هآرتس: العنصرية مكوّن أساسي لإسرائيل منذ ولادتها

هآرتس 2023-01-04: بقلم: جاكي خوري: العنصرية مكوّن أساسي لإسرائيل منذ ولادتها
إسرائيل ضد العنصرية والتمييز. عناوين رئيسة وتصريحات رنانة. أطباء ومحامون وقضاة متقاعدون وأعضاء في سلك التعليم، بل عسكريون سابقون وحاليون، جميعهم خرجوا مؤخرا ضد ما اعتبر محاولة لإعطاء الشرعية للتمييز والعنصرية.
كان المحفز التصريحات التي صدرت عن مصنع أوريت ستروك وسمحا روتمان حول اشتراط تقديم العلاج ورفض استضافة المثليين في الفنادق، حيث توجد في الخلفية القوائم السوداء لحزب نوعم.
هذه قضايا متفق عليها، تتجاوز القطاعات والمعتقدات. دعمها لا يجعل الشخص متهما بأنه يحب العرب – لا سمح الله – أو أنه يساري. لذلك، جميعهم صرخوا، وهذا هو السبب بأنه للحظة كان هناك شعور بأن شيئا معينا جيدا يحدث هنا. ولكن في دولة مثل إسرائيل يجب أن نفهم هذه الصرخة في سياقها الصحيح. عندما تكون في الخلفية حكومة يمينية متطرفة تنطلق مع قوانين كثيرة ستعطي الشرعية للقومية المتطرفة والعنصرية، فإنه لا يوجد ما هو أسهل من معارضة والتعبير عن الصدمة من شيء يعتبر خارج الإجماع.
كل الذين صرخوا “حتى هنا”! و”إسرائيل المتنورة هي دولة يهودية وديمقراطية وتعارض العنصرية والتمييز”!، يعرفون جيدا أن العنصرية والتمييز هما جزء لا يتجزأ، وممأسس من هذا المكان؟ عمليا، إقامة الدولة كانت على أساس تمييز وعنصرية.
في إسرائيل يحتفلون بالاستقلال، في الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون النكبة. وحتى لو “تقدمنا” من أجل ألا نعلق في الماضي فهل يمكن لإسرائيلي يهودي أن يقول الآن بالفم الملآن إن الجميع متساوون أمام القانون؟ هل الطالب العربي يحصل على الدعم مثل الطالب اليهودي؟ كم هو عدد البلدات العربية الجديدة التي أقيمت؟ كم هو عدد المستشفيات الحكومية التي أنشئت في القرى العربية؟
هناك المزيد من الأمثلة، لكن إذا لم تكن هذه كافية فإنه يوجد في إسرائيل قانون أساس هو قانون القومية، الذي يرسخ المكانة اليهودية للدولة. هناك لجان قبول تشطب وتميز ضد العرب، وموارد دولة مثل الأراضي التي طرد العرب منها في السابق، تباع الآن فقط لليهود.
هذا دون الدخول إلى قضية من السهل على معظم اليهود تجاهلها: حسب القانون الدولي إسرائيل هي دولة محتلة. وربما لم تعد محتلة، بل دولة تقوم بالضم. ولكنها لا تضم مع إعطاء المواطنة للفلسطينيين، بل دولة فعليا تقيم نظام أبرتهايد في الضفة الغربية، وتفرض حصارا وحشيا على قطاع غزة.
دولة تسيطر على حياة الفلسطينيين وتقرر لهم كل شيء، كمية المياه والكهرباء التي سيستهلكونها وحتى مسألة إذا كانوا سيحصلون على بطاقة الهوية. وعن الحقوق الوطنية وحق تقرير المصير لا يوجد ما يمكن التحدث عنه. من يتماهى الآن مع الفلسطينيين يتم إبعاده، ومن يقف ضد العنصرية ضد العرب على الفور يصنف يساريا.
تستمر حملة التخويف والإقصاء منذ سنوات. خلافا لدول أخرى، مع تقدم العمر والبلوغ نضجت لديها صفات لقبول الآخر، فإن إسرائيل التي بلغت الـ 75 تحولت إلى أكثر فأكثر عنصرية، مثل شخص بالغ يفقد ما بقي من الخجل الذي كان لديه.
عندما صرخ العرب “عنصرية” قلنا لهم “أنتم تتباكون”. وعندما صرخوا “احتلال” قلنا لهم “أنتم متطرفون”. وعندما بدأت الناس تمس التيار العام استيقظ الجميع. صباح الخير يا إسرائيل.