هآرتس: العثور على المذنبين بالهزيمة.. حافا البرشتاين وغيدي غوف
هآرتس – اوري مسغاف -7/8/2025 العثور على المذنبين بالهزيمة.. حافا البرشتاين وغيدي غوف
أصبحت دائرة السخرية التاريخية كاملة. في المانيا في 1933 قاموا باحراق الكتب في ميادين المدن، كان على رأسها كتب فرويد، آينشتاين، هاينه، بريخت وريمارك. عندنا ينشغلون منذ أسبوع بالفنانين الذين وقعوا على عريضة وتجرأوا على الاندهاش مما يحدث باسمنا على الطرف الثاني من الحدود.
في العريضة لم يتم ذكر الجيش، لا سمح الله. في إسرائيل محظور نسب أي نشاطات سلبية أو متعمدة للجنود والقادة، بدءا بقمرة القيادة ومرورا بالدبابة وناقلات الجنود المدرعة وانتهاء بكفة جرافة “دي 9″، التي جلست خلف المقود فيها في هذا الأسبوع مقدمة البرامج التلفزيونية نافا درومي في طريقها الى غزة.
هؤلاء الذين يرتدون الزي العسكري ينظر اليهم كأنهم تاج الخليقة. مزيج من الأطفال الطاهرين والابطال الشجعان الذين لهم قداسة الملائكة (جيل الأسود). لذلك اقتصر الموقعون على التعامل مع السياسة فقط مع رسالة إنسانية أساسية، التي اعتبرت ذات يوم حد ادنى للاخلاق: إيذاء الأطفال والمدنيين غير المتورطين والتدمير والتهجير والتجويع.
في إسرائيل 2025 حتى ذلك يعتبر تجاوز. واحد تلو الاخر تتم تغطيتهم بالقطران واقتيادهم الى ساحة المدينة. مغني أصيب في الحرب اطلق رصاصة البدء في حملة مطاردة الساحرات، وهو يسوق لحفلة كبيرة في الحديقة وفيلم وثائق هو بطله. وقد وصف الموقعين بانهم “اصفار” و”مقطوعين” و”مترفين”. حافا البرشتاين التي هاجرت مع عائلتها الى السكن المؤقت “شاعر هعلياه”، منذ ستين سنة هي تملأ القاعات في ارجاء البلاد، خلافا لاقوال عميت سيغل (الجاهل)، غيدي غوف الذي ترعرع في ايلات مع أمه المطلقة واصبح احد عمالقة موسيقى الروك في إسرائيل. ريكي غال واوشيك ليفي وحنه لاسلاو وشموئيل سفاري. أيضا عامي رودنر ويهلي سوبول، الحساسان والانسانيان، اللذان لا يتوقفان عن الغناء للجنود والمخلين والعائلات الثكلى وعائلات المخطوفين.
هناك أيضا “ليبراليون” يصبون الزيت على نار الاخوة في نفس المعسكر (افيف غيفن، يئير لبيد ونير دبوري). وهناك من ينهارون ويتم اجبارهم على السجود في طقوس مهينة للتطهر والغفران، التي يديرها الصندوق القومي اليهودي (اولارتشيك أو “هتسل”، وامدورسكي الذي خاطب عبر الشبكة مفوض التسليح من وحدة الإنقاذ بوصفه “يوآف العزيز”، ثم وقع على الرسالة بجملة “شكرا يوآف” وأضاف القلوب). كل ذلك يتصدر العناوين في الصحف منذ أيام، وها انا الان أيضا من بين المذنبين، بدلا من الواقع.
في الواقع يقود نتنياهو ومساعديه إسرائيل الى كارثة متدحرجة نهايتها لا تلوح في الأفق. يتخلون عن المخطوفين الجائعين الذين يموتون في الانفاق. يطلبون من الجيش المتعب وقليل الجنود احتلال غزة مرة أخرى وان يصل الى “هزيمة حماس” (بعد سنتين تقريبا!). وكل ذلك يتم التحدث عنه والثرثرة في الاستوديوهات من قبل جوقة العبيد المتنكرين بزي الصحافيين.
في هذه الاثناء يجتمعون في الحكومة لمناقشة مرة أخرى ترتيبات حراسة عائلة نتنياهو، ويقيلون خلافا للقانون رئيسة النيابة العامة التي تدير محاكمة نتنياهو. تحت مقصلتهم قطع في السابق رأس كل من وزير دفاع، رئيس اركان واحد والآن رئيس اركان آخر، رئيس الشباك، رئيس المحكمة العليا التي لا يعترفون بها، رئيس لجنة الخارجية والامن الذي رفض ترسيخ قانون الاعفاء من الخدمة للحريديين. في حين ان من يترأس مشروع الإهمال والتهرب يتجرأ على زيارة الاكاديمية العسكرية ويقول للمجندين بان اهداف الحرب سيتم تحقيقها بواسطة “التضحية بالجنود”. هو يحرك بجنونه فرق خيالية ويتخيل سلاح يوم القيامة ويهدد بإقالة جنرالات ضعفاء و”غير هجوميين”، وسيجند على الفور هنا طلاب الثانوية والمتقاعدين.
كل من يتجرأ على اخراج رأسه للحظة من الرمال يعرف وضعنا في العالم: مكروهين، معزولين، منبوذين، مرشح المعارضة الرائد لاستبدال نتنياهو يركز تماما على “فشل الدعاية”، وتفسير ذلك، يا نفتالي، هو “نحن هزمنا على يد تحالف الدم بين السنوار ونتنياهو، الذي لم يبق في إسرائيل أو في غزة حجر فوق حجر. هما ومؤيدوهم متهمون بالخراب، وليس حافا البرشتاين وغيدي غوف.



