ترجمات عبرية

هآرتس: القيصر نتنياهو يحرق إسرائيل!

هآرتس 2023-07-28، بقلم: نحاميا شترسلر: القيصر نتنياهو يحرق إسرائيل!

هاكم بشرى لمناسبة يوم السبت؛ خسرت كل عائلة في إسرائيل في نصف السنة الماضية آلاف الشواكل في أعقاب الانقلاب النظامي. في نصف السنة الحالية لم ترتفع مخصصات التقاعد، وبقيت صناديق التقاعد على حالها، في حين يزداد التضخم. هذه الضربة أنزلها عليها نتنياهو، الذي كما يبدو لا يحبنا كثيرا. في حين أن البورصات في أرجاء العالم ارتفعت وازدهرت فإن بورصة تل أبيب تقريبا لم تتحرك. في نيويورك مثلا، حتى نهاية يوم التجارة في يوم الأربعاء ارتفع مؤشر “اس آند بي 500” 15 في المئة منذ بداية السنة، في حين أن مؤشر تل أبيب 125 ارتفع فقط 3 في المئة. هذه أرقام تحكي كل القصة.

نجح نتنياهو في أن يحولنا دولة الجميع يضربها، ولا تتردد جهات اقتصادية دولية (موديس وبنوك كبيرة في أميركا) في المس بنا. هذه نتيجة واضحة لتشريعه الأخير المناهض للديمقراطية: إلغاء ذريعة المعقولية.

يقول المنطق، إن نتنياهو يجب أن يقلق من التسونامي الاقتصادي. هو يرى أن مستثمرين في الهايتيك يهربون وأن البورصة تسقط وأن الشيكل يتم تخفيضه، وهو يعرف أن هذا سيؤدي إلى تضخم وبطالة. وهو أيضا يعرف أن الكثيرين يصوتون في الانتخابات حسب وضعهم الاقتصادي، والمتوقع أن يكون سيئا أكثر. ولكن لا يعنيه المستقبل. ما يعنيه هو فقط هنا والآن: كيف يقسمون وظيفة المستشار القانوني ويعينون مدعيا عاما على هواه، والذي سيقرر أن الجمهور لا يهتم باستمرار المحاكمة، وسيقوم بسحب لائحة الاتهام.

يذكّر سلوك بيبي بسلوك القيصر نيرون في العام 64م، عندما وقف فوق إحدى التلال في روما وعزف على القيثارة، وبدأ يغني وهو ينظر إلى ألسنة النار الضخمة التي تحرق روما. هناك من يقولون إنه أُصيب بالجنون، وأشعل النار بنفسه. الآن يبدو أن بيبي أصيب بـ”متلازمة نيرون”. فهو يحرق إسرائيل اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، وفمه مليء بالأكاذيب وأعمال التحايل.

رد نتنياهو على التقرير الاستثنائي لـ”موديس”، التي حذرت من الاستثمار في إسرائيل، بغطرسة واستخفاف ونفي الوقائع. وقد بنى لنفسه عالما بديلا فيه كل شيء جيد. من المهم معرفة كيف سيرد عندما تخفض “موديس” تصنيفنا الائتماني. هل سيبدأ عندها في العزف والغناء؟ في التقرير الاستثنائي، الذي نشرته، كُتب أنه سيكون للتشريع تداعيات سلبية على اقتصاد إسرائيل وعلى أمنها. وأن 80 في المئة من شركات الهايتيك الجديدة في إسرائيل سجلت في الولايات المتحدة، وأن الهايتيك هو محرك النمو الاقتصادي. “موديس” ليست الوحيدة. فالاقتصاديون في بنك “سيتي” أعلنوا بأن وضع إسرائيل الاقتصادي اصبح “معقدا اكثر وأخطر”، والاقتصاديون في بنك “مورغن ستانلي” أشاروا إلى أن “عدم اليقين في أسواق رأس المال في إسرائيل ازداد، ورسوم المخاطرة زادت، وهناك تخوفات من خفض العملة، ما سيؤدي إلى انخفاض النمو وارتفاع التضخم، لذلك فان البنك سيقلل التوصية للاستثمار في إسرائيل”.

جميع هذه الجهات قلقة. المؤشر الموضوعي إلى الوضع الاقتصادي لدينا، سوق رأس المال، يثبت إلى أي درجة كانت على حق. في اليومين التاليين للتشريع، الذي ألغى ذريعة المعقولية انخفضت البورصة 5.2 في المئة، وارتفع الدولار 2.7 في المئة. ونحن لسنا بحاجة إلى دليل افضل من ذلك.

كل ذلك يتسرب بقوة إلى جيوبنا الخاصة. فقد تضررت البورصة والتخفيض الكبير وارتفاع سعر الفائدة. يؤدي هذا إلى تضخم وازدياد أقساط قروض السكن وانخفاض الاستثمارات وإبطاء النشاطات الاقتصادية والبطالة – المرض الاجتماعي الأكثر صعوبة منها جميعها. لكن نتنياهو يوجد في عالمه الخاص، مقطوعاً عن الواقع، وتظهر عليه كل علامات “متلازمة نيرون”.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى