ترجمات عبرية

هآرتس: المفاوضات في لبنان تتقدم لكن صفقة المخطوفين لا تزال بعيدة

هآرتس 31/10/2024، عاموس هرئيل: المفاوضات في لبنان تتقدم لكن صفقة المخطوفين لا تزال بعيدة

مثلما يحدث في كل شهر أو شهرين فانه مرة اخرى تم اغراق قنوات التلفزيون في الايام الاخيرة بتنبؤات متفائلة جدا حول انعطافة متوقعة في المحادثات حول وقف اطلاق النار في لبنان وفي قطاع غزة. في الخلفية يوجد الأمل بأنباء جيدة أخيرا في قضية المخطوفين. ولكن الواقع مشجع ومفرح أقل. 

المبعوثون في الحقيقة يأتون ويذهبون في ارجاء الشرق الاوسط، والادارة الامريكية تبذل جهود أخيرة قبل الانتخابات للرئاسة بعد خمسة ايام، وفي اسرائيل يتم عقد مشاورات دراماتيكية في الليل. ولكن عمليا، رغم الرأي الحاسم لجهاز الامن لصالح عقد اتفاق حول الجبهتين، التي نشر عنها هنا أمس، فانه حتى الآن لا يوجد أي تحرك حقيقي في الاتصالات غير المباشرة مع حماس. في قضية لبنان الاحتمالية تبدو افضل، لكن ما زال مطلوب القيام بعمل كبير. حدوث أي تقدم قبل الانتخابات الامريكية سيكون مفاجئا بشكل ايجابي.

موقف الجيش الاسرائيلي المدعوم في معظمه من قبل اجهزة الامن الاخرى، هو أن هناك حاجة حقيقية لعقد اتفاقات، وأن هناك نضوج متزايد لذلك. اسرائيل حققت معظم انجازاتها العسكرية التي ارادت تحقيقها في لبنان وفي قطاع غزة. والآن يجب عليها  استباق ساعات موقوتة – في غزة ازاء الظروف القاسية التي يتم فيها احتجاز المخطوفين منذ 13 شهر ويزداد الخطر على حياتهم. في لبنان سيكون في القريب الشتاء وهو الامر الذي سيصعب القتال. في الجيش الاسرائيلي يحاولون استكمال العمليات الاخيرة – أمس تم تقديم طلبات اخلاء لعشرات آلاف السكان في البلدة الشيعية بعلبك في البقاع اللبناني قبل هجوم جوي ثقيل – لكن في الاساس الجيش يفضل انهاء القتال في القريب، اذا كان يمكن التوصل الى اتفاق.

حزب الله اعلن رسميا عن تعيين الشيخ نعيم قاسم، نائب حسن نصر الله، كأمين عام للحزب. الرسائل التي يرسلها حزب الله للخارج تواصل كونها صلبة وعنيفة. هذا ايضا ما قاله نعيم قاسم في خطابه أمس قبل قطع البث، ربما بسبب هجوم سايبر. عمليا، يقدرون في اسرائيل وفي امريكا بأن ما تبقى من قيادة حزب الله يفضلون العمل على انهاء الحرب ازاء الخسائر والضربات التي تكبدوها.

هذا الامر يعني أنه في سيناريو متفائل فان احتمالية محددة للفصل، للمرة الاولى، بين الساحات – التوصل الى وقف لاطلاق النار في لبنان في حين أن القتال في غزة ما زال مستمرا. ربما يمكن ايضا حدوث مرونة ما في لبنان بخصوص طلبات اسرائيل، انشاء آلية تنفيذ ورقابة وثيقة وناجعة اكثر. هناك وزن ثقيل لموقف ايران، ويبدو أنها تعمل على انهاء الحرب، في الوقت الذي ما زالت تهدد فيه اسرائيل بالرد على هجوم سلاح الجو في 26 تشرين الاول الحالي.

في الولايات المتحدة نشر أن عاموس هوخشتاين، المبعوث الامريكي الذي سيصل اليوم الى المنطقة بهدف استئناف جهود الوساطة، قال إن “ايران بقيت بالفعل عارية”. وتطرق الى نتائج الهجوم الذي شل كل منظومة دفاعاتها الجوية الاستراتيجية. النظام في طهران سيضطر الى الاخذ في الحسبان بأنه مكشوف لرد آخر من قبل اسرائيل؛ امكانية أن استمرار الحرب في لبنان سيستدعي المزيد من الخسائر في اوساط المقاتلين وقدرات حزب الله.

رئيس الحكومة الانتقالية في لبنان نجيب ميقاتي قال إنه يأمل “مع الحذر المطلوب” في أن يتم التوصل الى وقف لاطلاق النار مع اسرائيل في غضون “بضع ساعات أو بضعة ايام”. وحتى الآن فان التوصل الى الاتفاق في الشمال سيكون معقد بسبب العدد الكبير من المسائل التي بقيت مفتوحة، وبسبب الدول والتنظيمات الكثيرة التي تشارك في الحل. في غزة، رغم احياء جهود الوساطة الامريكية والقطرية والمصرية، فان الصورة معقدة اكثر. القرارات في حماس يتم اتخاذها بشكل بطيء، ولكن ليس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو شركاءه في الحكومة من اليمين المتطرف يظهرون الاستعجال لعقد الصفقة رغم الخوف على سلامة المخطوفين.

غياب توزيع تحمل العبء

اطالة الحرب والعدد الكبير من خسائر الجيش الاسرائيلي في الشهر الاخير، تظهر لهيئة الاركان الحاجة الى السعي الى انهاء الجبهتين. هذه المشكلات المتواصلة يتم التعبير عنها ايضا في نقاشات صاخبة حول العبء الكبير على جنود الاحتياط وغياب المساواة في تحمل العبء، بالاساس جهود الائتلاف لترتيب تشريع يعمل على شرعنة اعفاء الحريديين من الخدمة في الجيش لاجيال. المشاعر العامة حول ذلك تغيرت. فقد وجد شرخ ظاهر بين الحريديين والمتدينين القوميين، القطاع الذي تكبد في القتال خسائر كثيرة، أكثر من نسبته في عدد السكان.

ضابط رفيع قال للصحيفة بأن “عبء الخدمة بارز في كل مكان. في أي زيارة في لبنان أو في غزة نلتقي مع جنود خدموا 200 – 300 يوم أو اكثر في الاحتياط منذ بداية الحرب”. اقوال الجنود المتدينين وزوجاتهم حول الخطر وتقاسم العبء موجهة الآن بشكل مباشر الى نتنياهو وشركائه في الحزبين القطاعيي، الوزير بتسلئيل سموتريتش والوزير ايتمار بن غفير. وزراء الصهيونية الدينية، الذين مواصلة فترة الحكومة هي أمر حاسم لتحقيق اهدافهم، يواصلون صد الادعاءات بواسطة حرف الانظار، مثل التركيز على أن الجيش الاسرائيلي قام بتسريح، بدون أي حاجة، عشرات آلاف جنود الاحتياط في سن مبكرة. هذا حدث وبحق، ولكن جهود الجيش لاعادتهم الآن تحصل على نجاح جزئي. وفي كل الحالات الارقام لا تقترب من عدد الشباب الحريديين، وهم شباب ومعافين، ولم يخدموا في حياتهم حتى يوم واحد في الجيش أو في الخدمة المدنية.

نتنياهو يخشى على استقرار حكومته. سموتريتش تتم مهاجمته من قبل ناخبيه، وهو يراوح في المكان في الاستطلاع تحت نسبة الحسم، وهو يبكي في جلسات قائمته بسبب العدد الكبير من القتلى في قطاعه. الجيش الاسرائيلي يقلق من مسائل اخرى. فنسبة الامتثال للخدمة في وحدات الاحتياط في لبنان وفي غزة اقل مما يتم الاعلان عنه. وهناك وحدات (بالاساس في قطاع غزة) القادة فيها يحتاجون الى الاعيب مثيرة من اجل تجنيد القوى العاملة المطلوبة. ما يدل على قلق الجيش هو الاستطلاع الذي اجراه قسم علوم السلوك والذي نشر مؤخرا في اوساط رجال الاحتياط. من بين اسئلة الاستطلاع: ما هو حجم الدعم الذي حصلت عليه من عائلتك ومن مكان عملك عندما ذهبت الى الخدمة في الاحتياط؟ هل ستمتثل للخدمة اذا طلب منك ذلك في القريب؟ وكم هو عدد اصدقائك في الوحدة سيصلون هم ايضا في مثل هذه الحالة؟. 

في هذه الاثناء يحاولون في الائتلاف ايجاد حلول غير مباشرة لازمة التجنيد، ازاء طلب القوائم الحريدية لتسوية الاعفاء بشكل قانوني. الجيش الاسرائيلي الذي في هذا الشأن لا يعمل بدون توجيهات من وزير الدفاع يوآف غالنت، يتصرف في هذه الاثناء بخطوات محسوبة ومنضبطة جدا. حتى الآن تم اصدار 3 آلاف أمر تجنيد لمجموعة سكانية فيها 60 ألف شاب حريدي في سن التجنيد. فقط بضع عشرات من بين الذين تم استدعاءهم امتثلوا للامر. وتم اصدار 700 أمر اعتقال للرافضين (لكن لا يوجد أي توجيه لتنفيذ هذه الاوامر). بعد ذلك، بدون حل الازمة، استعد الجيش الاسرائيلي لاصدار 5 آلاف أمر تجنيد آخر للحريديين. هذا لا يبدو مسار سيثمر نتائج بسرعة. توجد فجوة كبيرة بين توقعات الجمهور في هذه المسألة وبين الواقع، الذي فيه الحريديون تقريبا لا يتجندون. وكل ذلك في الوقت الذي يقولون فيه في هيئة الاركان بأن هناك حاجة ملحة الى آلاف الجنود.

 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى