ترجمات عبرية

هآرتس – المشروع النووي الايراني: عقيدة بيغن تقترب من نهايتها

هآرتس – بقلم  شلومو بن عامي – 14/1/2022

” لا يوجد حل عسكري لكل مشكلة، ولا يوجد لاسرائيل حل كهذا للنووي الايراني. ومهاجمة ايران يمكن أن تعطيها التسويغ لجهودها النووية “.

لذكرى الجنرال اوري سمحوني، مرور ثلاثين سنة على موته. زعماء في اسرائيل يشجعون منذ سنوات الجنون القومي ازاء الاخطار الوجودية المتبدلة التي تهدد اسرائيل، حسب رأيهم صبح مساء. ملاحق ومحبط في مقره السري تحت الارض في بيروت كان ياسر عرفات بالنسبة لمناحيم بيغن هو هتلر الجديد. بعد ذلك قام باخلاء مكانه لصدام حسين. الآن هذه هي ايران التي تعد لنا كارثة ثانية. التهديد الايراني لاسرائيل في العصر الذي فيه ساحة المعركة هي الجبهة الداخلية – التي هي في اسرائيل هشة وسهلة الاصابة بشكل خاص – هو تقليدي بالاساس وليس نووي. اكثر مما هي خطر وجودي فان ايران نووية هي تهديد استراتيجي كاسر للتوازن والذي يلزم اسرائيل بأن تفهم أنه ربما “عقيدة بيغن” – هجوم وقائي للقضاء على برنامج نووي في المنطقة قبل وصوله الى النضج العسكري – تقترب من نهاية طريقها، وعليها أن تغير بالتالي استراتيجيتها الاقليمية.

بالطبع يجب عدم الاستخفاف بخطر ايران نووية، لأنها من شأنها أن تحرك السباق نحو القنبلة ايضا في دول اخرى في المنطقة مثل تركيا ومصر والسعودية. لا يوجد تشابه بين ميزان الردع النووي الذي كان قائم بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في فترة الحرب الباردة – وحتى ليس ميزان الذعر في الصراع الثنائي بين الهند وباكستان، اللتان هما دولتان نوويتان عظميان – وبين الانتشار النووي الواسع في الشرق الاوسط مع كل النزاعات القائمة فيه ومع المليشيات ومنظمات الارهاب الكثيرة التي تعمل داخله.

ما الذي حول اسرائيل وايران – الدولتان بدون حدود مشتركة أو نزاع تاريخي ما، بل بالتحديد لهما عدو مشترك وهو العالم العربي السني – الى عدوتان لدودتان؟ العداوة تجاه “الشيطان الاصغر”، اسرائيل، التي كانت حليفة في العهد الظلامي لحكم الشاه المكروه، وتجاه “الشيطان الاكبر”، الولايات المتحدة، تبدو للوهلة الاولى موضوع سياسي – ديني، الذي يفهم من مجرد هوية الثورة الاسلامية. ولكن مثل عدد من الثورات الاخرى في الماضي، الفرنسية والسوفييتية على سبيل المثال، فان الجمهورية الاسلامية تعتبر توسع امبراطوريتها في منطقة عربية – سنية معادية اداة رئيسية في الدفاع عن الثورة ونشر بشارتها. ايران لا تعتبر المفاوضات حول المسألة النووية مقدمة للمصالحة التاريخية مع النظام الامريكي – الاسرائيلي في المنطقة. هذا النظام يعتبر عائق في طريقها وهي تسعى الى أن تكون قطب مناهض له. 

المكون الديني في النزاع مع اسرائيل هو هامشي بالنسبة للدافع الاستراتيجي. ايران واسرائيل (وتركيا ايضا) هي الدول القومية الواضحة والاقوى في هذه المنطقة التي فيها الدول تذوب. على العداء الشديد فيما بينها تسري حسب رأيي المعادلة التي وضعها البروفيسور غراهام اليسون – “فخ توكيديدس” – التي كررت نفسها مرات كثيرة طوال التاريخ. وبحسبها كلما قامت قوة جديدة وصاعدة بتحدي قوة مهيمنة وقائمة فان الحرب تحولت تقريبا الى امر محتم تقريبا. بريطانيا والمانيا في الحرب العالمية الاولى، والصين وامريكا الآن، هي الامثلة على ذلك. وهكذا ايضا ايران امام ما تعتبره احتكار امريكي – اسرائيلي للقوة في الشرق الاوسط. 

الحرب بين اسرائيل وايران وحزام المليشيات التي نشرته في المنطقة، وحزب الله على رأسه، تجري منذ سنوات بكل الوسائل التي تخطر بالبال، في الظلام وفي الجو وفي البحر وهجمات السايبر. لحظة تأسيسية في العداء بين اسرائيل وايران كانت ولادة عملية السلام الاسرائيلية – العربية. مؤتمر السلام في مدريد الذي ابعدت ايران عنه واتفاقات اوسلو، التي في اعقابها فتحت لاسرائيل ابواب العالم العربي، الى درجة دعوة شمعون بيرس لانضمام اسرائيل للجامعة العربية، جسدت سيناريو رعب بالنسبة لايران، الذي يعني عزلها في المنطقة التي فيها اعداءها اللدودين يتحالفون مع دولة عظمى اقليمية مثل اسرائيل التي تقف خلفها الولايات المتحدة.

سلام عربي – اسرائيلي هو تهديد استراتيجي لايران، التي فقدت منذ بضع سنوات قبل اتفاقات اوسلو مئات آلاف ابنائها في حرب فرضها عليها صدام حسين. حل المشكلة الفلسطينية بتسوية سياسية هو الامر الاخير الذي تريده. لقد ادارت ظهرها لعرفات عندما توجه لتسوية مع اسرائيل، لكنها دعمت خياره في الحرب (نذكر سفينة السلاح “كارين إي” التي ارسلتها لتسليح المليشيات الفلسطينية في الانتفاضة الثانية)، والآن هي تؤيد مقاومة حماس وتعارض بشكل كبير الخيار الدبلوماسي لمحمود عباس.

الدرس الذي تعلمته ايران في طريقها لتكون دولة حافة نووية هو أن قدرة نووية لانظمة القمع المهددة، كوريا الشمالية مثلا، تعطيها حصانة من هجوم امريكي لتدمير النظام. هي ايضا تعلمت أنه لو كان لصدام حسين سلاح نووي فان الولايات المتحدة لم تكن للتجرأ على غزو بلاده في 2003. درس مهم كان يمكن لايران تعلمه ايضا من حالة اوكرانيا. حيث أنه عند تفكك الاتحاد السوفييتي بقي في حوزتها الترسانة النووية الثالثة من ناحية حجمها في العالم. لو أن اوكرانيا لم توافق في “مذكرة بودابست” من العام 1994 على التنازل عن قدرتها النووية مقابل ضمانات امريكية لسلامتها الجغرافية فمن شبه المؤكد أن روسيا لم تكن لتتجرأ على أن تحتل من ايديها شبه جزيرة القرم، والرئيس فلادمير بوتين لم يكن ليهدد بغزو اوكرانيا مثلما يفعل في هذه الاثناء.

ليس الحرب الهجينة مع اسرائيل وليس العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة عليها هي التي منعت ايران من التقدم في طريقها الحازمة لتصبح دولة حافة نووية. الاقتصاد في ايران يوجد حقا في ازمة عميقة، والاحتجاجات الشعبية تندلع بين حين وآخر في ارجاء الدولة. ايضا اوروبا التي وعدت ايران بالالتفاف على العقوبات التي رافقت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، تبين بشكل غير مفاجيء أنها اداة غير ناجعة. ليس بامكان اليورو الهش تجاوز مركزية الدولار الامريكي في المنظومة المالية الدولية. مع ذلك، يتبين أنه عندما تكون دولة لديها قدرات تكنولوجية وعلمية – يوجد لايران مثل هذه القدرات – مصممة على التوصل الى النووي فانه يمكنها الوصول اليه. في بداية السبعينيات من القرن الماضي وبعد أن تحولت الهند الى دولة نووية اعلن رئيس الحكومة في باكستان، ذو الفقار علي بوتو “سنأكل العشب وسنجوع للخبز، لكننا سنحصل على قنبلة خاصة بنا”. الآن يوجد لدى باكستان رؤوس نووية متفجرة اكثر مما يوجد لدى الهند.

زعماء النظام في طهران لن يجوعوا، لكن الغليان الشعبي ضد العزلة الدولية والضائقة الاقتصادية تجبر النظام على تعميق القمع في الداخل. ايضا في ظل الازمة الشديدة في هذه الاثناء فان ايران، كما نشر مؤخرا موقع “ديفينس نيوز”، زادت اكثر من ضعفين ميزانية حرس الثورة واجهزة الامن الداخلي الاخرى. الصين يمكنها أن تشكل نموذج لها. رغم القوة العسكرية المثيرة للانطباع فان ميزانية الامن الداخلي ما زالت هناك اعلى من ميزانية الدفاع. ولكن أن تكون راديكالي لا يعني أن تكون غير منطقي. وتهديد نووي مباشر على اسرائيل هو عملية انتحارية لن تتجرأ ايران على اتخاذها. من تصرفت بصورة غير منطقية في السنوات الاخيرة هي الولايات المتحدة وليس ايران. ما هو المنطقي جدا في غزو امريكا للعراق؟ الغزو حطم ميزان الردع بين العراق وايران، وقدم لايران على طبق من فضة النفوذ المتزايد الموجود لها الآن في العراق، الذي ضمن امور اخرى، اصبح الدولة العربية الاولى التي يسيطر عليها الشيعة.

لم يكن هناك عقلانية كبيرة ايضا في حرب العشرين سنة للولايات المتحدة في افغانستان والتي انتهت بانسحاب مذعور وتسليم السلطة لطالبان. في 2003، بعد الغزو الامريكي للعراق وافغانستان، خاف الايرانيون وبصورة عقلانية كليا، من أن يكونوا هم الذين عليهم الدور. لذلك، عرضوا على الولايات المتحدة “الصفقة الكبرى”، وهي صفقة القرن الحقيقية، شفافية كاملة بخصوص المشروع النووي الايراني ووقف دعم حزب الله وحماس مقابل ضمانات امنية للولايات المتحدة واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين. الرد “المنطقي” جاء من فم نائب الرئيس الامريكي في حينه، ديك تشيني: نحن لن نتفاوض مع الشيطان. من نافل القول أن نشير الى أنه اليوم امريكا تحلم بشروط دخول كهذه الى المفاوضات.

مع ذلك، الولايات المتحدة تفاوضت مع “الاشرار”، وفي 2015 وقعت ادارة اوباما على اتفاق نووي مع ايران، التي اضطرت تحت ضغط العقوبات الدولية الى أن توقف لفترة معينة سعيها نحو مكانة دولة حافة نووية، في حين أنها واصلت التقدم في برنامج الصواريخ واستراتيجية التوسع الاقليمي.

ايران صمدت امام القيود التي فرضها عليها الاتفاق، ايضا عندما انسحب دونالد ترامب من الاتفاق بصورة احادية الجانب في 2018 بدعم حماسي من نتنياهو، امتنعت خلال سنة كاملة عن خرقه، الى أن تبين لها بأن الاوروبيين لم يقوموا بالوفاء بوعودهم لمساعدتها في تجاوز العقوبات الامريكية. ايضا الآن، تحت رئاسة ابراهيم رئيسي الراديكالي، فان ايران ستتصرف بمنطق وستصل عن طريق المفاوضات الجارية في فيينا الى اتفاق حيث نصف طموحاتها في يدها. ولكن ايضا الولايات المتحدة (واسرائيل) لن تخرج من هناك ومعها كل ما أملت به.

مقاربة اسرائيل تبدو للوهلة الاولى مثل لعبة مجموعها صفر، التي بحسبها ايران من شأنها أن تقلص البنية التحتية النووية ومشروع الصواريخ المتقدمة وتواجدها في سوريا وجهودها لتطوير صواريخ حزب الله. هذا هدف جدير، لكن معناه هو استسلام مطلق للمشروع الايراني بدون شروط. اسرائيل، التي منظومة دفاعها سلمت بالاتفاق النووي من العام 2015 على اعتبار أنه الشر بحده الادنى، توجد الآن في وضع فيه أي اتفاق تتوصل اليه الدول العظمى في فيينا لن يكون مقبول عليها. والتمسك بطموح مثالي فان اسرائيل من شأنها أن تقود نفسها الى وضع فيه إما أن تهاجم المنشآت النووية الايرانية وتنزلق الى مواجهة مباشرة مع ايران أو أن تكشف للمرة الثانية في العقد الماضي بأنه في الحقيقة لا يمكنها تنفيذ تهديداتها. 

عقيدة بيغن تم تطبيقها بنجاح كبير عند تدمير المفاعل النووي في العراق في 1981 والمفاعل في سوريا في 2007. ولكن هذه كانت عمليات جراحية ضد منشآت محددة في دول امتنعت عن الاعتراف علنا بأنه كانت لديها برامج نووية خاصة بها. وبالتالي، حتى المخاطرة بأن تقود مهاجمتها الى حرب شاملة كانت صغيرة وحتى معدومة. الايرانيون في المقابل لا يمكنهم عدم الردع بهجوم مباشر لاهداف اسرائيلية واستخدام امتدادهم في لبنان، حزب الله.

مع ذلك، هجوم اسرائيلي سيضع امام ايران معضلة صعبة. ومثل اسرائيل، التي سهولة اصابة جبهتها الداخلية هي نقطة ضعفها الاكبر، فان ايران تفضل رد محسوب على حرب شاملة. ولكن الحروب تميل دائما للتشوش، وتدهور المواجهة الى حرب شاملة التي فيها ايضا الولايات المتحدة ستضطر الى العمل اذا اصيبت قواتها في المنطقة، يمكن أن تمس بالقيمة العليا من ناحية القيادة الايرانية مهما كانت راديكالية وهي الحفاظ على النظام وعلى انجازاته في المنطقة.

معضلة حزب الله لن تكون أقل صعوبة. ايران لم تمول هذا الوحش الذي يوجد على الحدود الشمالية لاسرائيل بمبالغ ضخمة كي يحارب من اجل اعادة مزارع شبعا للبنان. لقد فعلت ذلك بالضبط من اجل لحظة الحسم التي ستكون فيها ملزمة بفتح جبهة اخرى امام اسرائيل. ولكن هنا بالضبط يكمن الضعف الهيكلي للامبراطورية الايرانية. فهي تعتمد على مليشيات حماية محلية، التي في ظروف حرب شاملة يمكن أن تتماشى مع المصلحة الوطنية وليس مع مصلحة ايران. في العراق مثلا، الزعيم الشيعي الاقوى، مقتدى الصدر، يقف مؤخرا على رأس المعارضين للتخريب الايراني في بلاده. ايضا حزب الله هو منظمة وطنية لبنانية، الذي ضبطه لنفسه منذ حرب لبنان الثانية مرتبط بخوفه من تدمير لبنان في حرب شاملة مع اسرائيل. مع ذلك، الوقوف جانبا في مواجهة مباشرة بين اسرائيل وايران هو ترف لا يمكن لحزب الله أن يسمح به لنفسه.

إذا، الاستراتيجية المفضلة على ايران هي تجنب حروب حاسمة ومواصلة تطوير قوات محلية، من اليمن وحتى لبنان، مع التقدم نحو عتبة القدرة على انتاج القنبلة دون تجاوز ذلك. بدون اتفاق في فيينا، حتى لو كان هذا الاتفاق غير كامل، فان النظام في طهران سيواصل السعي الى وضع فيه الانطلاق نحو القنبلة سيكون أمر يتعلق بقرار سياسي، وليس مسألة قدرة تكنولوجية. بالاجمال، ايران وصلت الى مكانة دولة عظمى اقليمية حتى بدون أن تكون لديها قنبلة.

على الرغم من أن اصدقاء ايران، الصين وروسيا، غير معنيين بأن تمتلك قوة نووية – عسكرية، إلا أنها لن تضغط عليها للموافقة على شروط امريكا في المفاوضات التي تجري في فيينا. ولكنها ستستخدم ايران كورقة مساومة في مسائل حيوية بالنسبة لها في ساحات المواجهة الاوسع لها مع الولايات المتحدة. اتفاق نووي جديد يضع حد للعقوبات المفروضة على التجارة مع ايران، التي تمس ايضا بها، هي ايضا مصلحة لمحور روسيا – الصين. ايران هي شريكة في الصراع الاوسع لها مع الولايات المتحدة، لكنها ليست حليف عسكري. بوتين يسمح لاسرائيل بحرية العمل ضد انتشار ايران في سوريا، في حين أن الاتفاق الاستراتيجي الذي وقع قبل سنة بين الصين وايران ورغم أنه يشمل تعاون في مجال المخابرات والتكنولوجيا العسكرية، إلا أنه بالاساس اتفاق اقتصادي يرسخ الحضور الصيني في المنطقة ويضمن لها التزود بالنفط على المدى البعيد. الاحلاف العسكرية ليست الطريق المفضلة للصين في منافستها العالمية مع الولايات المتحدة.

في السابق كان في اسرائيل من اعتقد أن المسألة هي ما الذي يأتي اولا، التغيير السياسي الداخلي في ايران والذي سيغير ايضا سلوكها الاقليمي أم القنبلة. يمكن أن التمدد الزائد الامبريالي لايران وفقدان واضح للدعم الشعبي للنظام الاسلامي سيؤثر آجلا أم عاجلا على بقاء النظام. حتى في حالة الديكتاتورية الصينية، حسب اقوال فانغ بونينغ، وهو الايديولوجي الذي له التأثير الاكبر الآن على الرئيس شي جي بينغ، فان الاستقرار السياسي يقتضي “بنية شاملة من القيم”. هذه البنية تستند الآن في ايران على اقلية في الشعب وعلى البنية الفوقية السائدة فيها. 

سؤال اخر هو أي نظام سيحل محل نظام آيات الله. هذا النظام لن يكون بالضرورة نظام ديمقراطي ليبرالي. وبالاجمال، تغيير النظام ليس بالضرورة سيغير ايضا رؤية الدولة الاستراتيجية. المشروع النووي الايراني سبق وبدأ في عهد الشاه، وهو بشكل عام يعتبر أمر عليه اجماع في اوساط المتطرفين والمعتدلين. ستالين لم يعد موجود في الكرملن، لكن بوتين هو قيصر جديد اعاد بعث سيطرة موسكو على فضاء الاتحاد السوفييتي سابقا، واعاد لروسيا غطرستها الامبريالية. ايضا اذا تحولت الصين الى دولة ديمقراطية ليبرالية فان القليل جدا سيتغير في رؤيتها لمكانتها في ميزان القوة العالمي وفي طلباتها التاريخية في منطقة بحر الصين الجنوبي. 

لا يوجد حل عسكري لكل مشكلة. ولا يوجد لاسرائيل حل مثل هذا للمشروع النووي الايراني. هجوم اسرائيلي على ايران يمكن فقط أن يعطي المبرر لطموحها النووي. محظور أن تسيطر مسألة استعداد اسرائيل لهجوم كهذا على فضاء النقاش. ولا يقل عن ذلك اهمية هو الحاجة الى تغيير التفكير وتبني استراتيجية اقليمية تستغل وتوسع اتفاقات ابراهيم لصالح ترتيبات امنية اقليمية وتسعى الى عدم تحويل المنطقة الى منطقة نووية. سباق التسلح النووي سيقتضي لعبة مختلفة كليا عن التي تعودنا عليها في العصر الذي كانت فيه عقيدة بيغن هي اللعبة الوحيدة في المدينة. بيرس، الذي على اسمه تسمى القرية النووية في ديمونة، عبر في حينه عن دعم فكرة ترتيبات سلام في المنطقة مقابل اخلاء الشرق الاوسط من سلاح الدمار الشامل. هل هذا امر مدحوض؟ هذا ليس اكثر من افتراض أن عقيدة بيغن ستبقى حية الى الابد.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى