ترجمات عبرية

هآرتس – العليا الإسرائيلية”.. لـ”مسافر يطا”: لا تاريخ لفلسطيني على هذه الأرض وأوامرنا فوق القانون الدولي

بقلم: عميرة هاس – هآرتس 27/4/2021

كيف ينوي الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية تنفيذ عملية التهجير الكبرى لأكثر من ألف فلسطيني من أراضيهم وقراهم وبيوتهم في مسافر يطا، التي تقع في جنوب الضفة الغربية؟ هل سينقلونهم في الحافلات أم في الشاحنات أم بالسيارات العسكرية؟ هل سيتلقى الجنود أوامر بإطلاق النار الحي على الرجال والنساء والأطفال الذين يرفضون ترك أراضيهم وقراهم ومغائرهم، المنطقة التي ولد وعاش فيها آباؤهم وأجدادهم؟ أم أن الأمر سيكتفي بالرصاص المطاطي المغلف بالمعدن والكلاب والغاز المسيل للدموع والخانق وقنابل الصوت والضرب بالعصي؟

هل سيتم تدريب شرطيات وجنديات بشكل خاص لجر النساء والفتيات اللواتي يصرخن ويبكين، إلى السيارات. هل ستعطى للجنود والمجندات دروس مسبقة مليئة بالأكاذيب بأن هؤلاء النساء والرجال والأولاد الذين يجب نقلهم قسراً بالسيارات غزاة استوطنوا منطقة التدريب 918، بشكل متعمد، من أجل التشويش على التدريبات العسكرية؟

هل سيحتاج الجنود إلى طبيب نفسي للتغلب على ذكريات البكاء والعويل، وبعد ذلك يذهب قادتهم لإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية المتعاطفة ويقولون: “كانت عملية معقدة، لكنها ضرورية. نعمل حسب القانون”؟ هل سيكذبون عند قول ذلك لأن الطرد يخالف القانون الدولي. ولكن وسائل الإعلام المتعاطفة لن تشكك ولن تحتج. بعد أسبوع أو شهر على الطرد الكبير سيتم تخصيص دونمات كثيرة للبؤر الاستيطانية المزدهرة في المنطقة.

سكان مسافر يطا ليسوا إقطاعيين أغنياء، إنهم يعيشون في مزارع منفصلة أو قرى مدعومة. هؤلاء رعاة يدمجون بين تربية الأغنام والرعي والزراعة البعلية، بالأساس للاحتياجات المنزلية. هم يعرفون كل انعطافة في الطريق وكل حجر وكل صخرة وكل بئر وكل مغارة. يعرفون الأسماء التي أعطيت لكل انعطافة وصخرة ومغارة. عملية تشكل هذه القرى (في البداية سكن موسمي في المغائر المنحوتة في الصخور حيث منطقة الرعي في قرية يطا الأم تقلصت) عملية عضوية بدأت قبل نحو 200 سنة. أصبحت هذه القرى قرى ثابتة أيضاً بعملية طبيعية قبل إقامة دولة إسرائيل وقبل احتلال الضفة الغربية في العام 1967. علاقات العائلة، والصداقة والعمل بين القرى وبلدة يطا تحول كل المنطقة إلى نسيج، كل خيط فيه ضروري.

منذ أربعين سنة تقريباً وإسرائيل تسعى لطرد الفلسطينيين من مسافر يطا، المنطقة التي تختزن ذكريات طفولتهم وذكريات آبائهم وأجدادهم، والتي تتمثل بالإعلان عن المنطقة كمنطقة نيران للتدريبات العسكرية ومنع البناء والتطوير والربط بالبنى التحتية، ونشاطات الهدم المتكررة للمباني التي بنيت بدون ترخيص.

في العام 1999 كان هناك طرد فعلي لـ 700 شخص. نعم، في عهد أوسلو، عندما كان إيهود باراك رئيساً للحكومة ووزيراً للدفاع. في العام 2000 وافقت المحكمة العليا على الالتماسات المستعجلة التي قدمتها رابطة حقوق المواطن والمحامي شلومو ليكر باسم السكان، وأمرت بوقف الطرد والسماح بشكل مؤقت بعودة المطرودين، حتى قرار البت النهائي، الذي كان سيصدر قريباً. تمسكت الدولة بموقفها بأن مناطق النيران وتدريبات الجيش أهم من السكان الفلسطينيين وتاريخهم، والأمر العسكري فوق القانون الدولي.

تكتيك الطرد نجح بشكل جزئي. كان يمكن أن يعيش في القرى عدد أكبر من الأشخاص الذين يعيشون فيها الآن. ولكن كلمة “جزئي” تعني أيضاً أن السكان الذين يعيشون في القرى لهم قدرة على التحمل والتصميم. وأنه لا يوجد بالنسبة لهم بديل للفضاءات التي ولدوا فيها أو لنمط الحياة الذي ولدوا له واختاروه.

أصمم على أن أعود وأكتب عن مسافر يطا، وهو موضوع لا يعتبر إخبارياً لأنه يمكن أن نمنع السيناريوهات الموجودة في الأعلى من الحدوث، ولأن لكل من له صلة بالأمر فرصة كي يستيقظ وأن لا يكون شريكاً في محاولة أخرى من محاولات محو وهدم تاريخ غني وحاضر ومستقبل مليء بالإمكانيات الكامنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى