ترجمات عبرية

هآرتس: المستوطنون لا مكان لهاجر هنا .. بل لـ”أغنامنا المقدسة”

بقلم: عميره هاس، هآرتس 17/7/2022

من أين جاءت الروح القوية لليهودي الذي يلوح بالعصا ويحطم جمجمة ويد امرأة عمرها 47 وهي واقفة على مدخل خيمتها؟ ما الذي يفكر فيه هؤلاء الفتيان الشباب اللطيفون الذين يعتمرون القبعات وهم يحرقون الأعلاف التي تعود لعائلة بدوية، ويطلقون قطعانهم السمينة لتدمير الشعير الذي زرعه الفلسطينيون؟ ما هو العالم الروحاني لمجموعة عبرية تعتد بنفسها وتقوم –تحت رعاية الجيش الإسرائيلي- بطرد الرعاة الفلسطينيين من مراعيهم وبيوتهم؟

الأسبوع الماضي اضطرت 16 عائلة أخرى إلى مغادرة خيامها بسبب العنف العبري، عائلة من شرقي مفترق الطيبة في شارع “ألون”، و15 عائلة أخرى من جرف رأس التين. هذا إضافة إلى أكثر من 12 عائلة من هاتين البؤرتين، التي كتبتُ عن تهجيرها الخفي قبل أسبوع.

ذلك النصّ الذي وقع عليه 33 ناشطاً وأصحاب بؤر الرعاة الاستيطانية في الضفة الغربية، يظهر عدداً من الإجابات على هذه الأسئلة. هو في الواقع نشر على “الفيسبوك” نهاية 2019، لكن سريانه يتأكد مع كل هجوم وطرد.

يدور الحديث عن رسالة وداع وإشادة كتبها أصحاب القطعان العبريون لأريئيل بن دافيد، الذي ترأس لعدة سنوات “حارس يهودا والسامرة”، وهي المنظمة التي تزودهم بالقوة البشرية وقوة الذراع. “غوغل” يخبرنا بأنه محام أقام النواة التوراتية في الرملة. في نيسان 2012 شرح لـ “الصوت اليهودي” بأن أحد اعتبارات إقامة البؤر التوراتية في “المدن المختلطة” (أي المدن التي لم ننجح في طرد جميع سكانها الفلسطينيين في 1948 منها) مثل الرملة، هو الاعتبار الديمغرافي. “هذا أحد الأمور التي تدفع وتعطي الدافعية للوصول إلى هذا المكان”، قال. وهو أيضاً من مؤسسي حركة التحرر، التي تعتبر “تفوق التوراة” هو قيمتها الأولية.

“بعد منفى قاس… عدنا إلى صهيون… إلى هذه القطعة من البلاد. في فضائها الكبير والجميل امتلأنا بارتباط عميق بين السماح برعي قطعاننا المقدسة”، بدأ الكُتّاب رسالتهم. “لقد مرت سنوات على جبال يهودا وتلال بنيامين وأجراف السامرة وميدان الأردن، التي تم إهمالها، واستحلت عظمتها، وقام بالرعي فيها أناس متوحشون وتجول في طرقاتها سارقو خيام “كيدار”. ولكن في هذا العقد، لا سيما في النصف الثاني منه، هبت رياح مختلفة لإعادة المجد إلى سابق عهده، وسيكون جحر بنات آوى واحة للمحبة، حيث يتجول الرعاة ويرعون الأغنام المقدسة. لن يكون هناك المزيد من خيام هاجر بأكاذيبهم، بل مساكن لإسرائيل ستغرس أوتادها”. بالترجمة العبرية البسيطة، مثلما حلل نشطاء معارضي الطرد مشروع بؤر الرعاة اليهود الاستيطانية، فإن طرد الرعاة الفلسطينيين عملية منظمة وممولة حصلت على الزخم في العقد الأخير.

يعيد الكُتاب صياغة الكذب الذي يقول بأن البلاد (الآن الضفة الغربية) كانت خراباً وقفراً إلى أن جئنا نحن اليهود. الكذب في حينه مثلما هو اليوم، وسيلة للتغلب على عدم التطابق الصارخ بين قيم مثل “لا تسرق” و”لا تفعل لصديقك ما تكرهه لنفسك” و”لا تقتل” وغيرها، وبين أساليب الصهيونية وقدوم بقايا الكارثة والمهجرين اليهود الآخرين وحماسة العقار وجشع الثراء.

الكُتاب يرددون الفرية الجماعية التي تقول بأن الفلسطينيين لصوص بطبيعتهم. الكُتاب ومقيمو المزارع غير الشرعية والمزدهرة، يطيلون الحديث عن التخويف الكاذب وعن السارقين من أجل تفسير لماذا دخلت “حارس يهودا والسامرة” إلى الصورة. هنا، كملاك من السماء، جئت أنت، يا محبوبنا أريئيل بن دافيد، وتسلمت منصب حارس يهودا والسامرة وتبنيت هذه المؤسسة وطورتها من الحضيض إلى ما وصلت إليه الآن، من عدد صغير إلى أغلبية في الشعب، من منظمة غير معروفة إلى علامة تجارية مقدرة.

“…على طول الطريق، حثثت على إيجاد طرق جديدة… أنت وطاقمك حرثتم البلاد بالشروحات وطورتم العلاقة مع طوائف من كل الأنواع ليعترفوا بالحلم الكبير الذي نحن شركاء فيه… لا شك أننا لو كنا وحدنا لما وصلنا إلى كل هذا العدد الكبير من الجاليات. الجهود الكبيرة آتت أكلها، وبدأ الحق في التدفق نحو مزارع متطوعين لتولي الحراسة الدورية وأنواع تطوع أخرى… فجأة، لم نعد نشعر بأننا وحيدون”. هكذا، 950 متطوعاً أصبحوا في حارس يهودا والسامرة في نهاية 2020، حسب تقريرها لمسجل الجمعيات، وهو التقرير الأخير الذي نشر في موقع “غايد ستار”.

“لقد فتحت الباب للحصول على ميزانيات جيدة”، تؤكد الرسالة. “لتمويل آلية المتطوعين، وحتى إن بعضنا حصل على هبات محترمة وبتقدير ومحبة”. والدليل على ذلك، أن ميزانية الجمعية كانت 5.103.838 شيكلاً عام 2020. أكثر من نصف مليون شيكل تم تسليمها لـ 12 موظفاً. وتقريباً 4.5 مليون شيكل أنفقت على النشاطات المختلة. نحن، دافعي الضرائب في إسرائيل، دفعنا في 2020 لحراس المزارع العنيفة والسارقة 2.069.118 شيكلاً، وهو مبلغ المنحة الحكومية لـ “حارس يهودا والسامرة” فقط في السنة نفسها.

في الأعوام 2018 – 2021 دفعنا لهذه المنظمة من ضرائبنا 6 ملايين شيكل تقريباً. وهذا لا يشمل صمت الأغلبية الإسرائيلية على السرقة. لذلك، على الكُتاب أن يصلوا ثقة لله الذي تبارك اسمه: كل من يعملون في القضايا العامة بأمانة وإخلاص، من فضلك ادفع أجورهم وامنحنا أمل تحقيق حلم الخلاص”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى