ترجمات عبرية

هآرتس: الـحـكـومـة الـتـي سـتـغـيّـر وجـه إسـرائـيـل إلـى الأبـد

هآرتس 2022-12-30، بقلم: يوسي فيرتر: الـحـكـومـة الـتـي سـتـغـيّـر وجـه إسـرائـيـل إلـى الأبـد

تظهر مئات بل آلاف البنود والبنود الفرعية في الاتفاقات الائتلافية التي طرحت، أول من أمس، على طاولة الكنيست. ولكن الحكومة التي ستؤدي اليمين اليوم (أمس) في جلسة الكنيست سيتم تعريفها حسب بند واحد فقط، بند 91 في الاتفاق مع “يهدوت هتوراه”، وهو “بند التمييز” (التفسير الذي قدمته له قائمة “الصهيونية الدينية”). طالما أنه يوجد هناك، حتى اذا لم يجد طريقه الى كتاب القوانين، فان حكومة إسرائيل هي حكومة التمييز، ومن يقف على رأسها هو رئيس حكومة قانونية التمييز. ويجب على العالم التعامل معه وفقا لذلك.

الثورة الاجتماعية، القيمية، والحكومية، والقانونية، والاقتصادية، التي تبشر بها الاتفاقات، حتى لو طبق فقط جزء منها، فإنها ستغير وجه إسرائيل الى الأبد. هذا هو تحالف الزعران: شراهة الحريديين. النهم المسيحاني لاتباع سموتريتش، والخوف من المثليين والعنصرية التي حصلت على شرعية من رئيس حكومة ضعيف ومستخذٍ، يتم تشغيله على يد ابنه المحرض والمجنون وعلى يد زوجته الحازمة. جاءت، أول من أمس، (بالصدفة حسب قولها) الى متسودات زئيف (مقر حزب الليكود في تل ابيب)، الذي جرت فيه التعيينات. كان هذا اعلاناً بأن الجميع يعرفون بأن الكلمة الاخيرة لها. ومن الجدير أن يروا ذلك ايضا.

بعد أن اصبحت كل اخفاقاته وخنوعه للشركاء في الائتلاف رسمية تفرغ بنيامين نتنياهو لاعضاء حزبه. احد التعيينات الاولى كان لأمير اوحانا في منصب رئيس الكنيست. في ظل وجود دافيد امسالم كبديل فان هذا التعيين معقول. ولكن توجد له علاقة مباشرة بالفقرة الافتتاحية: حصل اوحانا على هذا المنصب الرفيع، التمثيلي، شبه الحكومي (هو ايضا القائم بأعمال رئيس الدولة)، بصفته ورقة التين التي تغطي عورة الحكومة؛ الحيوان المثلي الأليف له، الذي سيلتقي مع رؤساء دول ورؤساء.

بسبب الاعلان عن التعيين تتجه قوائم المعارضة الآن الى عدم التصويت ضده. يبدو الآن كيف سيصوت الظلاميون الذين يخافون من المثليين: الحريديون، آفي معوز، اوريت ستروك وسمحا روتمان. هل هذا لا يناقض عقيدتهم الدينية؟

يوآف غالنت كوزير للدفاع وتساحي هنغبي كرئيس لهيئة الامن القومي يحتلان المواقع القليلة المعقولة، على الأقل طالما أنه لم يتم اثبات عكس ذلك. وهنغبي، صاحب التجربة في مجال السياسة والامن، والمتحمس لمهاجمة المنشآت النووية في ايران، حتى أنه تعهد باسم نتنياهو بأن يحدث ذلك. سنراهم.

في هذا الاطار كما هو متوقع سيكون ياريف لفين وزير العدل. في الاسابيع الاخيرة اثناء اجراء المفاوضات مع القوائم اقسم خلال محادثات شخصية بأنه اذا لم يعطه نتنياهو “يداً حرة” للقيام بالهدم والتدمير، الذي ينوي القيام به ضد الجهاز القانوني وضد المحكمة العليا، فإنه سيستقيل. ما الذي يمكن استنتاجه من موافقته؟ هل أن الرسن اطلق له وأن الكمامة رفعت عن فم الكلب العدائي أو أن لفين تم اقناعه بالتنازل هنا وهناك؟

لفين هو الرابح الاكبر في “الليكود”. وقد اهتم ايضا باعضاء قائمته غير الرسمية: سيحصل يوآف كيش على حقيبة التعليم (أو ما بقي منها بعد أن قضم الشركاء الشرهون منها من كل جهة). ايلي كوهين عرض عليه، أول من أمس، بشكل مفاجئ أن يتولى فترة التناوب الاولى في وزارة الخارجية مع إسرائيل كاتس. رددت حاشية نتنياهو في الايام الاخيرة تقارير بأن كاتس سيكون الاول في التناوب رغم أنه لم تكن هناك أي نية كهذه. المذكور اعلاه غبي ومضلل ويتم تقديمه على أنه ساذج. من غير الواضح كيف ستنتهي ملحمة كاتس، لكن هذا الشخص الذي كان ذات يوم “الكبير” وشغل منصب وزير الخارجية ووزير المالية، تمت اهانته (صمت كاتس، مساء أول من أمس، لكن شريكه المقرب، دافيد بيتان، لا يتوقف عن مهاجمة نتنياهو. سيكون بيتان وامسالم شوكة في مؤخرة رئيس الحكومة، وربما لن يكونا الوحيدين).

على أي حال، ايضا لو عين وزيراً للخارجية لكان هذا فقط اسمياً. وزير الخارجية الحقيقي كان وسيكون رئيس الحكومة. بعده الرئيس اسحق هرتسوغ وهنغبي، الذي سيرسل الى مهمات سياسية في اميركا وفي اوروبا. ايضا رون دريمر، اذا عين وزيراً سيعطى موطئ قدم مهما في الساحة السياسية. وبدرجة اقل لدى الديمقراطيين في واشنطن الذين لا يطيقونه، واكثر لدى الجمهوريين (سنرى ماذا سيحدث في تشرين الثاني 2024).

بعد الانتخابات التمهيدية قرر نتنياهو أن يعلم درسا لكل الورثة الذين قاموا بتعيين انفسهم. كاتس، ذكرناه. يولي ادلشتاين لن يكون في الحكومة، وسيتنافس على منصب رئيس لجنة الخارجية والامن. نير بركات انتهى في وزارة الاقتصاد والبناء. وآفي ديختر ارسل الى وزارة الزراعة في بيت دغان. في المقابل، الاوفياء والمطيعون والمحكوم عليهم تمت ترقيتهم (باستثناء امسالم، الذي طرح طلبات مبالغاً فيها). الصفة التي تلقاها ادلشتاين شديدة، بشكل خاص ازاء تعيين المنشقة عن “يمينا”، عيديت سلمان، وتعيين عميحاي شكلي كوزراء، اضافة الى اعطائهم مكاناً مضموناً في “الليكود”. على الاقل بخصوص سلمان فان هذا إثبات لصفقة تفوح منها رائحة جنائية سبقت انسحابها المفاجئ من ائتلاف بينيت. نهاية قصة بدايتها الرشوة (كما يبدو).

القاضي شلوم كرعي، الذي كان يشعر وكأنه في بيته “العظمة اليهودية”، سيكون وزير الاتصالات. من ناحية هيئة الإذاعة العامة فإن تعيينه هو مثل تعيين لفين من ناحية قضاة المحكمة العليا ووزارة العدل. كرعي سيكون سعيداً بأي حقيبة يحصل عليها. ووضعه في الاتصالات هو اشارة تبشر بالسوء لمستقبل الإذاعة العامة في إسرائيل، التي يعتبرها نتنياهو عدواً وكأنها قناة “المنار” التابعة لـ “حزب الله” وحتى اكثر من ذلك.

عادت المحكومة ميري ريغف الى وزارة المواصلات. كم ستكون كبيرة خيبة أملها عندما ستكتشف أن آريه درعي المحتال نجح في أن ينقل اليه قسم الحكم المحلي. وهو سيوزع الهدايا على رؤساء السلطات المحلية. ريغف، كما قدرنا هنا قبل شهر، ستعود الى منصب رئيس اللجنة الوزارية للمراسم والرموز. الاحتفال الكوري الشمالي لبيبي وسارة في يوم الاستقلال ستبثه على افضل وجه من التملق.

في هذا الاحتفال يجدر الانتباه للرئيس هرتسوغ. فقد استدعى اليه بن غفير للتحدث معه، مثل مدير المدرسة الذي يقوم باستدعاء طالب مشاغب. بن غفير هو بالتأكيد رمز لكل ما هو سيئ في هذه الحكومة. ولكن هرتسوغ، الذي مكتبه يفيض بالتعبيرات عن القلق والخوف الذي وصل الى شفا الهستيريا من يهود العالم ومن الحكومات الأجنبية، ينتظره الكثير من العمل. فسيكرس نفسه ليكون مفكك العبوات التي وضعها نتنياهو في الحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى