ترجمات عبرية

هآرتس – المعركة بين اسرائيل وايران ترتفع درجة

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 12/4/2021

” في الوقت الذي فيه ايران تواصل خرق الاتفاق النووي في موازاة المحادثات مع الدول العظمى، يبدو أن التصعيد بينها وبين اسرائيل ارتفع درجة. والمسألة الاساسية هي هل الولايات المتحدة عرفت مسبقا عن العملية الاسرائيلية المزعومة “.

        المعركة السرية الدائرة بين اسرائيل وايران لم تعد سرية. صباح أمس نشرت ايران عن حدوث خلل غامض في الليلة السابقة في شبكة تزويد الكهرباء في منشأة نتناز النووية التي حدث في السابق فيها انفجار أدى الى وقوع اضرار كثيرة في شهر تموز من العام الماضي. الخلل الجديد أدى كما يبدو الى تشويش نشاط المنشأة. واستنادا الى منشورات من السابق يمكن التقدير بأن الامر يتعلق بهجوم سايبر اسرائيلي.

       هذا حدث قبل اسبوع تقريبا بعد نشر تقارير عن انفجار في سفينة قيادة لحرس الثورة الايراني في البحر الاحمر، الذي اتهمت اسرائيل فيه ايضا. يجب أن نذكر أن نفس الانفجار في السفينة كان الانفجار الاخير من سلسلة هجمات بحرية ضد ايران، التي اختارت طهران الرد عليها بهجمات على سفن تجارية تمتلكها شركات اسرائيلية خلال اقل من شهرين.

       التصعيد الذي لم يعد تدريجيا تماما يحدث حيث في الخلفية تم استئناف المحادثات النووية بين ايران والدول العظمى والتي هدفها النهائي هو العودة الى الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في 2015. هذا هو الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب قبل ثلاث سنوات. صباح أمس وصل الى البلاد في زيارة عمل اولى، وزير الدفاع الامريكي الجديد، لويد اوستن. في نهاية الشهر الحالي يتوقع زيارة لرئيس الاركان ورئيس الموساد في واشنطن، حيث سيكون الموضوع الاول على الاجندة هو المفاوضات النووية.

       حسب صحيفة “نيويورك تايمز”، سبق مهاجمة السفينة الايرانية في البحر الاحمر بلاغ اسرائيلي للولايات المتحدة على خلفية تواجد حاملة طائرات امريكية في المنطقة. فهل في هذه المرة ايضا، اذا كان الامر يتعلق بهجوم سايبر اسرائيلي، تلقت الولايات المتحدة تحذير مسبق؟ الجواب على هذا السؤال يوضح الكثير بالنسبة لوضع العلاقة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والادارة الامريكية الجديدة. نتنياهو عاد وانتقد عودة امريكا الى الاتفاق في خطاب القاه في احياء ذكرى يوم الكارثة في الاسبوع الماضي. ولكن. هل هذه كانت عملية منسقة أو على الاقل معروفة مسبقا من قبل الولايات المتحدة، هذا موضوع مختلف تماما.

       الحادثة في نتناز وقعت غداة يوم النووي الايراني، الذي استغله الرئيس حسن روحاني للاعلان عن تقدم آخر في المشروع، وهو المشروع الذي يواصل النظام الادعاء، رغم كل البينات التي تنفي ذلك، بأنه تم تخصيصه للاحتياجات المدنية فقط. في هذا الاطار احتفل الايرانيون بتطوير قدرات تخصيب اليورانيوم في نتناز بواسطة اجهزة طرد مركزي جديدة من نوع “آي.آر 5″، التي حسب ادعاء روحاني ترفع بعشرة اضعاف وتيرة التخصيب. ايضا هذا يشكل خرق للاتفاق النووي، خرق جديد في سلسلة تراكمها ايران كوسيلة مساومة قبل استئناف المحادثات في فيينا. في نفس المحادثات، التي يتوقع أن تجري في يوم الاربعاء القادم، تم الابلاغ عن حدوث تقدم معين.

       في السابق، حسب مصادر امريكية وتقارير في وسائل الاعلام الدولية، نجحت هجمات سايبر وحتى انفجارات في وسائل اخرى في أن تعيق بدرجة معينة وصول ايران الى الذرة. هذا ما حدث في قضية الفيروس “ستوك سنت” قبل عشر سنوات تقريبا، التي تم النشر عنها لأنها كانت عملية امريكية – اسرائيلية مشتركة. وهكذا، بعد الحادثة السابقة في نتناز في السنة الماضية، نشر بأنها تسببت بتأخير كبير آخر في المشروع النووي.

       ساعة سياسية حساسة

        هل الى جانب الرسائل لبايدن وروحاني والزعيم الروحي الاعلى في ايران، علي خامنئي، يرسل نتنياهو ايضا رسالة للساحة السياسية الداخلية في اسرائيل؟ على الاقل في المسألة الايرانية لا يوجد خلاف معروف بين نتنياهو وشريكه – خصمه، وزير الدفاع بني غانتس. غانتس يتبع بشكل علني نفس الخط المتشدد الذي يطرحه نتنياهو بخصوص ايران. الاثنان سيعقدان بعد الظهر لقاء أول وجها لوجه بعد بضعة اشهر، ليس عبر “الزوم” وليس ظهر الى ظهر في الكنيست، بل في احتفال رفع الكؤوس قبل عيد الاستقلال، مع اعضاء هيئة قيادة الاركان العامة في الجيش الاسرائيلي.

       حتى الآن، الهجمات المنسوبة لاسرائيل تحدث في ساعة سياسية حساسة. وتصعيد سياسي يمكن أن يكون هو القشة التي ستقصم روح المعارضة لدى نفتالي بينيت وبتسلئيل سموتريتش، اللذين ما زالا يرفضان، كل واحد لاعتباراته الخاصة، الانضمام الى حكومة اليمين (الكامل) التي يقترحها نتنياهو (اذا تجاهلنا الدعم الذي يريد تجنيده من جانب اعضاء الكنيست من راعم – اعضاء الحركة الاسلامية). هنا يوجد خليط غير صحي لاعتبارات أمنية وسياسية. الامور تجري حيث طوال الوقت من غير الواضح درجة اصغاء رئيس الحكومة للمسائل الامنية الملحة، في الوقت الذي فيه تقلقه التطورات الكثيرة في محاكمته.

        ايضا وسائل الرقابة الاخرى على نشاطات جهاز الامن توجد في حالة سبات. الكابنت الامني تقريبا لا ينعقد، وفعليا هو لا يعمل منذ بضعة اشهر. لجنة الخارجية والامن لم تبدأ بعد بالعمل بعد أداء الكنيست الجديدة لليمين. ووسائل الاعلام، بشكل واضح، تنشغل في متابعة الفراشات السياسية ونظريات المؤامرة المزيفة.

       في الوقت الذي فيه لجنة رؤساء الاجهزة التي تنسق نشاطات الجيش الاسرائيلي والشباك والموساد، لم تعد كما كانت. العلاقات في داخل المثلث الذي يشمل رؤساء الاجهزة الثلاثة ليست من العلاقات المحسنة، والمنافسة بين هذه الاجهزة كبيرة رغم وجود تعاون عملياتي مثمر في جزء من الساحات. حتى حول فترة ولاية الثلاثة الكبار توجد علامة استفهام. رئيس الاركان، افيف كوخافي، ما زال ينتظر الاعلان عن تمديد فترة ولايته لسنة رابعة تبدأ في كانون الثاني القادم، كما هو متبع، (وزير الدفاع السابق، افيغدور ليبرمان كان اكثر سرعة عندما صادق في مرحلة مبكرة على تمديد ولاية رئيس الاركان السابق غادي آيزنكوت). فترة ولاية رئيس الموساد، يوسي كوهين، تم تمديدها لنصف سنة حتى حزيران، وقد تم تعيين بديل له ايضا هو نائبه د.، لكن في حينه تدخل المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، وأعلن أنه ربما تكون هناك مشكلة في المصادقة على التعيين في فترة حكومة انتقالية.

       في حين أن رئيس الشباك، نداف ارغمان، الذي كان يمكن أن ينهي فترة ولايته في الشهر القادم، استجاب لطلب نتنياهو بتمديد ولايته لاربعة اشهر (بعد الظهر صادقت الحكومة على التمديد). ولكن هذا التمديد لم يأت في ظروف عادية: نتنياهو يريد أن يعين في هذا المنصب رئيس هيئة الامن القومي، مئير بن شبات، المقرب منه. هذه الفكرة ووجهت بمعارضة كبيرة من قبل غانتس وتحفظ داخل الجهاز، على خلفية التقارب بين بن شبات ونتنياهو. من هنا يأتي تمديد فترة ولاية ارغمان. ايضا هذه في الاجهزة الثلاثة ليست ظروف سهلة لادارة معركة معقدة جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى