ترجمات عبرية

هآرتس– الون بنكاس- قيادة أمنية كاملة عانت من الثرثرة الخطيرة

هآرتس – بقلم  الون بنكاس – 5/12/2021

” الاقوال التي تسمع مؤخرا من كبار الشخصيات الاسرائيلية حول الشأن الايراني تدل على الحرج وغياب السياسة “.

قبل يومين قال لي عضو كبير في الكونغرس وعضو في لجان ذات صلة: هل جننتم؟ اشرح لي. لأي هدف أنتم تبحثون عن مواجهة الآن؟ أين المكسب؟ لماذا كل هذه التصريحات الهجومية؟ كن دقيق اكثر، طلبت من عضو الكونغرس، الذي في ذاك اليوم تم تقديم احاطة له في موضوع المفاوضات مع ايران من قبل البيت الابيض. تفضل، اجابني، وزير لديكم يسمي وزير الخارجية بلينكين باليساري الذي لا يمكن الاعتماد عليه. هذا جميل. أنتم فعلتم نفس الشيء مع جون كيري عندما كان وزيرا للخارجية. شخص ما قدم احاطة بصورة مسممة وبشكل فظ للمبعوث الخاص للرئيس، روف مالي. هل أستمر؟.

رئيس الموساد لديكم اوضح بأنه سيهتم شخصيا بأن لا يكون سلاح نووي لايران. ورئيس الاركان لديكم أوصى قبل بضعة اشهر الرئيس الامريكي، جو بايدن، بما يجب عليه فعله أو ما لا يجب عليه فعله. والجنرالات لديكم يهددون بالحرب. 

الامر الغريب هو أنه عندما قالوا في واشنطن بين حين وآخر بأنه يوجد عدد من الاختلافات مع اسرائيل أو “ازمة”، صرختم وقلتم بأن هذه اختلافات في الرأي بين حلفاء. وأنا الآن أرى وأسمع بأنكم تخلقون ازمة لا حاجة اليها، وتشرحون بأنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة. أنا على ثقة بأنه توجد لديكم خيارات اخرى.

هل الادارة تشارك في هذا الرأي؟ سألت. في الادارة هم شركاء دون أن يعرفوا ما الذي تريدونه ولماذا تصرخون في الوقت الذي لا يوجد فيه اتفاق، لخص المحادثة. 

احيانا الذعر والغطرسة والثرثرة حول القدرات والنوايا تدل على ثقة ب مبالغ فيها بالنفس أو على الغطرسة. في حالات نادرة هذا يكون مخطط له ومصاغ بعناية ويشكل جزءا من سياسة ردع محددة، لكن في مرات كثيرة هذا يدل على الحرج وغياب السياسة والعجز والتشوش في فهم العلاقات بين المستويات والسلطات والتحدث بشكل علني عن سياسة الخارجية والامن في مواضيع حساسة. 

هذا هو الوضع بالنسبة للتصريحات التي تصدر عن اسرائيل في كل يوم حول موضوع ايران وحول المفاوضات البطيئة على استئناف الاتفاق النووي. غياب سياسة مرتبة وشاملة يؤدي الى الحرج وعدم اليقين وعدم التفاهم وعدم التواصل مع الولايات المتحدة وايجاد بدائل سياسية للمنظمات والاشخاص الذين يتنافسون على اصدار بيانات حاسمة ومهددة، هدفها غير واضح وغير مسؤول على الاغلب. 

رئيس الموساد، دافيد برنياع، اعلن في احتفال للعاملين المتميزين في الموساد في يوم الخميس الماضي بأنه “لن يكون لايران سلاح نووي، ليس في السنوات القريبة فقط بل الى الأبد. هذا هو التزامي وهذا هو التزام الموساد”. هذا في الحقيقة التزام بخدمة الزبائن، يناسب رئيس ايكيا أكثر مما يناسب رئيس الموساد. ولكن لنفترض أن السيد برنياع تحدث بقناعة شخصية واهتمام صادق. اذا كان الامر هكذا فانه هنا بالضبط تكمن المشكلة، التفكير بأن هذه التصريحات هي بالفعل سياسة وأن لها اساس وصلة بالواقع. 

منذ الثمانينيات يوجد لسياسة اسرائيل مبدأ منظم ومركزي واحد وهو أن ايران نووية تشكل تهديد وجودي لاسرائيل. لذلك، اسرائيل ستفعل كل ما في استطاعتها من اجل منع ايران من التوصل الى قدرة نووية عسكرية. ولكن مبدأ مركزي واحد لا يعفي الدولة من بلورة سلسلة سياسات ثانوية مرنة تناسب التغيرات والسيناريوهات المختلفة. لنفترض أن الولايات المتحدة توصلت الى قناعة، مثلما بدأت الاستنتاج في حزيران حتى قبل تأجيل المفاوضات على خلفية الانتخابات في ايران، بأنه لا توجد جدوى في أن ايران تعاني من تشويه في رؤية الواقع والمبالغة في صورتها الذاتية لقوتها. لنفترض أنها استنتجت أن هدف ايران هو اطالة الوقت وأن الصين وروسيا تعتبران هذه العملية لعبة مجموعها صفر مع الامريكيين. لذلك، لا يوجد الآن أي قيمة في استمرار فوري للمحادثات، وفي استهلاك رأس مال سياسي كبير، هل هذا سيعتبر انجاز لاسرائيل؟.

من اجل التغلب على حرج تفضيل الاتفاق بدون الاعتراف بذلك، خلافا للاعتراف بعدم الاستعداد السياسي لسيناريو غياب الاتفاق، تقوم اسرائيل بتقليص التصريحات التي تهدد بالخيار العسكري. هل يوجد أمر كهذا؟ هل هو مجدي؟ أن يتم الانسحاب بشكل كبير من البرنامج النووي الايراني، هل حساب التكلفة والفائدة والتكلفة المترتبة على التداعيات على اسرائيل يبرر ذلك؟ لأنه اذا لم يكن الامر كذلك، كما يعتقد معظم الاشخاص في اسرائيل الذين شاركوا في مثل هذا التخطيط في العقد الماضي واصدقاءهم في جهاز الامن في امريكا، فما هي فائدة الالتزام.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى