ترجمات عبرية

هآرتس: القدس تغير وجهها: 483 برج سكني ومكاتب مخطط لقيامها في المدينة في السنوات القادمة

هآرتس 15/7/2024، نير حسونالقدس تغير وجهها: 483 برج سكني ومكاتب مخطط لقيامها في المدينة في السنوات القادمة

483 برج سكني يتم التخطيط لاقامتها في القدس في السنوات القريبة القادمة، في احدى العمليات الاكثر دراماتيكية من اجل تغيير وجه المدينة. هذا ما يتبين من وثيقة وصلت الى “هآرتس”. في الوثيقة يتبين أن الابراج التي سيتم بناءها يتوقع أن تشمل 60 ألف وحدة سكنية، التي هي تقريبا ربع اجمالي الوحدات السكنية التي توجد الآن في القدس.

الوثيقة التي تم اعدادها في البلدية تلخص المخططات لاقامة الابراج، سواء للسكن أو المكاتب، التي توجد في اجراءات تخطيط مختلفة. هكذا يتبين أنه في المدينة يخطط لبناء 483 برج، كل برج يشمل 18 طابق وربما أكثر. اليوم يوجد في القدس عدد قليل من الابراج بمثل هذا الارتفاع، تقريبا 30 برج. هذه حقيقة تشير الى قوة التغيير المقترحة لوجه المدينة.

متوسط عدد الطوابق في هذه الابراج، مثلما تم الاقتراح في الوثيقة، هو 26.7 طابق، تشمل 58.728 وحدة سكنية. هذا بدون خطط بناء اخرى يتم الدفع بها قدما في المدينة، لكنها غير موجودة في اطار البناء العالي. اضافة الى السكن فانه سيخصص في هذه الابراج 2.5 مليون متر مربع للتشغيل. معظم الابراج التي يخطط لبنائها يتوقع أن يتم بناءها بطريقة اخلاء – بناء، بدلا من المباني القائمة، التي على الاغلب هي مبان من الخمسينيات، الاحياء الرائدة لاقامة الابراج هي كريات يوفيل، التي يخطط لبناء فيها 73 برج، وتلبيوت (65 برج)، وغيلو (43 برج)، والقطمون (39 برج). القائمة تشمل ايضا 41 برج يخطط لبنائها في الحي الجديد الذي يتوقع اقامته على اراضي المطار القديم في عطروت. هذا الحي مخصص للحريديين، وهو يواجه معارضة شديدة من المجتمع الدولي ومن الادارة الامريكية لكونه حي يهودي جديد كبير خلف الخط الاخضر.

الاغلبية الساحقة من الابراج يخطط لبنائها في احياء يهودية في غربي المدينة وفي شرقي المدينة. اربعة ابراج فقط يخطط لبنائها في حي عربي، شعفاط، في شمال القدس. مع ذلك، في الاحياء العربية التي توجد خلف جدار الفصل مثل كفر عقب ومخيم شعفاط للاجئين، تم بناء عشرات الابراج في السنوات الاخيرة. اغلبية هذه الابراج تشمل اقل من 18 طابق، لكن جميعها بنيت بدون تراخيص.

معظم الابراج الموجودة في القدس بنيت فقط في السنوات الاخيرة، حتى نهاية التسعينيات كانت في القدس معارضة كبيرة للبناء المرتفع، بالاساس لاعتبارات المس بطابع المدينة والمشهد الطبيعي. توسع المدينة وتهديد المناطق المفتوحة والحاجة الى التحديث الحضري، كل ذلك اضعف بالتدريج معارضة البناء المرتفع، وخطط لاقامة الابراج بدأت المصادقة عليها في البلدية، حتى لو كان ذلك بوتيرة بطيئة. الانعطافة في السياسة بدأت عند استكمال الخط الاول للقطار الخفيف قبل 13 سنة، مع المصادقة على البناء بارتفاع 18 طابق الى 30 طابق في المناطق القريبة من خطوط القطار، سواء القائمة أو المستقبلية. ولأنه توجد في القدس شبكة لخطوط القطارات فقد دخلت مناطق واسعة في المدينة تحت هذا التعريف، والكثير من المقاولين ورجال الاعمال، بتشجيع جهات التخطيط، بدأوا في تقديم مخططات لاقامة الابراج. 

سياسة بناء الابراج في القدس تدفع بها قدما اللجنة اللوائية برئاسة شيرا بباي، التي تحصل على الدعم من رئيس البلدية موشيه ليون. الاثنان يعتبران الابراج حل للمشكلات في المدينة. وبحسبهما فان الاكتظاظ ضروري لمنع توسع المدينة الى المناطق المفتوحة. العرض الكبير للوحدات السكنية وفضاء التشغيل سيجذب للمدينة سكان اثرياء وسيدفع قدما الاقتصاد في القدس. هناك جهات في البلدية تعترف سرا بأن خوف الحريديين من السكن في طوابق مرتفعة بسبب حظر استخدام المصعد في ايام السبت، هو افضلية في كل ما يتعلق ببناء الابراج، حيث أنها يمكن أن تمنع جعل الاحياء حريدية. 

في المقابل، في المدينة يعمل ائتلاف واسع من النشطاء والمخططين والمهندسين الذين يعارضون بشدة الافراط في بناء المباني المرتفعة. حسب ادعاءاتهم فان الخطط لاقامة الابراج تنبع من الضغط للمصادقة على اكبر عدد من الوحدات السكنية مع تجاهل الاحتياجات الاخرى لسكان الاحياء في المستقبل. مثلا، الخطط ستؤدي الى كمية اكثر من 70 وحدة سكنية في كل دونم. وهذا اكتظاظ غير معروف تقريبا في اسرائيل. المعارضون يقولون ايضا بأن معنى هذا الاكتظاظ من ناحية البنى التحتية والمواصلات والمدارس والمباني العامة لم يتم أخذه في الحسبان عندما تمت المصادقة على بناء الابراج.

مشكلة اخرى تتعلق بالتكلفة المرتفعة لصيانة الابراج، والخوف من أن العائلات التي تعيش الآن في المباني الذي توجد نية لهدمها، لن تتمكن من تلبية هذه التكلفة. هذا الامر يمكن أن يؤدي الى تدهور المباني وخلق احياء عمودية فقيرة. كل ذلك اضافة الى المعارضة المبدئية بسبب المس المتوقع بالمشهد الطبيعي وطابع المدينة. المعارضون اشاروا ايضا الى أنه رغم المصادقة على بناء الابراج الكثيرة إلا أن اجهزة التخطيط تواصل الدفع قدما بخطط ايضا في المناطق المفتوحة والخضراء، على رأسها خطة لاقامة حي في غربي المدينة باسم ريخس لفان.

في غضون ذلك في هذا الاسبوع صادقت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء على بناء البرج الذي اصبح رمز البناء المرتفع في القدس، المجمع السكني والفنادق في جبل هرتسل، الذي حصل على اسم “برج خليفة القدس”. هذا البرج يتوقع أن يكون الاعلى في القدس، 42 طابق، لكنه سيكون بارتفاع حوالي 50 طابق بالمتوسط. ولكن مكانه على خط سلسلة الجبال المرتفعة في القدس، لكنه بعيد عن متحف “يد واسم” وعن المقبرة العسكرية يثير معارضة كبيرة. حوالي 200 منظمة ومواطن قدموا اعتراض على الخطة، من بينهم نقابة المهندسين وجمعية “يد للابناء”، التي قبل ثلاثة اسابيع سحبت الاعتراض. في بيان الجمعية للجنة اللوائية كتبت أنه “بعد فحص عميق لوثائق الخطة توصلنا الى الاستنتاج بأنه تم اجراء التوازن والاجراءات المطلوبة لمنع المس بمشاعر العائلات والحفاظ على طابع الجبل”. يوم غد ستناقش اللجنة اللوائية الاعتراضات على هذه الخطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى