الى أن ينكسر الجمهور

هل هناك جسر واحد بعيد جدا؟ يبدو ان بنيامين نتنياهو قرر فحص بجدية هذا السؤال. الخطوة الأخيرة لرئيس الحكومة ضد رئيس الأركان ايال زمير استهدفت دفع زمير الى الزاوية، على شفا الإقالة أو الاستقالة. هذا ما فعله في هذا الأسبوع مبعوثه، وزير الدفاع يسرائيل كاتس، عندما اختار افتعال شجار حول موضوع هامشي لدى الجمهور، لكنه موضوع تعطيه القيادة العليا أهمية مبالغ فيها، وهي التعيينات الواسعة في الجيش الإسرائيلي برتبة عميد وعقيد. الهدف واضح وهو التنغيص على زمير وتقليص قدرته على التاثير على الخطوات القادمة التي يخطط لها نتنياهو في الحرب في قطاع غزة. 

تقريبا بعد مرور سنتين على الحرب فان نتنياهو الجديد يتحمل اخطار لم يكن يتجرأ على حملها في السابق. بعد ليلة غالنت الأولى في اذار 2023، التي في اعقابها تراجع عن اقالة وزير الدفاع خشية الاحتجاج العام، جاءت ليلة غالنت الثانية في تشرين الثاني 2024، التي تم فيها ارسال وزير الدفاع السابق الى طريقه، مع احتجاج قليل فقط. بعد ذلك دفع نتنياهو نحو استقالة رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي ورئيس الشباك السابق رونين بار، في محاولة لترسيخ الرواية التي تقول بان القيادة العليا الأمنية هي فقط المذنبة في الإخفاقات التي مكنت من المذبحة في 7 أكتوبر. أيضا رئيس لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، عضو الكنيست يولي ادلشتاين (الليكود)، تمت اقالته بسبب معارضته إجازة قانون الاعفاء من الخدمة (القانون الذي أدى أيضا الى التوتر بين نتنياهو وغالنت وهليفي).

لكن السؤال المطروح الآن هو متى ستاتي نقطة انكسار الجمهور الإسرائيلي. اذا اندمجت استقالة رئيسا اركان وتعيين وزير دفاع غير مناسب بشكل واضح لمنصبه، وخطر واضح وفوري على حياة المخطوفين، وخطة لاحتلال مدينة غزة واجازة قانون اعفاء الحريديين، فهل حانت اللحظة التي سيقول فيها الجمهور الإسرائيلي: كفى؟ هل سيكون لذلك تاثير الى درجة هبوط آخر كبير في الامتثال لخدمة الاحتياط والاستعداد للقتال في القطاع، في عملية رئيس الأركان نفسه يشكك علنا باحتمالية نجاحها؟.

موضوع آخر بقي ثابت منذ 7 أكتوبر وهو ان نتنياهو لم يكن مسؤول في أي يوم. هناك جهود كثيرة تبذل في ذلك. الهدف سيكون دائما تحميل المسؤولية للمستوى المهني، في البداية عن الإخفاقات التي مكنت من حدوث المذبحة، والان عن فشل نتنياهو في الوفاء بوعده، هزيمة حماس. لمعان زمير اختفى بسرعة، لكن ليس بشكل مفاجيء. رئيس الحكومة بشكل عام قام باستدعاء من المستودع جنرال هجومي، ليس ذنبه انه حصل على جنرال متعب. مئات آلاف المواطنين الذين يشاهدون كل مساء “القوميون” في القناة 14، ويخططون للتصويت لليكود من جديد، يؤمنون بذلك ويصدقونه من اعماقهم. على الأكثر اللوم هو على كاتس لانه اقترح تعيين زمير كما يقول نتنياهو الابن. وزير الدفاع يحتج على ذلك قليلا، لكنه بينه وبين نفسه يحذر من التورط مع آلة السم هذه. 

الجنرال رومان غوفمان، السكرتير العسكري المخلص لنتنياهو ومن يتم ذكره كمرشح لوراثة زمير عند الحاجة رغم عدم تجربته، شرح في محادثات مغلقة بان الذنب في تأخير النصر المطلق ليس ذنب المستوى السياسي، بل المذنب هم الضباط غير المتحمسين، حسب رأيه، للتوصل الى حسم. مقرب آخر، الجنرال احتياط يعقوب عميدرور، أوضح في الأسبوع الماضي في مقابلة مع “بودكاست هآرتس” بان “هذه هي الحرب الأفضل في تاريخ إسرائيل. وضعنا افضل بعشرة اضعاف”. هذا واقع استراتيجي بديل، وهناك من هو مسرور من العيش فيه. في هذا الأسبوع نشر شخص في الشبكات الاجتماعية فيلم قصير ظهرت فيه كل وعود نتنياهو من السنة الماضية حول النصر المطلق الذي ينتظرنا في غزة، بالضبط على بعد خطوة. بعد ذلك تم التحدث عن رفح كمعقل أخير، الآن يتبين ان المعقل الأخير هو مدينة غزة. 

وسائل الاعلام تصف في كل مرة بالخطأ نتنياهو والحكومة كمن يواجهون معضلة، وتقرير هل سيتوجهون يمينا أو يسارا، نحو الصفقة أو نحو استمرار الحرب. نتنياهو ببساطة يصل المفترق ويستمر في السير نحو الامام، مع الرأس الى الحائط. في ظهوره العلني في هذا الأسبوع ظهر قلق بشكل معين، شخص يهرب من البشرى، معظم اهتمامه موجه الى المؤتمر الصحفي لوسائل الاعلام الإسرائيلية في يوم الاحد، الذي اختار فيه التصادم مع كل مراسل لم يمسك بميكروفون القناة 14، والأكثر غرابة كان خطابه الذي القاه مساء أول أمس في القدس، في احتفال متأخر لاحياء ذكرى يوم استقلال أمريكا، الذي هاجم فيه كبار قادة جهاز الامن السابقين ووصفهم بأن “كلمة الانتصار غير موجودة في قاموسهم”. وقد صمم على التحدث باستفاضة عن العمل الفظيع الذي تم توثيقه حسب قوله خلال المذبحة التي ارتكبها البدو من المليشيات السنية المتطرفة ضد الدروز في جنوب سوريا قبل شهر تقريبا. وقال ان الإرهابيين “انتزعوا قلب احد الدروز وهو على قيد الحياة وقاموا باكله… انت ترى ذلك بالبث المباشر. لقد قاموا باحراق الأطفال وأضافوا المزيد من الأفعال”. المراسلون ما زالوا يحاولون إيجاد فيلم كهذا تم توثيقه في أي وقت. ولكن هذا الامر غير صحيح. وتصميمه على وصف الأفعال الفظيعة بادق التفاصيل استهدف ارسال رسالة للامريكيين، نحن نحارب هؤلاء، جميع الذين حولنا يريدون ويستطيعون ذبحنا وارتكاب 7 أكتوبر آخر ضدنا.

رئيس الحكومة يتوجه فقط الى قاعدته السياسية، من البيبيين من خلال الحريديين القوميين وحتى الحريديين. المواطنون الاخرون يعنونه مثل قشرة الثوم. في الفترة الأخيرة هناك تقديرات حول نية ترك اثنين من مستشاريه المقربين جدا اليه، الوزير رون ديرمر ورئيس مجلس الامن القومي تساحي هنغبي. نتنياهو في هذه الاثناء يحاول تقليد دونالد ترامب. في شهر شباط، بعد اللقاء الأول مع الرئيس الأمريكي منذ إعادة انتخابه، عاد نتنياهو متاثر من واشنطن وقام بالقاء خطاب مطول امام الوزراء حول الاختبار المهم الوحيد الذي يجب ان يواجهه الموظفون الكبار، الإخلاص للزعيم. 

في هذا الأسبوع في مقابلة مع القناة الثانية له “آي24” وجود نموذج جديد لتقليده، اتحاد الامارات. لا توجد أي ديمقراطية، اعترف، لكنهم يعرفون كيفية محاربة البيروقراطية. الآن هو يبحث عن محارب شجاع ضد الإجراءات التنظيمية، ايلون ماسك خاصته، وكأنه لم يقف هنا على رأس كل الحكومات باستثناء حكومة واحدة منذ العام 2009. في جلسة الكابنت العاصفة في مساء يوم الخميس الماضي وجه الوزير ايتمار بن غفير بشكل مسموم ملاحظة لرئيس الأركان زمير عندما قال ان الجيش الإسرائيلي يجب عليه تعلم الامتثال من الشرطة. حتى الان لم نذكر وزير العدل ياريف لفين، الذي بخطوة صبيانية قام في هذا الأسبوع باستبدال اقفال المكتب المشترك له وللمستشارة القانونية للحكومة في تل ابيب، غالي بهراف ميارا، من اجل منع دخولها الى المكتب. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى