ترجمات عبرية

هآرتس: المواجهة مع الولايات المتحدة قد تشجع أعداء إسرائيل على التجرؤ أكثر اعتقادا بأن بايدن أكثر انشغالا من أن يساعد

هآرتس30/6/2024، عاموس هرئيل: المواجهة مع الولايات المتحدة قد تشجع أعداء إسرائيل على التجرؤ أكثر اعتقادا بأن بايدن أكثر انشغالا من أن يساعد

عملية الفرقة 98 التابعة للجيش الإسرائيلي في الشجاعية شرق مدينة غزة، الدخول الثالث الى هذه المنطقة في الحرب الحالية ضد حماس، تمت مواجهتها بمقاومة لا بأس بها. منذ بداية الاقتحام في يوم الخميس الماضي قتل في المعارك اثنان من جنود لواء المظليين النظامي ومن لواء 7 التابع لسلاح المدرعات، وأصيب عدد من الجنود. الجيش الإسرائيلي نشر عن عشرات المخربين القتلى في هذه العملية. وفي حادثة أخرى في رفح قتل في يوم الخميس جندي من لواء الناحل بنار قناص فلسطيني. على الحدود مع لبنان احتدم تبادل اطلاق النار مع حزب الله في يوم الجمعة، بعد بضعة أيام على انخفاض حجم القتال. موقع “اكسيوس” نشر عن جهود أمريكية جديدة لتحريك المفاوضات حول صفقة تبادل بواسطة صياغات تنازل جديدة. احتمالية نجاح ذلك تظهر في هذه الاثناء ضعيفة. 

جميع هذه التطورات مهما كانت مهمة يمكن أن تؤثر على الحرب في الشرق الأوسط بشكل اقل من التوجهات بعيدة المدى للولايات المتحدة. الظهور الواهن والمشوش أحيانا للرئيس الأمريكي في المواجهة مع ترامب في فجر يوم الجمعة يمكن أن يبشر بانعطافة استراتيجية دولية. في وسائل الاعلام الامريكية وفي الحزب الديمقراطي بدأ نقاش جدي حول إمكانية انسحاب بايدن وأن يتم استبداله في هذا الصيف قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني. ورغم أن الرئيس وحاشيته متمترسون في مواقفهم وتعاملوا مع فشل أول أمس وكأنه سقوط مؤقت، ووعدوا بمواصلة المعركة ضد ترامب، فان مجرد مناقشة ذلك أصبحت تجد الصدى في المجتمع الدولي، ويمكن ان تنعكس أيضا على ما يحدث في المنطقة هنا.

المناظرة التلفزيونية التي بثتها “سي.ان.ان” كشفت ضعف الاحتمالات غير المتفائلة، التي سيتعين فيها على مئات ملايين المصوتين الأمريكيين الاختيار بين رئيس عجوز يفقد القدرات ويجد صعوبة أحيانا في انهاء فكرة دون أن قطع خط تفكيره أو أن يضيع تماما، وبين كاذب نرجسي ومجرم تمت ادانته، الذي أيضا مستوى وضوحه المعرفي أحيانا يكون مشكوك فيه. من غير المفاجيء أن الكثير من الناخبين الشباب يفكرون بعدم الذهاب الى صناديق الاقتراع. ولكن الى جانب الضجة في الداخل غير المسبوقة في أوساط الديمقراطيين فان هذه الازمة يمكن أن تحدث هزة دولية ثانوية. وهي تظهر وصف بايدن بأنه بطة عرجاء في الفترة التي بقيت حتى موعد الانتخابات. واذا لم يتنازل عن الترشح فان أعداء الولايات المتحدة يمكن أن يحاولوا اختبار تصميمه في الأشهر القريبة القادمة. واذا قام بالانسحاب فانه يتوقع أن تكون فترة عدم استقرار داخلي، فيها اهتمام الإدارة التاركة، سواء فاز الديمقراطيون في الانتخابات أو لا، سيكون مركز على الساحة السياسية الداخلية. 

بالنسبة لإسرائيل وللمنطقة فان التداعيات الاستراتيجية الأكثر أهمية تتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة وايران. النظام في طهران، على خلفية التردد الأمريكي والمس بردع إسرائيل منذ مذبحة 7 أكتوبر، يزيد دعمه لحزب الله وحماس وبادر الى هجوم اول مع مئات الصواريخ والمسيرات على إسرائيل في نيسان الماضي، والآن هو يعزز مكانة ايران كـ “دولة حافة” نووية التي يمكن أن تجتاز العتبة الأخيرة في الطريق الى انتاج القنبلة.

في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في ايران أول أمس لم يتم تحقيق حسم بين المرشح الراديكالي سعيد جليلي والمرشح الإصلاحي (نسبيا) مسعود بزشكيان. في الأسبوع القادم سيتم اجراء جولة أخرى. الدكتور راز تسيمت، الخبير في شؤون ايران في معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب، كتب أمس أنه رغم سياسة ايران الاستراتيجية التي يتم تقريرها بالأساس من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، إلا أن فوز مرشح متطرف مثل جليلي يمكن أن يكون تأثير للاسوأ على استعدادها للتوصل الى تسويات. اذا تم اعتبار بايدن الآن من قبل ايران بأنه ضعيف اكثر ومتردد ومهدد في الداخل فان جرأة ايران يمكن أن تزداد. 

الضعف الديمقراطي وارتفاع احتمالية فوز المرشح الجمهوري ترامب ستحدث هزة ثانوية أيضا في إسرائيل، حزب الله وحماس. هل مثلا حماس ستجري إعادة تفكير في سياستها حول صفقة التبادل أو أنها تعتقد أن ترامب سيواصل تبني خط دعم كامل لمعركة إسرائيل ضدها كما قال في المناظرة. هل في الوقت الذي فيه كل صوت في الانتخابات اصبح اكثر حسما بالنسبة له سيستجيب بايدن لانتقاد الجناح اليسار في حزبه ويتخذ المزيد من خطوات الكبح ضد نشاطات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة؟ هل في حزب الله وفي ايران سيقدرون أن بايدن منزعج وقلق جدا الآن الى درجة  أنه لا يمكنه أن يدعم إسرائيل في حالة اندلاع حرب شاملة في لبنان.

الكثير من الردود الأولية في اليمين في إسرائيل استهزأت ببايدن وأملت فوز ترامب. هذا نكران للجميل. فليس أن بايدن ارسل مساعدات عسكرية بحجم كبير الى إسرائيل، ربما أن وقوفه الحازم الى جانب إسرائيل في بداية الحرب منع حرب مكلفة وربما فاشلة مع حزب الله. إضافة الى ذلك، مثلما سبق وكتب هنا، فان ترامب هو دعامة ضعيفة. فقد وصف في السابق القيادة في إسرائيل بأنها “خاسرة” بعد المذبحة في الغلاف، ومشاجرته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عندما اعترف بفوز بايدن في الانتخابات في 2020 ونثر إشارات على نيته في وقف المساعدات الخارجية الامريكية لدول صديقة.

الذعر في كييف اكبر إزاء عداء ترامب للاوكرانيين واعجابه بالرئيس الروسي فلادمير بوتين. ولكن لا يوجد لإسرائيل أي سبب كي تطمئن على خلفية احتمالية فوز ترامب المتزايدة. يكفي التذكر بأنه أيضا في العام 2018، عندما كانت العلاقة بين نتنياهو وترامب في ذروتها، اقتنع الأخير بالإعلان عن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، الخطوة التي زادت بالتحديد انشغال ايران بالدفع قدما بالمشروع النووي، خلافا للتنبؤات والوعود التي أعطاها نتنياهو.

حياد موهوم

من جلسة الكابنت الأمني عشية يوم الخميس تسرب تبادل اقوال قاسية بين وزير المالية سموتريتش ورئيس الأركان هليفي. سموتريتش انتقد هليفي وقال: “نحن لسنا الذين ذهبنا للنوم في 6 أكتوبر”. رئيس الأركان رد بغضب وطلب من الوزير الاعتذار. نتنياهو، الذي شجارات كهذه بالذات تخدمه، قام بانتقاد “الاقوال غير المقبولة” من قبل الطرفين.

هليفي، ورئيس الشباك رونين بار، هو المسؤول الأكبر على الصعيد الأمني عن الكارثة الفظيعة في 7 أكتوبر. هذا الفشل سيرافقه طوال حياته، ومن المرجح أنه سيؤدي الى استقالته المبكرة دون اكمال فترة ولايته كرئيس للاركان. حتى الآن فان تطاول سموتريتش هو مقرف وموجه لشخص، خلافا للوزير نفسه، استثمر كل جهوده في حماية أمن إسرائيل. وزير المالية، بدرجة لا تقل عن نتنياهو، كان الشريك في التصور الأمني – السياسي الفاشل، الذي يمكن أن يسيطر على الكيانين الفلسطينيين في الضفة وفي غزة، والايمان بمقاربة “فرق تسد”. أحيانا حتى هذا التصور وصف حكم حماس بأنه ذخر. ليس فقط أن سموتريتش لم يقم بانتقاذ ذاتي منذ اندلاع الحرب، بل هو مؤخرا تراجع عن تحمل ولو مسؤولية قليلة عن الإخفاقات التي اسمعها في الفترة الأخيرة بعد المذبحة. 

في هذه الاثناء يتم وصفه من قبل المهنيين في وزارته بأنه وزير فاشل وغير مبالي، الذي في ولايته حدثت كارثة اقتصادية (ليس فقط بسبب العبء الذي تخلقه الحرب للاقتصاد)، في الوقت الذي ينشغل فيه بالأساس بشكل كامل بالدفع قدما بمصالح شخصية وقريبة من قبله. اذا لم يكن هذا كاف فان سموتريتش يهتم بأن يصب الزيت دائما على النار في الضفة الغربية من اجل الدفع قدما بتوسيع البؤر الاستيطانية وخنق اقتصاد السلطة الفلسطينية، مع استغلال الصلاحيات التي ابتزها من نتنياهو في منصبه كوزير ثان في وزارة الدفاع.

التطاول المرفوض ضد رئيس الأركان لا يظهر كزلة لسان، بل كجزء من حملة مخطط لها ضد كبار قادة الجيش الإسرائيلي، التي لها هدف مزدوج. حرف التهمة عن نتنياهو والحكومة بسبب الإخفاقات في 7 أكتوبر، والصعوبة في انهاء الحرب بنجاح منذ ذلك الحين، الى جانب القاء الرعب على الضباط كي لا يقفوا في طريق أحزاب اليمين المتطرف اثناء سعيها الى اشعال الضفة الغربية. الحياد الوهمي الذي يتبعه هنا رئيس الحكومة يدل على أن مهاجمة رئيس الاركان تخدمه بشكل جيد.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى