ترجمات عبرية

هآرتس – العجز الان

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 28/4/2021

كان  ينبغي لبنيامين نتنياهو أن يشد الحبل بقدر استثنائي كي يدفع المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت لان يقرر بان الحكومة برئاسته تعمل “عن وعي وعن قصد بشكل غير قانوني”. لم يسبق أن اطلق تصريح كهذا على لسان المستشار القانوني للحكومة. فالاختطاف الفضائحي الذي قام به امس معسكر نتنياهو في الحكومة الانتقالية والتي اقر فيها ظاهرا تعيين اوفير اكونيس وزيرا للعدل، جر اسرائيل الى شفا ازمة دستورية.

اجتمعت الحكومة بأمر من محكمة العدل العليا كي تعين وزير عدل. نتنياهو، الذي بكل الاحوال يسير حكمه على حدود الشرعية، عارض اقتراحا لتعيين بيني غانتس وزيرا للعدل، وطرح للتصويت اقتراحا بتعيين مقربه اكونيس للمنصب. وزراء الليكود، بادارة نتنياهو، اختاروا أن يتجاهلوا تحذير مندلبليت. فقد حذرهم هذا بانه مجرد التصويتاحادي الجانب – بدون موافقة غانتس كما يفترض الاتفاق الائتلافي – ليس دستوريا. وفي كل الاحوال كونه توجد  لمعسكر غانتس قوة مساوية في الحكومة، دون صلة بعدد الوزراء القائمين في كل طرف – النتيجة هي التعادل، ومعناه هو أن اكونيس لم يعين.

بدأ وزراء الليكود يحتفلون بالتعيين الذين لم يكن وهكذا اجبروا مندلبليت على أن يطلع محكمة العدل العليا بانه رغم احتفالاتهم لم يعين اي وزير عدل في جلسة الحكومة. ولم يكن ينقص الا ان يصل اكونيس، الذي يتكشف المرة تلو الاخرى ككائن رخو أن يصل الى وزارة العدل في صلاح الدين ويحاول الولوج بقوة الى مكتب الوزير.  لم  تنتهي الحفلة القضائية بعد وهي ستتواصل اليوم  في مداولات اخرى تجريها العليا في الالتماسات بعد أن امرت امس بتجميد دخول اكونيس الى وزارة العدل.

اذا كانت هذه هي الايام الاخيرة لنتنياهو في منصب رئيس الوزراء سيبدو انه قرر تخريب ما تبقى من سلطة القانون ومن الرسمية في مؤسسات الحكم. يبدو أنه سلوكه محسوب، وانه بنية مبيتة يحاول تصعيد المواجهة بينه وبين عموم المنظومة القضائية – محكمة العدل العليا، المستشار القانوني للحكومة وعموم رجال القانون بصفتهم هذه.

لقد كان يفترض بأفعال نتنياهو  ان تدفع مندلبليت منذ زمن بعيد لان يعلن عجز رئيس الوزراء عن اداء مهام منصبه. ويفترض بخطواته الاخيرة ان تقنع حتى  المستشار القانوني الاكثر شكا وترددا بان نتنياهو ليس اهلا لان يكون رئيس الوزراء حتى ولا ليوم واحد اضافي.

على المستشار ان يقف بشجاعة وان يعلن امام محكمة العدل العليا وامام الجمهور كله بانه اخطأ في بيانه الذي  تقدم به الاسبوع الماضي الى المحكمة، وان الخطوات الاخيرة للمتهم من بلفور حملته الى ما وراء حافة العجز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى