ترجمات عبرية

هآرتس – النووي على الطاولة ونقترب من اللحظة الأخطر

هآرتس 3/3/2022 – بقلم عاموس هرئيل

يتركز معظم الاهتمام على الصور الفظيعة التي تأتي من مناطق القتال في أوكرانيا: مبان مهدمة، وقتلى ومصابين، وذعر في الشوارع، وطابور طويل من السيارات المصفحة القادمة من روسيا والتي تمتد على طول الشارع الرئيسي الذي يهبط جنوباً إلى كييف. ولكن هذا الأسبوع الدراماتيكي في شرق أوروبا جلب معه إمكانية معينة لأنباء ربما ستكون أسوأ. الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، زاد من حدة لهجة التهديد النووية، بل رفع بدرجة معينة مستوى الاستعداد في المنظومة النووية الروسية. خبراء دوليون يصفون الوضع الذي بأنه أزمة نووية متطورة يتبين أنها الأكثر خطورة منذ انتهاء الحرب الباردة.

البروفيسور دمتري (ديما) ادامسكي من جامعة رايخمان في هرتسليا، هو واحد من هؤلاء الخبراء. وحسب معرفتي الطويلة به، فإنه نشر مؤخراً كتاباً بعنوان (“أرثوذوكسيا نووية روسيا”) وهو شخص يختار كلامه بعناية. ولكن في حديث مع “هآرتس” أمس، أظهر قلقاً أكثر مما كان قبل أسبوع، عندما بدأت الحرب البرية (تقديراته منذ ذلك الحين تحققت).

اندلاع الحرب، قال، ناقض تقديرات كثيرة مسبقة في الغرب بخصوص نوايا بوتين. سوء تقدير آخر يمكن أن يضع روسيا في مسار للتصعيد النووي. استند ادامسكي في تحليله إلى الإعلان الذي نشره الرئيس الروسي الأحد الماضي، والذي رافقه إعطاء أمر برفع درجة الجاهزية. إلى جانب اللهجة الصارمة، فإن المفاهيم الدينية والتاريخية التي وصف فيها بوتين المواجهة والاحتكاك العسكري الجاري فعلياً على الأرض قد تخلق خطراً كبيراً.

قارن ادامسكي الأزمة الحالية بثلاثة تصعيدات سابقة تضمنت تهديدات نووية بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة (أزمة الصواريخ في كوبا في 1962، وحرب يوم الغفران في 1973، وتقريباً مواجهة أخرى في 1983). وقبل رفع الجاهزية، أطلق بوتين في خطابه تهديداً صريحاً لزعماء الغرب عندما حذر “إذا أزعجتمونا فسترون تداعيات لم تروها طوال تاريخكم”.

قدر الخبير الإسرائيلي بأن سلوك بوتين، المدفوع من اعتبارات مسيحانية، نابع من إحباط جراء بطء تقدم القوات الروسية على الأرض، ومن العقوبات بعيدة المدى التي فرضها المجتمع الدولي رداً على غزو أوكرانيا. بوتين غضب بشكل خاص من قرار الدول الأوروبية تقديم السلاح للأوكرانيين.

حسب أقوال ادامسكي، فإن رفع الجاهزية بدون تحد نووي من قبل أعدائها يعتبر صعود درجة روسية في سلم التصعيد النووي، بخطوة سريعة فاجأت الغرب. من بين الخطوات التي يمكن لبوتين فحصها في المرحلة القادمة، حسب رأي ادامسكي، “إجراء تجربة نووية واستخدام صواريخ تفوق سرعة الصوت، ونشر أسلحة نووية في دول صديقة لروسيا مثل كازاخستان وروسيا البيضاء أو سوريا (هذا “سيناريو بالتأكيد سيقلق إسرائيل جداً).

قدر ادامسكي أن بوتين يطمح إلى إنهاء الحرب بشروط مريحة لروسيا، وهو مستعد للمخاطرة بإعطاء إشارات نووية صريحة، التي قد تأتي مثلاً برد على قرار الغرب إرسال فرق مقاتلين متطوعين لمساعدة أوكرانيا. “إن دمج نوايا مسيحانية وإشارات نووية أمر خطير”، قال ادامسكي للصحيفة. “هذا لا يعني أن بوتين غير عقلاني. بالنسبة له، هناك أهمية لبث متعمد لعدم العقلانية تجاه أوكرانيا والغرب. لهذه الأسباب نقترب من اللحظة الأكثر خطورة في الأزمة الحالية”.

الدكتورة فيونا هيل، أحد الخبراء الرواد في الولايات المتحدة في الشؤون الروسية في عهد بوتين، واشتهرت رغم أنفها كعاملة في مجلس الأمن القومي، حيث إنها في 2019 قدمت شهادتها في الكونغرس الأمريكي أثناء إجراءات العزل ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، في قضية اتصالاته مع أوكرانيا. في مقابلة مع موقع “بوليتيكو” هذا الأسبوع، أسمعت تقديرات تشبه تقديرات ادامسكي، وربما ذهبت إلى أبعد. وقالت إن بوتين يحاول تدمير النظام العالمي الحالي.

هل يمكنه أن يستخدم السلاح النووي من أجل ذلك؟ سُئلت. “بوتين يوضح بأن الأمر النووي على الطاولة”، أجابت هيل. “الأمر عنده إذا ملك أداة فسيستخدمها. لماذا تمتلك سلاحاً إذا كنت لا تستطيع استخدامه؟”. وقد ذكرت بالاستخدام الذي قام به الروس للمواد الإشعاعية من أجل تسميم معارضي النظام. “إذا كان أحد يعتقد أن بوتين لن يستخدم بما هو غير عادي ووحشي، فالأفضل أن يعيد حساباته. في كل مرة تعتقدون أنه لن يتجرأ، ولكن مع ذلك “نعم”، سيفعل. وهو يريد أن نعرف ذلك بالطبع”.

في الوقت نفسه، اقتبست وكالة الأنباء الروسية “ريا” وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قال أمس إن “حربا عالمية ثالثة ستكون نووية ومدمرة”.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى