ترجمات عبرية

هآرتس: الوضع في الضفة الغربية وصل الى نقطة الغليان وسيكون من الصعب اخماد الحريق

هآرتس 27-2-2023، بقلم عاموس هرئيل: الوضع في الضفة الغربية وصل الى نقطة الغليان وسيكون من الصعب اخماد الحريق

عملية إطلاق النار جنوب نابلس أمس، التي قتل فيها أخوان من مستوطنة “هار براخا”، وأعمال الشغب التي قام بها مئات المستوطنين في بلدة حوارة، تؤدي بـالضفة الغربية إلى نقطة غليان. أمس، كان يبدو أن الجيش والشرطة فقدوا السيطرة لبضع ساعات على ما يحدث في البلدة، وأنهم لا ينجحون في وقف المذبحة التي ينفذها المشاغبون. في أحداث حوارة، تم الإبلاغ عن قتيل فلسطيني وعشرات المصابين. الأحداث في منطقة نابلس قد تشعل نفس الاصطدام الواسع الذي يحذر منه جهاز الأمن منذ فترة طويلة في الضفة الغربية.

وقعت العملية والعنف الذي جاء في أعقابها حيث ينعقد في الخلفية مؤتمر دولي في العقبة بمبادرة من الإدارة الأمريكية. الأحداث جسدت عدم سيطرة رئيس الحكومة نتنياهو، على الواقع السياسي. وحاول مكتبه التقليل من أهمية التفاهمات التي تم التوصل إليها في المؤتمر، والتي تعهد المندوبون الإسرائيليون في إطارها بتجميد البناء في المستوطنات. في حين هاجم عضوا الجناح اليميني المتطرف في حكومته، سموتريتش وبن غفير، مشاركة إسرائيل في المؤتمر وأعلنا بأن التفاهمات التي تم التوصل إليها في الأردن لا تلزمهم.

المؤتمر الذي عقد في العقبة عقد كجزء من جهد أمريكي لتهدئة النفوس في الضفة الغربية، بمساعدة الأردن ومصر، قبل بداية شهر رمضان، في 22 آذار. وبعد فترة قصيرة على بدء المؤتمر، وقعت العملية في حوارة، على الشارع الرئيسي الموصل إلى نابلس. الأخوان هيلل ويغيل يانيف، وهما من سكان مستوطنة “هار براخا”، قتلا بإطلاق نار. نجح المخرب الذي كان مسلحاً بمسدس في الهرب، وما زالت قوات الأمن تطارده.

لقد سبق العملية حادث صعب في نابلس في الأسبوع الماضي. الأربعاء الماضي، دخلت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود إلى حي القصبة في نابلس في محاولة لاعتقال أعضاء في “عرين الأسود”. حدث في المكان تبادل لإطلاق النار، فقُتل 11 فلسطينياً من بينهم 3 مدنيين. منذ الحادث تراكمت تحذيرات استخبارية بشأن محاولات فلسطينية للانتقام.

“عرين الأسود” الذي اعتقد جهاز الأمن بأنه نجح في التغلب عليه قبل نحو أربعة أشهر، ما زالت حياً يرزق. بدلاً من النشطاء الذين قتلوا واعتقلوا، جاء أشخاص جدد، الذين ألهمتهم الروح المحلية. وأصبحوا كما وصفوا ذات مرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية بدرجة من الاستهزاء بـ “مجموعة عرسات”، هؤلاء الآن لهم مكانة حقيقية في نابلس، وحتى إن لديهم القدرة على التفاخر بتمثيل خط سياسي. برز بيان لـ “عرين الأسود” يندد موافقة السلطة الفلسطينية على إرسال ممثلين إلى القمة. في بداية المؤتمر نفسه، نوقش اقتراح بحسبه تقلل إسرائيل دخولها إلى مناطق “أ” التابعة للسلطة. بعد العملية، من الصعب رؤية كيف سيحدث ذلك. وثمة وعد مشابه أعطي أيضاً في الأسبوع الماضي للأمريكيين كجزء من جهود شطب مشروع قرار فلسطيني في مجلس الأمن، الذي كان سيدين خطوات حكومة نتنياهو لتسريع البناء في المستوطنات وفي البؤر الاستيطانية. لم ينفذ الوعد ولو لفترة قصيرة – لأن العملية التي جرت في نابلس تجاوزته.

في البيان الختامي للمؤتمر تم التحدث عن تعزيز التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. الآن، رغم جهود الوساطة، سيكون صعباً إطفاء النيران بسرعة في شمال الضفة. أمس، قام عشرات المستوطنون بأعمال شغب في حوارة، حيث أحرقوا أكثر من عشرة بيوت فلسطينية وخربوا عشرات السيارات. وعلى الرغم أنه كان واضحاً للجميع توقع حدوث أعمال شغب عنيفة رداً على العملية، يبدو أن الجيش الإسرائيلي والشرطة لم يرسلوا ما يكفي من القوات إلى المكان. هكذا بيمكن أن تخرج الأمور عن السيطرة.

بعد عمليات قاسية وقعت في فترة الحكومة السابقة هاجمها رجال المعارضة، وهم الآن أعضاء في الحكومة، وعدوا بأن الأمور ستكون مختلفة. بعد نحو شهرين على أداء الحكومة الجديدة لليمين، من الواضح أن الإرهاب الفلسطيني لم يتأثر من التغييرات السياسية في إسرائيل. الخطاب المتشدد، مثل إعادة الدفع قدماً بقانون عقوبة الإعدام للمخربين، لن تساعد في هذا الشأن.

السلطة ستجد صعوبة في التنفيذ

المؤتمر الاستثنائي الذي عقد في العقبة يعكس محاولة أمريكية لإعادة القليل من الاستقرار للمنطقة التي تم إبقاؤها في الخلف في الوقت الذي تنشغل فيه واشنطن بعمليات مقلقة من جانب روسيا والصين. الإدارة الأمريكية معنية بتعزيز المحور السني المحافظ في الشرق الأوسط لكبح نفوذ إيران، لكنه محور يتعثر فعلياً، وجزء من المشاكل ينبع مما يحدث في الضفة الغربية.

الوضع القائم في الضفة الغربية حساس جداً، والسلطة الفلسطينية أضعف بكثير من أن توقف تدفق الأحداث بمساعدة القليل من الضغوط الخارجية والوعود ببادرات حسن نية أمريكية تجاه السلطة الفلسطينية في رام الله. ضعف القيادة الفلسطينية يصعب على أجهزة أمنها تنفيذ الوعود التي أعطيت لرجال الارتباط الأمريكيين.

إذا كان ذلك الشاويش أو الضابط الصغير في نابلس يخشى من انهيار السلطة بعد بضعة أشهر، فلا يملك دافعاً للمخاطرة ومواجهة “عرين الأسود”.

في الخلفية هناك قلق متزايد في الغرب وفي إسرائيل من تقدم إيران نحو السلاح النووي. رئيس الـ “سي.آي.ايه”، وليام بيرنز، قال السبت في مقابلة مع شبكة “سي.بي.اس”: “حسب علمنا، لم يتخذ الزعيم الأعلى في إيران أي قرار بمواصلة برنامج السلاح (تكييف القنبلة مع رأس متفجر لصاروخ) الذي نؤمن بأنه أوقف في 2003. ولكن في المركبات الأخرى ولكنهم تقدموا في تخصيب اليورانيوم والقدرة على إطلاق صاروخ نووي مثلما طوروه”. حسب قوله، لن تحتاج إيران إلى أكثر من بضعة أسابيع منذ لحظة القرار لإنتاج يورانيوم بمستوى تخصيب 90 في المئة وبكمية تكفي لإنتاج قنبلة.

بيع تصفية

خوف أمريكا من التصعيد في الضفة الغربية يرتبط أيضاً بالانقلاب النظامي الذي تحاول حكومة نتنياهو إخراجه إلى حيز التنفيذ وبالتداعيات على توزيع الصلاحيات في الضفة الغربية. إسرائيل انحرفت خطوة كبيرة أخرى نحو الاتجاه الخطير في الاتفاق الذي قسم الصلاحيات بين الوزراء يوآف غالنت وسموتريتش، الذي وقع في الأسبوع الماضي.

عملياً، الحديث يدور عن بيع تصفية للوصفة القديمة التي أديرت بها الأمور الضفة الغربية . اضطر غالنت، تحت ضغط كبير من نتنياهو، إلى قبول الأغلبية العظمى من طلبات سموتريتش. سيركز في يد الوزير في وزارة الدفاع الآن جزء كبير من الصلاحيات بصورة تمكنه من تشكيل خارطة البناء في الضفة تقريباً كما يشاء. وسيرسخ منظومتين منفصلتين للقانون، إحداهما للإسرائيليين والأخرى للفلسطينيين. بذلك سيتم وقف الصورة الشكلية التي تختفي خلفها إسرائيل منذ سنوات، لكن سيتعمق إدراك في المجتمع الدولي بأن إسرائيل تتوجه نحو ضم الضفة إلى أراضيها.

هذه العملية حيكت كجزء من صفقة شملت أيضاً المصادقة على ميزانية الدفاع التي صودق عليها بشكل خاطف، وبعد نقاش سريع وسطحي جداً. مع ميزانية تبلغ 68 مليار شيكل في السنة الحالية، يبدو أن غالنت ورئيس الأركان الجديد، هرتسي هليفي، يمكنهما تحقيق معظم ما خططا له. ولكن ليس واضحاً لأحد في هذه المرحلة كمية الأموال التي ستخصص لإعداد الجيش لمواجهة محتملة مع إيران وكم سيحتاج التوتر المستمر مع الفلسطينيين.

سيل من الالتماسات

إن زيادة حدة خطوات الاحتجاج ضد خطط الحكومة ينعكس أيضاً بانشغال متزايد لرجال الاحتياط في احتمالية رفض الخدمة. بعض كبار الضباط في سلاح الجو أبلغوا قادتهم بأنهم يرفضون الخدمة، ويجري داخل الأسراب نقاش حذر لطيارين وملاحين في الاحتياط حول إلغاء التطوع للخدمة ومتى. جزء من القلق في أوساط رجال سلاح الجو متعلق بأنهم سيكونون مكشوفين لدعاوى في المحاكم الدولية على جرائم حرب إذا ما تم إضعاف الجهاز القضائي؛ لأن إسرائيل ستجد صعوبة في الادعاء بأنها تستخدم جهاز قضاء فعالاً خاصاً بها للتحقيق في مثل هذه الشكوك، ولذلك لا حاجة لتدخل خارجي. القلقون بشكل خاص هم الطيارون في “ال عال” الذين ما زال كثير منهم في خدمة الاحتياط النشطة لأنهم يطيرون بشكل ثابت إلى الخارج وهوياتهم مكشوفة خارج حدود الدولة.

الجمعة الماضي، نشرت عريضة لأكثر من 100 من رجال الاحتياط وأعضاء جهاز العمليات الخاصة في الاستخبارات العسكرية، أعلنوا فيها نيتهم التوقف عن الخدمة إذا ما تم تمرير الانقلاب. الموقع الأبرز، وهو جنرال في الاحتياط، سحب توقيعه بناء على طلب من رئيس الأركان. في الوقت نفسه، تم تجميد مبادرة لعريضة لجميع قادة وحدة 8200 في السابق. ثار نقاش بين القادة في هذه الحالة؛ فجزء منهم اعتقدوا أن الوقت ما زال مبكراً وأنه لا يجدر استخدام ضغط عام شديد على رئيس الأركان الذي يجب أن يواصل توجيه الجيش. في المقابل، نشرت عريضة لرجال احتياط من قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية. في وحدة استخبارية كبيرة تنتمي لإحدى القيادة تم تحذير القادة من عدم تمكن عمل الوحدة كالمعتاد في المناورة المخطط لها في الصيف القادم؛ لأن عدداً كبيراً من رجال الاحتياط أبلغوا بأنهم لا ينوون الامتثال للخدمة. النقاشات حول الرفض والرفض الرمادي لرجال الاحتياط تحتل الآن مكاناً بارزاً في وحدات الجيش المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى