ترجمات عبرية

هآرتس – المستوطنون يهاجمون عائلة والجيش يعتقل المعتدى عليهم

هآرتس – بقلم  عميرة هاس  – 2/1/2022

” حسب أقوال أبناء عائلة عوض فإنه حتى عندما تم أخذهم إلى قاعدة الجيش المجاورة أيضاً هناك ضربوا من قبل مستوطنين بحضور جنود. في عرض تشخيصي مرتجل في المكان طلب من المهاجمين تشخيص من تم الاعتداء عليهم “.  

في شمال غور الأردن، يوم السبت قبل حوالي أسبوع، هاجم المستوطنون راعي أغنام فلسطيني وأبناء عائلتة الذين هبوا لمساعدته. المستوطنون وعدد منهم مسلحين، استخدموا العصي والقبضات. الجيش والشرطة من جانبهم اعتقلوا المعتدى عليهم: ثمانية فلسطينيين. هؤلاء نقلوا إلى معسكر قريب للجيش، وطلب الجنود من المستوطنين خلال عرض تشخيصي التعرف على “مهاجميهم”. أيضاً في القاعدة ضرب مستوطنون المعتقلين، بحضور الجنود. أربعة من بين الثمانية أطلق سراحهم في نفس اليوم، الآخرون احتجزوا في المعتقل لأربعة أيام أخرى، وفي جلسة تمديد اعتقالهم أُطلق سراحهم بدون كفالة وبدون لائحة اتهام.

هذا هو ملخص ما جرى لأبناء عائلة عوض، من تجمع أم الجمال الواقع في منطقة عين المالح شرقي بلدة التياسير الواقعة شمال شرق نابلس. والآن إلى التفاصيل كما وصفوها يوم الخميس بعد أقل من 24 ساعة من إطلاق سراحهم. 

اسماعيل عوض، ابن الـ 20  خرج يوم السبت، حوالي الساعة الثامنة صباحاً مع قطيع أغنام العائلة (حوالي 300 رأس معظمها من الأغنام) إلى التلال الواقعة جنوب الخيمة التي تسكن فيها العائلة. اثنان من أقاربه أبناء 11 و12 عاما رافقاه. التلال كانت بالفعل مخضرة تبعث على السعادة، الثلاثة تسلقوا تلتين ونزلوا منها إلى أن وصلوا إلى وادي يسمى مراح الفارس. جلسوا لشرب الشاي من البراد الذي يعلوه الشحار والذي حملوه في جعبة ظهرهم سوية مع طعامهم.

  “جلست وفجأة رأيت تراكتور صغير يسير نحونا. كان فيه 5 أو 6 مستوطنين” يقول إسماعيل. حسب أقواله في هذه اللحظة نزل أحد المستوطنين من التراكتور وقال بالعربية: “لماذا أنت هنا؟” “كان معه عصا وبدأ بضربي”، واصل إسماعيل: “أنا أعرفه لأنني أراه يرعى البقر في المنطقة. هذه هي المرة الأولى التي هاجمني فيها، ولكن قبل أسبوع رأيته وهو يدهس بالتراكتور الصغير مرياعنا “الكبش الذي يقود القطيع”. لقد نجحت بالهرب، وحينئذٍ اتصلت بأخي أحمد. ولكن أربعة منهم ركضوا خلفي وأحدهم كان يقود التراكتور. التراكتور أيضاً فرق الأغنام وحينئذٍ جاء الجنود واعتقلوني وقيدوا يدي وعصبوا عينيّ. ثم جاء مستوطن وضربني في حضورهم”. هو يقدر بأنه نجح في الاتصال بأخيه أحمد حوالي الساعة 11.

الأخ ابن 28 عام، سارع وأبلغ رئيس مجلس التجمعات الفلسطينية عمّا يحدث، وهذا أبلغ الشرطة وأعضاء لجنة الارتباط الفلسطينية الذين هم على اتصال بإدارة التنسيق والارتباط الإسرائيلية. أحمد، وابنه ابن الثامنة حمد، وأخ آخر له محمود ابن 32 عام ذهبوا مشياً على الأقدام نحو أخيهم وأغنامه. المسافة من الخيمة للمرعى الذي كان فيه إسماعيل وأغنامه هي حوالي 3 كم بخط جوي ولكنها يكتنفها التسلق على تلتين وهبوط إلى أودية. لقد وصلوا إلى هناك حسب تقدير أحمد حوالي الساعة 12:30. حسب أقواله هم رأوا اسماعيل عن بعد ولكنهم لم يستطيعوا الاقتراب منه “لأن مستوطنون اقتربوا منا وأمرونا بالتوقف”.

لقد كان معهم “ع “، الذي يوجد له بؤرة استيطانية وأغنام، قال أحمد. “كان معه سلاح، وقام بتوجيهه نحوي وقال لي “قف”. عندما وصلت كان هنالك حوالي 20 مستوطنا. وربما 30. لقد جاؤوا من عدة بؤر استيطانية في المنطقة بالتراكتورات الصغيرة وبسيارات الدفع الرباعي. نحن نعرفهم، لأنه عندما نخرج للرعي هم دائماً يتجولون في المنطقة مع أغنامهم وأبقارهم. كان معهم عوزي وأسلحة أخرى. ابن عمي مهند 21 عام والذي خرج هو أيضاً كان هو أول من وصل لاسماعيل، أيضاً أمسكوا به. عدد من المستوطنين قيدوا يديّ وأيدي محمود بحبل. بعد ذلك جاء أيضاً أخونا الأكبر أبو وسيم 35 عام وابن العم حذيفة 21 عام. المستوطنون ربطوا أيديهما بنفس الحبل.” في هذه المرحلة حسب أقواله وأثناء كونهم مربوطين قام مستوطنون بضربهم “أحدهم ضربني بالعصا، هنا”، قال محمود وهو يشر إلى عضوه التناسلي. “لقد ضربني بعصا على رجلي اليمنى وعلى البطن” قال أحمد، أما حذيفة فقد ضربه المستوطنون على كف يده اليسرى، بعد ذلك اتضح أن عظام كف يده اليسرى قد كسرت. أثناء كونهم مربوطين بالحبل، قام أحد المهاجمين بخطف تلفون أحمد، والذي به كان قد نجح في التصوير في البداية. ابنه حمد أعاده له بعد ذلك: مكسراً ومعطوباً.

أثناء وقوفهم مربوطين ويتعرضون للضرب جاءت سيارة للجيش، والشرطة، والإدارة المدنية، وكذلك سيارات اسعاف إسرائيلية، قال أحمد. “الجنود أمرونا بالجلوس على الأرض. في هذه الأثناء أحضر المستوطنون إلى المكان الذي كنا فيه إسماعيل، مهند وعمنا محمد ابن الـ 48 عام والذي هو ايضاً سارع للمكان من أجل تقديم المساعدة. المستوطنون ضربوا كل من جاء لمشاهدة ما يحدث أو للمساعدة، وحتى علي الذي يسكن في خيمة مجاورة. وهو ابن 29 ولكنه مريض ولا يعمل”. مهند ضربه أحدهم على الرقبة. العم محمد ضربوه أيضاً، لقد سقط وجُرح وسال الدم من رأسه. محمود ضربوه ثانيةً وهذه المرة على رقبته. المستوطنون ضربوا أيضاً بحضور الجيش . هذا ما قاله أبناء العائلة.

حسب تقديرهم فإنهم احتجزوا في ذلك المكان من قبل المستوطنين، وبعد ذلك من قبل الجيش حوالي 20 دقيقة، في هذه المرحلة بدل الجنود الحبل بالأصفاد، ونقلوهم إلى معسكر للجيش في “أريوت هايردين” (أسود الأردن)، الواقع في مدخل محمية أم زوكا الواقعة في شمال الغور. مهند وعلي، بسيارة عسكرية والباقي اثنان اثنان بسيارات الشرطة. شباك السيارة التي أدخل اليها إسماعيل كان مفتوحاً، مر مستوطن وضربه بقبضته على وجهه. ” قلت للمرأة (جندية أو شرطية ع.ه) والتي كانت في السيارة التي أدخلت اليها أن “علي” مريض وأنهم ضربوه، قال إسماعيل. “هي قالت لي: أنت كذاب”. 

مُحي التوثيق عن التلفون 

أدخل الثمانية إلى غرفة في معسكر الجيش وهم معصوبي الأعين. إلى تلك الغرفة دخل مستوطنون. اتضح أن الجنود قاموا بعرض تشخيصي: وطلبوا من المستوطنين أن يشخصوا من كما يبدو أنهم ضربوهم. “جاء أحد ما وأنزل قليلاً العصبة الموجودة على عيني وقال “هذا رمى علي حجر” قال أحمد. “أيضاً هناك في المعسكر، ضربني أحد ما بعصا على رأسي”. نظراً لأنهم لم يكونوا يحملون هويات، فإن الجنود أمروا بأن يرسل أبناء العائلة صور عن الهويات عبر تلفوناتهم. الجنود أخذوا التلفونات مع الصور التي وصلت. وحينئذٍ أعادوها. وبعد ذلك اكتشفنا أن الصور التي استطعنا تصويرها في الموقع المتعلقة بالاعتداء قد محيت”. قال إسماعيل.

¬ من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رداً على سؤال “هآرتس” أنه: “لم يُطلب بأي مرحلة من المراحل من المشبوهين محو شيء عن تلفوناتهم الشخصية.

بعد حوالي ساعة أو ساعتين هم لا يذكرون بالضبط، أطلق الجنود سراح أحمد، وأخيه أبو وسام، وحذيفة وعلي وأعطوهم استدعاءات للحضور إلى الشرطة في اليوم التالي. عندما عاد الأربعة إلى الخيمة، كانت يد حذيفة منتفخة، وتم نقله عبر سيارة الإسعاف إلى مستسفى في طوباس المجاورة. في اليوم التالي يوم الاحد، حيث كانت يده مجبصنة، والجميع كانوا ما زالوا يعانون من الآلام ذهبوا إلى مركز شرطة بنيامين كما طلب منهم لم يكن هنالك محقق، وقيل لهم أن يأتوا ثانيةً يوم الاثنين وهكذا عادوا في اليوم التالي. أبو وسيم حُقق معه لوقت قصير وجميعهم أطلق سراحهم.

الرحلة الشاقة للأربعة من أبناء عائلة عوض الذين لم يطلق سراحهم استمرت 4 أيام أخرى: إسماعيل وهو أول من هوجم، مهند ومحمود ومحمد. لقد تم نقلهم إلى مركز شرطة بنيامين في جيب اعتقالات ووصلوا حوالي الساعة 18:00، مقيدين ومعصوبي الأعين، وهكذا تم إجلاسهم على مقعد طويل، وكل واحد منهم استدعي للتحقيق واعيد إلى مكانه، كل واحد حُقق معه حوالي نصف ساعة حول ما اذا رشق حجارة. هم أنكروا التهم ضدهم وقالوا ما يعرفونه. “من قام بكتابة الأقوال على جهاز الحاسوب قال لي أنت كذاب” قال أحمد. المحقق، قال مهند، “اتهمني بأنني ضربت مستوطناً بحجر في رأسه، وأن أبقاره اختلطت مع أغنامنا وأن المستوطنين جاؤوا للفصل بيننا ولكنني لم أوافقه على ذلك، ولكن لم يكن هنالك أصلاً أبقار”. في مركز الشرطة حصلوا على طعام وشراب.

حوالي الساعة الثالة بعد الظهر، تم نقل أبناء العائلة إلى منشأة اعتقال عسكرية في قاعدة للجيش في حوارة بالقرب من نابلس، وكما قال محمد ومهند “كان الجو بارداً في الغرف وليس هنالك ما يكفي من بطانيات والحنفية كانت تنقط والأرضية كانت رطبة. الحمامات كانت في الخارج وكان يتوجب انتظار أن يسمع الجندي ضرباتنا على الباب ويفتح الباب. كنا نخرج إلى الساحة 3 مرات في اليوم، مرتين لمدة نصف ساعة ومرة في الظهر لساعة، وفي فترات الانتظار كنا نأكل الأكل الذي يتركه لنا الجنود خارج الباب، ولكن كان هنالك قطط تقترب من الصحون. في النهاية أكلنا هناك فقط الخبز”.

يوم الثلاثاء تم نقلهم للمحكمة العسكرية في عوفر، الواقعة غربي رام الله، ولكن حينئذٍ أبلغهم الجنود أن هنالك بلبلة: وجلسة تمديد الاعتقال ستعقد فقط في الغد. تم نقلهم وهم مقيدين ومعصوبي الأعين إلى منشأة اعتقال عسكرية في غوش عتصيون. في اليوم التالي، يوم الأربعاء تم نقل 3 منهم إلى المحكمة العسكرية. العم محمد بقي في عتصيون لانه لم يكن هنالك مكان في السيارة التي نقلتهم. مثلتهم المحامية رهام نصرة. لقد عرضت الفلم الوحيد الذي كان لديهم، والذي تمكن إسماعيل من ارساله والذي يظهر التركتور الصغير وهو يتقدم نحوه ويحمل رقم رخصة 51575102.

المحامية نصرة قدمت وثائق طبية عن الإصابات: حذيفة تحت الجبص والباقي يعانون من إصابات وكدمات. الشرطة لم تقدم أي دليل يؤيد ادعاء المستوطنين بأن إسماعيل واقاربه هم من هاجموه، القاضي المقدم يئير ليحم أطلق سراح الـ 4، نصرة عارضت طلب الشرطة بأن يدفع كل منهم 1000 شيكل كفالة: “إسماعيل كان له إصابات في الأذن، محمد مع قطب في الرأس، وهذه إصابات وقعت بعد أن اعتقلوا”، قالت القاضي قبل رأيها بأنه لا يتوجب عليهم دفع كفالات ولكنه وضع شرط ألا يقتربوا من المرعى الذي هاجمهم فيه المستوطنون لمدة الـ 30 يوم القادمة، وهذا بالضبط ما أراد المعتدون تحقيقه منذ البداية: أن يقلصوا قدر الإمكان مساحات رعي الأغنام للسكان الفلسطينيين.

من الشرطة ورد: “فوراً لدى تلقي التقرير عن الحادث تم ارسال قوات شرطة إلى المكان، ولدى وصولهم قاموا بعملية فحص مع من له علاقة، وخلال ذلك تم احتجاز 4 ومن ثم أطلق سراحهم، و4 آخرون اشتبه بقيامهم بالاعتداء اعتقلوا وأُحضروا إلى المركز، خلال التحقيق طرحت ادعاءات باعتداءات متبادلة لهذا استدعي عدد من المشاركين الآخرين للتحقيق. التحقيق في الحادث ما زال جارياً وسنواصل التحقيق بصورة جذرية، بهدف الوصول إلى الحقيقة”. المتحدث باسم الشرطة لم يجب حول ما إذا كان قد اعتقل أيضاً مواطنين إسرائيليين.

من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وردنا: “في 25 كانون الاول ورد تقرير حول احتكاك بين مستوطنين وفلسطينيين… قوات من الجيش الإسرائيلي والتي وصلت للمكان فصلت بين الطرفين واحتجزت المشاركين المشبوهين حتى وصول الشرطة. كل ادعاء أن الجيش يؤيد عنف المستوطنين ويسمح به هو ادعاء كاذب ويجانب الحقيقة. الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل اجتثاث العنف في المنطقة ويمكن من سير الحياة الروتينية الآمنة في المنطقة لكل السكان”. 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى