ترجمات عبرية

هآرتس: الولايات المتحدة تحاول منح نتنياهو شريان الحياة: اتفاق مع السعودية

هآرتس 10-9-2023، بقلم عاموس هرئيل: الولايات المتحدة تحاول منح نتنياهو شريان الحياة: اتفاق مع السعودية

من شاهد الظهور العلني لرئيسة المحكمة العليا استر حيوت، لا بد أنه انتبه لحماية استثنائية وضعت لها. الرئيسة واحدة من سبعة رموز للدولة، تتولى حمايتها وحدة حماية الشخصيات المهمة في “الشاباك”. ولكن حجم الحماية الموفرة لها في أشهر الأزمة أكبر من الذي حظي به من سبقوها في هذا المنصب. وثمة قضاة آخرون في المحكمة العليا يتم توفير الحماية لهم بصورة واسعة، ولو بصورة غير مباشرة، من قبل “الشاباك”. يبدو أن الجهاز وحرس المحاكمة على قناعة بأن ثمة سيناريو محتملاً جداً بمحاولة المس الجسدي بالقضاة خصوصاً في الظروف الحالية.

درجة المخاطرة التي يتعرض لها القضاة أو المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، كان يمكن تفهمها حتى من الاستماع إلى جزء من الخطابات في مظاهرات اليمين التي جرت في القدس الخميس الماضي. الجمهور الواسع لم يصل، لكن أقوال الخطباء كانت لاذعة. وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، هدد حيوت وقال: “عليك ألا تتجرئي على إلغاء قوانين أساس”. في الوقت الذي هددت فيه وزيرة الإعلام غاليت ديستل اتبريان، المستشارة القانونية قائلة: “إذا ألقيت خيارنا في سلة القمامة، فسيكون لك عمل معي”.

هذه الأقوال تضاف إلى خطاب “المافيا” الذي ألقاه رئيس الكنيست أمير أوحانا الأربعاء. يبدو أن النغمة التي تسمع من هذه الخطابات تم تنسيقها مع مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حيث في الخلفية أيضاً اتهام وزيرة المواصلات ميري ريغف، بأن رجال الحماية من “الشاباك” نكلوا بها، بدرجة لا تقل عن ذلك، وأن رئيس الجهاز رونين بار، أخفى التحقيق الداخلي في الحادثة. في حين أن الضغط الذي يستخدمه الوزراء على الشرطة كان واضحاً السبت الماضي، عندما اعتقلت شرطة تل أبيب ناشطاً من الاحتجاج للتحقيق معه بسبب تعليقه لافتات في شمال المدينة قرب مكان سكن الوزير إسحق فاسرلاوف (قوة يهودية).

إن هياج الوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف تم تنسيقه وجاء قبل الأسبوع الجديد، الذي ستبدأ فيه المحكمة العليا بمناقشة الالتماسات ضد الانقلاب النظامي. في الخلفية، يتم الشعور أيضاً بإحباط غير قليل. المظاهرة التي جرت في القدس لم تنجح في تجنيد أكثر من بضعة آلاف من النشطاء، وفي نشرات القناة 14 كان هناك تبادل للاتهامات في النقاش حول مسألة لماذا بقي مصوتو اليمين غير مبالين إزاء جهود الائتلاف لتجميع عشرات الآلاف أمام المحكمة العليا. هذا خلافاً لحركة الاحتجاج ضد الانقلاب التي يبدو أنها استيقظت من التباطؤ الذي كان في الصيف قبل الفترة الحاسمة للمواجهة.

الإغراء

تبرز قبل النقاشات في المحكمة العليا، محاولة أمريكا لإقناع نتنياهو بوقف القطار المندفع وتجميد التشريع لفترة طويلة، حيث على الكفة إغراء بإنجاز سياسي مهم على شكل اتفاق تطبيع مع السعودية. بعد أقل من أسبوعين، سيلقي رئيس الحكومة خطاباً في مؤتمر الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. ورغم وعود متكررة من قبل حاشية نتنياهو، لم يتم النشر رسمياً عن عقد لقاء على هامش الجمعية العمومية بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولا نريد التحدث عن زيارة في البيت الأبيض. يبدو الاحتمال الأول منطقياً بالتأكيد. أما الثاني، كما يبدو في هذه الأثناء، فأقل بقليل.

مستشار الرئيس بايدن للأمن القومي، جاك سوليفان، قال أول أمس إن هناك “تفهماً واسعاً حول كثير من القضايا الرئيسية” في إطار مفاوضات التطبيع. ولكنه أضاف أيضاً بأنه “لا يزال هناك عمل يجب القيام به”. توقيت أقوال سوليفان قد يعكس محاولة أمريكية لخلق “ذريعة” لنتنياهو لوقف التشريع، ذريعة أن سيتم تمهيد الطريق أمام التوصل إلى اتفاق سياسي تاريخي، أو قد يكون محاولة أمريكية علنية لدفع رئيس الحكومة نحو الزاوية. أمس، في مؤتمر “جي 20” في نيودلهي، عارض بايدن مبادرة دولية لإقامة بنية تحتية جديدة للمواصلات بحجم ضخم تربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا. الرئيس ذكر السعودية وإسرائيل والإمارات كشركاء مستقبليين في المبادرة.

لم يكن صعباً على نتنياهو صياغة خطاب دراماتيكي للأمة، يدعو فيه من يصفهم بـ “جهات مسؤولة في المعارضة” لدعم ذلك إزاء التحديات القومية الكبيرة، على رأسها الاتفاق المحتمل مع السعودية. والخطة الجديدة التي وضعها رئيس الدولة إسحق هيرتسوغ، والتي سُربت الأسبوع الماضي وتنصل منها الليكود، تتحدث عن تجميد التشريع مدة 18 شهراً. ولكن العائق الأساسي أمام نتنياهو موجود داخل الائتلاف نفسه – الجناح الصقوري في الليكود، ولا سيما الشركاء من اليمين المتطرف: “قوة يهودية” و”الصهيونية الدينية”. في الخلفية، لم يتم بعد العثور على أي حل لطلبات الأحزاب الحريدية لمصادقة الكنيست على قانون الإعفاء من التجنيد لأبنائها الشهر القادم.

الإغراء، والضغوط الأمريكية، والاستطلاعات غير المشجعة لليكود، وسوء أداء الحكومة والوزراء، وقوة الاحتجاج – كل ذلك يوفر كتلة حرجة ستدفع نتنياهو إلى الإعلان عن تجميد آخر، كما فعل في نهاية آذار الماضي بعد محاولة فاشلة لإقالة وزير الدفاع يوآف غالنت. ثمة مشكلة واحدة في هذا السيناريو، وهي أن رئيس الحكومة لم يتخذ حتى الآن أي خطوة علنية في هذا الاتجاه.

توتر في الخلفية

يدرك الجيش أن تصعيد الأزمة السياسية، إذا حدث، فقد يؤثر سلباً على الامتثال لخدمة الاحتياط وحتى على الأجواء في الجيش النظامي والدائم. خطاب أوحانا، وبعده الخطباء في مظاهرة القدس، أثارت ردوداً صاخبة بين رجال الاحتياط المشاركين في الاحتجاج.

إن تصميم الحريديم على قانون الإعفاء من التجنيد وقانون مساواة مكانة متعلمي التوراة بظروف حياة الجنود، يتوقع -وفق تقدير الجيش- أن يزيد من شدة الردود، إلى درجة الإضرار المحتمل بالتجنيد في دورة تشرين الثاني القادمة. لذلك، أوضح رئيس الأركان في الأسبوع الماضي أن الجيش الإسرائيلي يؤيد خطة “التجنيد للجميع” رغم أنها مناقضة لمواقف الائتلاف.

في الخلفية ستبدأ في نهاية الأسبوع فترة الأعياد التي يرافقها على الأغلب توتر أعلى في القدس والضفة الغربية. وسجلت في الأسابيع الأخيرة، محاولة للقيام بعملية يومياً تقريباً في القدس والضفة الغربية. وجهاز الأمن قلق من استئناف حماس الاحتجاج قرب الجدار في قطاع غزة بعد هدنة طويلة. المظاهرات مرتبطة بصراعات قوة داخلية في المنظمة وفي الساحة الفلسطينية خوفاً من تقليص قطر الدعم المالي، والتوتر إزاء تهديدات الوزير إيتمار بن غفير بتشديد ظروف السجناء الأمنيين في السجون الإسرائيلية.

في الساحة الشمالية، يبدو أن إسرائيل قلصت عدد التصريحات حول مواجهة مع “حزب الله” على خلفية الخلافات حول مسار الجدار والخيمة التي وضعها التنظيم في مزارع شبعا. تجري حتى الآن محاولة أمريكية ومن الأمم المتحدة لتسوية هذه القضايا بطرق سلمية، رغم أن التوتر في الشمال ما زال على حاله.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى