ترجمات عبرية

هآرتس – النفط والغاز عادا، لكن هذا لا يعني وقف الصراع

هآرتس/ ذي ماركر – بقلم  ايتان افرئيل – 29/9/2021

” صفقات شركة الكهرباء تظهر فجأة مثل الصفقة الافضل. واصحاب آبار النفط وحقول الغاز يتوقع استئناف الضغط من اجل زيادة التصدير. وقبل بضعة ايام على مؤتمر المناخ في اسكتلندا، الواقع لا يساعد من يأملون بتبني دول العالم اهداف طموحة لوقف استخدام الوقود الملوث   “.

مثلما هي الحال دائما، اسباب القفزة المفاجئة لاسعار النفط والغاز في العالم يسهل تفسيرها، لكن بأثر رجعي. التفسير الرئيسي، عندما انخفضت الاسعار في بداية ازمة الكورونا، حتى تحولت خلال بضعة ايام الى سلبية عندما لم يتم العثور على مكان لتخزين النفط الموجود، سارع المنتجون الى اغلاق الصنبور واقالة العمال ووقف الاستثمارات والصيانة وتطوير الآبار والحقول. 

الآن حيث عادت الاقتصادات الى العمل بكامل النشاط، واحيانا بشكل اعلى مما كان في 2019، فان نفس هؤلاء المنتجين لا يستطيعون فتح الصنبور بسرعة بما فيه الكفاية. الطلب يرتفع وقبل الشتاء القادم في العالم الثري، الاسعار ستقفز.

اسعار النفط، على سبيل المثال، ارتفعت مؤخرا الى مستوى 80 دولار للبرميل، وهو السعر الاعلى منذ نهاية 2018. في حين أن اسعار الغاز في السوق الاوروبية ارتفعت في هذه السنة 300 في المئة، ووصلت الى السعر الموازي لبرميل نفط بكلفة 130 دولار، وهو وضع يختلف عما كان في السابق، حيث كان الغاز في حينه يباع في اوروبا بنصف سعر النفط تقريبا. 

النتيجة، كما يتم البث في النشرات الاخبارية، مليئة بالصور التي لم نشاهدها منذ فترة طويلة، الخوف من الطوابير في محطات الوقود في بريطانيا بانتظار ارتفاع الاسعار، ومقابلات مع ربات البيوت اللواتي يقلقن من أن لا يكون لديهن غاز لتدفئة البيوت في الشتاء القادم، وبهذا فان تكلفة التدفئة المرتفعة ستمس بمستوى حياتهن.

في بريطانيا خوف المستهلكين اجبر الحكومة على الوعد بأن لا يكون انقطاع للكهرباء. وفي فرنسا الحكومة سترسل شيك قيمته مئة يورو لحوالي 6 ملايين عائلة دخلها منخفض من اجل مواجهة ارتفاع تكلفة الطاقة. 

اذا كان الرابحون والخاسرون من ارتفاع الاسعار هذا من السهل معرفتهم، في حين أن المستهلكين في دول كثيرة يوجدون الى جانب الذين سيضطرون الى دفع المزيد من اجل جميع انواع الطاقة. شركات طاقة ودول تنتج الغاز والنفط (روسيا والنرويج مثلا)، توجد في الجانب الرابح، اقتصاديا وسياسيا. 

الرئيس الروسي مثلا، فلادمير بوتين، وهو شخص معنوياته مرتبطة بمؤشر اسعار النفط طوال السنة، اصبح يستخف بالاوروبيين الذين قاموا بتغيير نماذج التسعير، من اتفاقات طويلة المدى الى شراء نفط وغاز في السوق الحرة. وأكد الى أي درجة يجدر بهم عقد صفقات معه.

“الاوروبيون الذين وافقوا على التوقيع على اتفاقات بعيدة المدى يمكنهم الآن فرك ايديهم بسرور”، قال بوتين في الشهر الماضي. بينما في الجانب الاوروبي هناك من يتهمون روسيا بالتقييد المتعمد لضخ الغاز الى اوروبا بهدف تسريع ارتفاع الاسعار. 

الجانب الخاسر

إن من يكافحون الاحتباس الحراري ويعملون على تقليص استخدام الوقود الملوث، الذي ينتج ثاني اوكسيد الكربون والمسؤول عن الاحتباس الحراري، يوجدون الآن في الطرف الخاسر. بشكل مفاجيء الغاز والنفط عادا الى الموضة. والدول تفحص اعادة استخدام محطات الوقود الكربونية التي تم اغلاقها أو شراء النفط اذا لم يتم العثور على مصدر للغاز في متناول اليد. وهناك ايضا من يتهمون بالركض نحو الطاقة المتجددة مع اهمال الاستخراج واهمال خطوط تزويد الغاز والنفط.

قبل بضعة ايام من مؤتمر المناخ الكبير الذي سيتم عقده في غلاسكو في اسكتلندا، فان ارتفاع الطلب على النفط والغاز لن يساعد من يأملون بأن تتبنى دول العالم اهداف وجداول زمنية طموحة لفطام العالم عن الوقود الاحفوري.

صحيح أنه على الاقل في اوروبا ازمة النفط تعود، هذه المرة بصيغة ما بعد الكورونا. ولكن محظور على دول العالم وقف عملية استبداله بطاقة أكثر نظافة.

محظور ايضا على حكومة اسرائيل أن توقف النضال ضد احتكار الغاز، الذي هو في الحقيقة يوفر الآن للدولة اسعار تبدو منخفضة، لكنه حصل ويواصل الحصول من المواطنين على اكثر بكثير مما كان يجب عليه أن يأخذه.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى