ترجمات عبرية

هآرتس – العنصرية اليهودية: لا حرج لو امتثلنا لـ”شيطان عربي”

هآرتس ٢٤-٢-٢٠٢٢م – بقلم: جدعون ليفي

هل هذه إسرائيل التي نعرفها؛ القومية المتطرفة الوحشية؟ هل هذا خيال؟ سحر مزيف؟ أم نموذج لحياة أخرى قد تكون محتملة ذات يوم بعيد؟
هذا هو جهاز الصحة في إسرائيل، بشكل عام؛ المستشفيات الحكومية، وبدرجة واضحة ومركزة أكثر مستشفى “ايخيلوف” مثلاً. مهما اشتكينا وتذمرنا ومهما وجدنا عيوباً، إذا كان هناك مكان للتفاخر والأمل في هذه البلاد، فهذا هو المكان. من المؤسف أنه واقع ليس موجوداً إلا في أرض المرضى الذين سيموتون. يا لسخرية القدر! ربما يأتي الأمل من هناك.
التفوق اليهودي، أمّ كل الخطايا، يتوقف جزئياً في إسرائيل في مكانين فقط: عالم كرة القدم، وجهاز الصحة. في جهاز الصحة واقع مثير للدهشة من الوعي للخدمة والمهنية التي ليست إسرائيلية بشكل واضح. لا يتحدثون عن ذلك بما فيه الكفاية، ولا يقدرون ذلك. لا تذكروا علم النظام؛ لأنه مألوف ومعروف، ويحلق فوقه شيء أكثر عمقاً.
عندما زرت جنوب إفريقيا الجديدة للمرة الأولى، وشاهدت مديرين من السود على عمال من البيض أدركت أن هناك شيئاً ما حدث. المكان الوحيد في إسرائيل الذي يعطي فيه عربي تعليمات ليهودي هو المستشفى. الدكتور موسى يعطي تعليمات للممرضة ليرون، والدكتور ياسين يعطي تعليمات للممرضة ياردين. في مركز تل أبيب. ولكن الأكثر أهمية هو: من الذي سينشغل بالتفكير في أن موسى وياسين عربيان، وأن ليرون وياردين يهوديتان. من الذي يعنيه ذلك؟ النار الغريبة تشتعل في الخارج وتهدد بالانفجار، لا يوجد أي طبيب أو ممرض عربي لم يتعرضوا لملاحظات عنصرية، لكن الأمر هنا استثنائي. أما في الخارج فالأمر معاكس. في مستوى ما من الحساسية، قد يؤدي ذلك إلى البكاء. الدكتور موسى، من قرية البعنة في الجليل، يقوم بالجولة الطبية في قسم الجراحة في مستشفى “ايخيلوف”. بقدر ما يكون هذا طبيعياً ولكنه مزعج؛ لأنه أمر نادر.
لن تذهب أحلامنا بعيداً، ربما تكون هذه حبوباً مهدئة. ولكن بربكم، لماذا هو أمر موجود هنا فقط؟ في حين أن هكذا يجب أن تكون كل دولة سليمة. كم من المفارقة هنا! هكذا سيبدو حل الدولة الواحدة، مثلما في غرفة الاستقبال المكتظة والصاخبة، أن الدكتور ياسين هو الطبيب الأكبر في هذه الوردية، ومرضاه خليط من الإسرائيليين. الحياة والموت في يد “الشيطان العربي”. لماذا هنا فقط وليس في أي مكان آخر؟ لماذا؟ لا، لا توجد أي مهدئات ولا علامات رومانسية على سرير مريض. هي أسئلة يجب على كل إسرائيلي أن يطرحها على نفسه. لدولته جهاز صحة يمكن لكل إسرائيلي أن يتفاخر به. عدد آخذ في الازدياد من موظفيه هم فلسطينيون من مواطني الدولة، “عرب إسرائيل” حسب ما يسميهم. هنا لا يشكلون أي تهديد وجودي أو ديمغرافي، هم جيش الخلاص لا يوجد “عمل عبري” هنا، بينهم أفضل الخبراء، وهذا أمر يعمل بدرجة مدهشة.
ذات يوم بعيد وخيالي، هكذا ستبدو الدولة الواحدة بين النهر والبحر، إذا شئتم. بالضبط مثلما بقيت العنصرية وتفوق اليهود خارج بوابة الدخول، ستبقى هنا خارج الحدود في أماكن أخرى، بعد أن يضع عدد أكبر فأكبر من الإسرائيليين صحتهم وسلامتهم وحياتهم في أيد عربية سيعتبرونهم بشراً. وبعد أن تفتح نافذة الفرص أكثر، سيعتبرون إسرائيل ثنائية القومية دولة مخلصة لهم. كانت هذه أفكار نابضة في قسم الجراحة “أ”.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى