ترجمات عبرية

هآرتس: المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو كشف عن كعب أخيل الاقتصاد

هآرتس 26-1-2023، بقلم يوسي فيرتر: المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو كشف عن كعب أخيل الاقتصاد

المؤتمر الصحافي المستعجل الذي عقده بنيامين نتنياهو أمس في القدس مع عدد من الوزراء كشف عن عقب أخيل: الاقتصاد. وهو أمر كان بإمكانه استيعابه ما لم يتم التعبير عن المعارضة للإصلاح القانوني بالشوارع المغلقة يوم السبت ووسائل الإعلام وخطاب رئيسة المحكمة العليا واحتجاج رجال القانون والمعارضة. ولكن منذ اللحظة التي انضم فيها كبار الاقتصاديين في إسرائيل، الذين في معظمهم معروفون ومشهورون ومقدرون في العالم إلى المحتجين القلقين، حتى عاد الرعب القديم لزيارة رئيس الحكومة.

كل ما يصدر صوت لانقلاب نظامي وتصدر رائحة كرائحة الانقلاب النظامي في العالم الغربي، يعتبر انقلاباً نظامياً، نعم، بما في ذلك مركب وقف هيئة البث العام، ألا وهي هيئة “كان” التي تظاهر المئات من موظفيها والمنتجين والممثلين أمس في تل أبيب احتجاجاً على نية إغلاقها. هكذا يبدو كتاب التدريب الفاشي: أولاً، جهاز القضاء يليه الإعلام، ثم المعارضة، وفي النهاية النقابات المهنية.

لشركات تصنيف الاعتماد تجربة صعبة مع هنغاريا وبولندا وتركيا. نتنياهو يقرأ الصحف الاقتصادية العالمية، ويرى أنهم هناك لا يؤمنون بكلامه المغسول والخطاب الكاذب الذي ينشره هو ووزير العدل. هم يصدقون وبحق محافظ بنك إسرائيل، البروفيسور أمير يارون، الذي مواقفه الاقتصادية تشبه مواقف من عينه؛ فهم يصدقون المحافظ السابق، البروفيسور يعقوب فرانكل، الاقتصادي العالمي، الذي يقدره نتنياهو. وهم بالتأكيد يصدقون الـ 270 اقتصادياً كبيراً الذين وقعوا على عريضة ضد إضعاف المحكمة العليا.

في فترة قصيرة جداً، نجحت الحكومة الإسرائيلية في تبديد معظم احتياطي ثقة الجمهور التي كانت بحوزة كل حكومة جديدة. تصاعدت في البلاد موجة احتجاجات كبيرة، بحجم وقوة لم نشهدها؛ مظاهرات وانتفاضة مؤثرة لقطاعات متنوعة مثل رجال الهايتيك والأطباء ورجال القانون ورجال التعليم والاقتصاديين، الذين لم تكن لتكون لدينا دولة قوية ومزدهرة من دونهم.

صنفهم جميعاً كـ “معارضة” تفتري على البلاد وتشجع على انهيار الاقتصاد. هذا كان النص النموذجي لحاكم مستبد ومقطوع عن الواقع ومضطهِّد، الذي يرى في أي شخص لا يرقص على مزماره عدواً للشعب والدولة. في الوقت الذي يتحمل فيه وزر هذا الوضع، انقض على المعارضة بالتحذيرات التي سمعها قبل بضعة أيام من محافظ البنك المركزي أمير يارون، الذي عاد قلقاً من المؤتمر الاقتصادي في “دافوس”. ومثل الساعة السويسرية، فإنه بعد لحظة من نشر أقوال المحافظ، بدأت آلة السم البيبية (التي أصبحت في الوقت الحالي مصنعاً) في تشويه سمعة يارون واتهمته باليسارية والخيانة. وسرعان ما سيصل إليه المتظاهرون.

تناقضات كثيرة جداً تضمنتها أقوال نتنياهو أمس. فقد تفاخر بالإنجازات التي أوصل إليها الاقتصاد الإسرائيلي في العشرين سنة الأخيرة (أو في معظمها)؛ في الوقت نفسه تذمر من أنه في هذين العقدين “القنونة” الزائدة كبحت الاقتصاد وأضرت به وأعاقت عمليات. لقد استند إلى الاستثمارات في إسرائيل (الهايتيك، الذي بالأساس يحارب الآن على بقائه) ونسب ذلك إلى كونه رئيس حكومة لمدة 12 سنة متتالية. كان هذا ادعاء هزم نفسه. ففي هذه السنوات، صد بجسده المبادرات والإصلاحات التي عرضها ياريف لفين. “أنا راكمت! راكمت! راكمت!”، تبجح في المقابلات والخطابات. ويكرر تقديس استقلالية جهاز القضاء وأهميته لكل ما كان عزيزاً في نظره في حينه، والآن يسحق على يده.

يمكن التقدير بيقين بأنه حاول العثور على اقتصادي يوافق على الظهور في هذا المؤتمر الصحافي السياسي. ولكن عبثا، لم يجد هذا الغبي الذي يزدريه على رؤوس الأشهاد. شيء جيد واحد يمكن قوله عن هذا الحدث، وهو أنه سيساعد على إشعال احتجاج الاقتصاديين وقطاع الأعمال، الذي سينزلق بشكل أشد إلى المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى