ترجمات عبرية

هآرتس –  “الى أن يموت أحد لن يفعلوا أي شيء”: في كفر عقب في شرقي القدس كل حالة ممطرة تتحول الى فيضان

هآرتس – بقلم  نير حسون – 17/1/2022

” البناء الواسع غير المرخص التهم مساحات التسريب، وجدار الفصل الذي اقيم قربها اغلق مخرج المياه والسلطات توقفت عن الرقابة. النتيجة هي أن عشرات البيوت وعشرات السيارات غرقت بالمياه أمس مثلما يحدث في كل سنة  “.

في كل حالة ممطرة استثنائية تعاني احياء شرقي القدس من مشكلات صعبة، من الصرف الصحي والفياضانات. من بين كل الاحياء، الوضع الاسوأ هو في حي كفر عقب في شمال القدس، خلف جدار الفصل. أمس غرقت في الحي عشرات الشقق والسيارات بعد أن هطات الامطار في منتهى يوم السبت ووصلت في بعض الاماكن الى ارتفاع متر. “منذ 2017 حدث هذا عشر مرات. الى أن يموت أحد لن يفعلوا أي شيء”، قال ناصر السلايمة، وهو مقاول قام ببناء أحد المباني التي غرقت اليوم. في بلدية القدس وعدوا بأنه حتى الشتاء القادم سيتم حل المشكلة.

مثل مناطق اخرى، تقع خلف الجدار، ايضا كفر عقب تعاني من الاكتظاظ الشديد بسبب بناء آلاف الشقق بدون ترخيص وبدون تخطيط من جهة، واهمال البنى التحتية من قبل بلدية القدس والسلطات الاخرى من جهة اخرى. في منتهى السبت اشتدت الامطار في منطقة القدس، وعشرات الملليمترات من الامطار هطلت خلال بضع ساعات. في الفجر بدأت كميات كبيرة جدا من المياه تتجمع في الشوارع المنخفضة في حي المطار، الذي يقع بمحاذاة جدار الفصل، الذي يقع المطار المهمل لعطروت في جانبه الآخر. 

نتيجة لذلك بدأت الفياضانات. في موقف تحت الارض اختفت عشرات السيارات تحت 3 امتار من المياه. السيارات التي كانت تقف في الشارع لم يكن مصيرها افضل بكثير، وقد غرقت حتى المقود. في عدد من البيوت وصل ارتفاع المياه الى حوالي متر. وحدثت اضرار شديدة للممتلكات والمباني. تزويد الكهرباء لاجزاء من الحي توقف. اضافة الى ذلك، المياه التي تدفقت في الحي كانت مختلطة بمياه المجاري والقمامة وأدت الى تلويث شديد.

هذا الصباح اوصل السكان مضخات للمواقف تحت الارض والى الطوابق السفلى في البيوت من اجل اخراج كميات المياه. عشرات منهم عملوا في تنظيف البيوت واخلاء الاثاث والسجاد الذي غرق وتدمر. “أنت ترى البرك التي تجمعت. اذا انزلق احد الاطفال فنحن سنكون في مكان آخر تماما”، قال سميح أبو ارميلة، من النشطاء البارزين في الحي. 

سكان الحي اشاروا الى عدة جهات مسؤولة عن الوضع. أولا، اقامة جدار الفصل، حسب رأيهم، منعت خروج المياه وأدت الى ارتفاع المنسوب في الشوارع القريبة من الجدار. في الجدار توجد في الواقع قناة مياه، لكنها صغيرة، وفي ايام الامطار الشديدة هي لا تنجح في تحمل العبء. مشكلة اخرى، حسب رأي السكان، مصدرها في بلدة البيرة شرق رام الله، التي لا تنجح في الصمود امام عبء التصريف وتضخ جزء من المياه نحو الحي. يضاف الى ذلك أن السكان يشيرون الى البناء غير القانوني الواسع في الحي. ايضا على بلدية القدس هم يلقون المسؤولية. وحسب قولهم هي تهمل المنطقة.

حتى اقامة الجدار كان الحي في معظمه مساحة مفتوحة وفيه بساتين وحقول، هناك تم استيعاب مياه الامطار. بعد اقامة الجدار بدأ مقاولون فلسطينيون خاصون باقامة مبان ضخمة بارتفاع 12 – 16 طابق وبيع آلاف الشقق بأسعار منخفضة لعائلات فلسطينية. هذا الامر أضر في بعض الحالات ببنية التصريف وقلص بدرجة كبيرة مساحات التسرب.

السبب في البناء غير القانوني المتسارع في الحي هو ضائقة السكن الصعبة في شرقي القدس. في اعقاب اقامة جدار الفصل توقفت الرقابة على البناء في بلدية القدس عن معالجة ما يحدث خلف الجدار. في المقابل، الطلب على هذه المنطقة كبير جدا، حيث أن السكان معنيين بالبقاء في داخل حدود بلدية القدس كي لا يفقدوا حقوقهم. يضاف الى ذلك أن اسعار السكن في المنطقة منخفضة جدا عن الاسعار داخل جدار الفصل. “في هذه المنطقة لا يعطون رخص بناء. وهو يقولون لك بأنه اذا لم تكن لديك رخصة للبيت فنحن لن نعالج امورك. ولكن يجب الحفاظ على حياة وممتلكات الاشخاص”، قال مقاول البناء السلايمة. وقد اضاف أبو ارميلة “هم يهملون هذا الحي منذ بناء الجدار. هذا مكان ليست فيه سيادة وليست فيه سلطة. ماذا تتوقعوا أن يحدث؟”.

السكان اليائسون يصفون الظاهرة التي تتكرر في كل سنة. “في السنة الماضية فقدت سيارة بسبب الغرق”، قال معتصم العاروري وهو أحد سكان الحي. “لقد انفقت المال على سيارة جديدة، والآن ايضا غرقت. حاسوب السيارة ضاع. كل سنة يقولون لنا بأنهم سيفعلون شيء وأنهم سيصلحون المشكلة. وكل سنة لا يفعلون أي شيء”.

من بلدية القدس ورد: “مشكلة تصريف مياه الامطار في كفر عقب لم تعالج منذ سنوات كثيرة. في السنوات الثلاثة الاخيرة تعمل البلدية بواسطة شركة “جيحون” لتقديم حلول اساسية وواسعة النطاق لتصريف مياه الامطار والمجاري في الحي. الاعمال من اجل تسوية القضية بدأت على الارض قبل شهر تقريبا وستنتهي بعد نحو نصف سنة، قبل الشتاء القادم”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى