ترجمات عبرية

هآرتس: المزيد من التوراة المزيد من النمو؟ الواقع سوف يهزم سياسة سموتريتش الاقتصادية

هآرتس 11-12-2022م، بقلم سامي بيرتس: المزيد من التوراة المزيد من النمو؟ الواقع سوف يهزم سياسة سموتريتش الاقتصادية

أجرى سموتريتش، وزير المالية المكلف، مقابلة في نهاية الأسبوع الماضي مع المجلة الأسبوعية الحريدية “العائلة”، وبين سبب تأييده زيادة مخصصات دراسة التوراة. “كلما دفعت الدولة قدماً بالتوراة وباليهودية وبتطبيق توطين البلاد وبالمزيد من الخير والمزيد من التكافل، فحينئذ سيدر الله علينا الخير الكثير. نؤمن بما هو مكتوب في التوراة. “إذا سرتم حسب قوانيني فسأعطيكم أمطاركم في وقتها، وسيكون هناك خير اقتصادي كبير”.

أقوال سموتريتش في الحقيقة راقت لقراء هذه المجلة، ولكنها أثارت عدداً غير قليل من علامات الاستفهام في أوساط الجمهور العلماني، لا سيما في أوساط المهنيين، غير المتعودين على خطاب كهذا. هل تعكس هذه الأقوال سياسة اقتصادية حقيقية، أبعد بكثير من الخطاب المعتاد حول زيادة مخصصات الطلاب في المدارس الدينية، من خلال أمل أن يؤدي ذلك إلى خير وفير، أم أنه محاولة للتحدث بلغة قراء هذه المجلة؟

يعرف سموتريتش شرائح المجتمع في إسرائيل التي تخلق الوفرة وتعيش حياة الوفرة، وأي شرائح تعيش في فقر باختيارها. هل يضمن للحريديين صيغة مدهشة لتحسين وضعهم الاقتصادي من خلال إبقاء نمط حياة يقوم على دراسة التوراة، ولا يقوم على ممارسة مهنة؟

لم يكن سموتريتش هو أول من يعتمر القبعة الدينية ويعين وزيراً للمالية، فقد سبقه أحد وزراء المالية الناجحين في تاريخ الدولة، وهو موشيه نسيم (الليكود)، الذي شغل هذا المنصب في فترة حاسمة، بعد خطة الاستقرار في الأعوام 1986 – 1988. خلال هذه السنوات، عمل في وزارة المالية الكثير من الموظفين الذين يعتمرون القبعة الدينية، بما في ذلك مديرون مثل يعقوب نئمان (الذي كان وزير المالية أيضاً)، والبروفيسور بنتسيون زلبربراف، ورؤساء أقسام في الميزانيات مثل اودي نيسان ويعقوب غديش.

لا أحد من هؤلاء أحضر أي رؤية دينية إلى هذا المنصب. فقد تحدثوا باللغة الاقتصادية – المالية المعتادة، ولم يعملوا قصة من تدينهم. ولكن حسب مقابلة سموتريتش مع “العائلة”، فإنه يمكن أن يكون وزير مالية مختلفاً.

كلي وجزئي وإيمان

نقطة انطلاق سموتريتش مختلفة عن الذين يعتمرون القبعات الآخرين الذين مروا على وزارة المالية. أولاً، يعدّ سموتريتش وزير المالية الأول الذي يأتي من القطاع الحريدي القومي. موشيه نسيم في الحقيقة كان يعتمر القبعة ولكنه كان ينتمي للقائمة الليبرالية في الليكود، ولم يحضر أي أجندة دينية لمنصبه. ثانياً، ستكون هذه الحكومة الأولى في تاريخ الدولة التي سيكون فيها أغلبية لأعضاء كنيست متدينين، أي أن الذين يعتمرون القبعات الدينية لن يكونوا قلائل فيها.

ثالثاً، الوضع القانوني لرئيس الحكومة المكلف، نتنياهو، ورفض أحزاب من الوسط واليسار للجلوس في حكومته، يحوّل شركاءه في الحكومة من “الصهيونية الدينية” و”قوة يهودية” و”شاس” و”يهدوت هتوراة” إلى أصحاب قوة كبيرة أكثر من أي وقت مضى. تأتي من هذه القوة شهية كبيرة لحقائب وزارية وصلاحيات، أدت إلى اقتطاع وحدات من وزارات أخرى، من أجل نقلها لمسؤولية سموتريتش وبن غفير ودرعي؛ هناك شهية كبيرة لجلب مواقفهم إلى مناصبهم وعدم الاكتفاء فقط بالألقاب المبجلة.

إذا كان يمكن القول إنهم قد عرفوا مكانتهم ووزنهم الحقيقي في المجتمع الإسرائيلي في حكومات كانوا فيها أقلية، فالوضع هذه المرة مختلف؛ صوت ومشاعر فائزين يأخذون كل شيء، وسموتريتش لاعب رئيسي هنا. فهو شاب، لاذع، وبسبب نقص تجربته، هناك شك في أنه يعرف حدود القوة التي يعرفها شركاؤه الحريديون ويتعايشون معها بسلام بشكل عام.

الرؤية الاقتصادية التي عرضها سموتريتش في مجلة “العائلة” تبدو متميزة ومختلفة عن الرؤية التي ظهرت في حملة حزبه الانتخابية حتى الآن. “جربوا الكثير من النظريات الاقتصادية، جربوا الرأسمالية والاشتراكية، ولكن بقي شيء واحد لم يجربوه، وهو النظرية الاقتصادية التي تسمى تطبيق التوراة. وإذا طبقنا التوراة سنحصل على خير اقتصادي وبركة كبيرة. هذه رؤيتي الاقتصادية”. وأشار إلى أنه سيدخل إلى مواضيع الماكرو والمايكرو وإلى اللغة المهنية. ولكنه سيحضر إيمانه الديني إلى هذا المنصب: “نحن يهود مؤمنون. لا يمكن أن تكون علمانياً يعتمر قبعة. لا يمكن أن تكون شخصاً يصلي داخل الكنيس ثم تتصرف كعلماني وتكون منظومة اعتباراتك علمانية بعد خروجك منه. إذا كنا مؤمنين فنحن حقاً مؤمنون”، قال سموتريتش.

سموتريتش جيد للحريديين

ما الذي يعنيه ذلك بالضبط؟ في المرحلة الأولى، ينوي سموتريتش زيادة مخصصات طلاب المدارس الدينية والميزانيات للمدارس التي لا تعلم المواضيع الأساسية. هو لم يحاول إخضاع طلبات الأحزاب الدينية، بل سار معها وسبقها في دعم مخصصات طلاب المدارس الدينية، الذي يسميه “دعم تعليم التوراة”. ماذا سيفعل هذا لدروس مشاركة الحريديين في سوق العمل؟ كيف سيساهم ذلك في توفير أإدوات تساعد الحريديين في التخلص من الفقر؟ من أين سيأتي الخير بالضبط؟ سموتريتش لم يشرح ذلك.

كل ذلك سيحول سموتريتش إلى وزير المالية القطاعي جداً منذ إقامة الدولة، لكن نظرياً فقط. الواقع سيفرض عليه مواجهة قضايا غير دينية بسرعة كبيرة، مثل اتفاقات الأجور في القطاع العام وغلاء المعيشة وأزمة السكن (رغم أن وزير السكن المكلف، إسحق غولدكنوفف، أعلن عدم وجود أزمة كهذه) وأزمة المواصلات وأزمات أخرى ستظهر لاحقاً كلما اشتد الركود في العالم. المزيد من التوراة والمزيد من اليهودية والأرثوذكسية لن تحل هذه القضايا. الإصلاحات الناجحة – نعم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى