هآرتس: العالم لن يصمت.. عندما يقومون بطردنا من الفنادق في الخارج، سنفهم

هآرتس – يوسي كلاين – 31/7/2025 العالم لن يصمت. عندما يقومون بطردنا من الفنادق في الخارج، سنفهم
أنا لم أقتل، لم أدمر ولم أجوع. مع ذلك، قاموا بطردي من مطعم في اليونان ولم يؤجروني كوخ في ايطاليا. هكذا تعلمت ان المسؤولية القومية هي ايضا مسؤولية شخصية. وانه هكذا يبدو التضامن. نحن اخوة. في الخارج لا يوجد للضيف هوية شخصية، فقط هوية قومية. قوميتي تقتل وتجوع. فهل أنا مذنب؟ نعم، انا مذنب لانني سمحت بحدوث ذلك، انا لست من كوريا الشمالية، أنا جئت من دولة ديمقراطية، وفي الدولة الديمقراطية أنا اشارك في اتخاذ القرارات. انا لي تاثير. يسألوني ما يسألونه للفلسطينيين في غزة: لماذا لم تنتفض؟.
نحن لم ننتفض لأننا لم نفهم.
لم نفهم ان الانقلاب غير “قانوني”، بل عام. ليس فقط في المحكمة العليا، الشرطة والجيش، بل في كل الدولة. نحن سمحنا لهم بسن قوانين خاصة بهم، وعدم الانصياع للآخرين، وسمحنا بسرقة الاموال واقالة اشخاص نزيهين وتعيين مجرمين. نحن قلنا: هذا سيء، لكن هذا هو القانون ونحن نحترم القانون. عندما حاصرتنا القوانين وعندما تغيرت المحكمة العليا وعندما سقطت الشرطة وعندما استسلم الشباك، قلنا نحن سنقوم بالاصلاح في الانتخابات. كنا ساذجين، فقد اعتقدنا أنه بهذه الطريقة يتم اقصاء الديكتاتوريين.
نحن مواطنون مخلصون واغبياء.
في 7 اكتوبر اصبحنا شركاء. نحن قمنا بدورنا، هم واصلوا الانقلاب ونحن ساعدناهم على كسب الوقت. الوقت قاموا بتبديده على التخلي عن المخطوفين واضاعة حياة الجنود. في جهد مشترك قمنا بتصفية الاعتماد الذي راكمناه بسبب مشاعر الذنب في العالم على الستة ملايين. صور الجائعين في غزة حلت مكان الصور من اوشفيتس.
هذا حدث عندما انتقلنا من الرد الى الانتقام.
ايضا الانتقام يوجد له يوم تالي. في اليوم التالي الاموات لن يبعثوا الى الحياة. ولكن المنتقمين سيبقون. هم سيمسحون ايديهم الملطخة بالدماء بملابسهم، ويصبحون مجرد مدنيين. من دمروا البيوت سيقودون سياراتهم في شارع ايالون بجانبنا، ومن قتلوا الاطفال سيشربون القهوة بجانبنا. وعندما سننتهي من الانتقام سنقول للعالم بان هذا الانتقام كان بسبب 7 اكتوبر. اصمتوا واتركوا الامور تحدث وتساوقوا معها.
العالم لن يصمت ونحن متعلقون به.
نحن نعتمد على وقود العالم وقمحه وسلاحه. يمكننا الاستهزاء به الى أن تطول طوابير الحصول على الوقود وتفرغ الرفوف من السلع. فقط عندها سندرك كم نحن نعتمد عليه. هو لم يعد يطلب تفسير – ماذا يوجد هنا يحتاج الى تفسير. في نهاية المطاف الصور تتحدث عن نفسها. هم لا يجعلونا نشاهدها. لا توجد حاجة الى ذلك، نحن نعرف ماذا يوجد فيها.
هذا الامر صعب ايضا، تصعب رؤية الموتى ويصعب سماع الاكاذيب. نحن نكذب على انفسنا: الصور مزيفة، الموتى مزيفون، الدمار ذكاء صناعي، الصور هي في الاصل من الكارثة. انظروا كم هن الامهات سمينات. في الاستوديوهات المتحيونون يقولون ان حماس زورت. ذات يوم كنت اصدقهم، الآن لم يعد الامر هكذا. وحتى انني توقفت عن طرح سؤال اذا كان هذا كذب فلماذا لا ندخل الى غزة المراسلين كي يروا الحقيقة؟.
لان الحقيقة مخيفة، لأنه لا يمكن رؤية الاطفال الموتى، لأنه مثير للاشمئزاز سماع صوت تحطيم الجماجم وتكسير العظام لسموتريتش وستروك. ماذا فعلنا لوقفهم؟ ما الذي فعله الاباء في الشهر الماضي من اجل انقاذ ابنهم من الموت العبثي؟ ما الذي فعلناه نحن؟ هل قمنا بالتظاهر؟ كتابة منشورات؟.
موظف الاستقبال في الفندق لا يتاثر، وهو سيقول بانه لا توجد غرفة لنا في الفندق.
نحن نشعر بالاهانة. الاهانة بسبب رد موظف الفندق هي اصعب من الاهانة بسبب مقاطعة الاكاديميا والاضرار بالتصدير وهبوط الاستثمارات القادمة من الخارج. هم سيتدبرون امرهم. الحكومة ستتدبر امرها. ترامب سيساعدنا. نحن تتم اهانتنا عندما يصل النبذ الينا، الى جيوبنا، كرامتنا. ان طرد اسرائيل من معرض باريس الجوي اقل اهانة من طردنا من مطعم في اثينا. نحن سنتعرض لاهانة اكبر. الاهانة لن تنتظر ان نذهب اليها، بل هي ستأتي الينا. وهي ستأتي عندما لا نستطيع سحب الاموال من الصراف الالي، وعند الحاجة الى تاشيرة دخول لفرنسا، وعندما لا نقبل في دوري ابطال اوروبا، وعندما لا تتم دعوتنا للمشاركة في مسابقة الاوروفزيون.
الاهانة ستشجع من يستمتعون بالعيش هنا. اللاسامية في اوروبا هي لصالحهم. الاهانة تخدمهم. ولكن هناك أمل: دعاية ناجعة، تحول الليمون الى ليمونادة. هل استمتعتم باحتفال هدم البيوت لكاتس في حولون؟ انتظروا الاحتفال بالـ 900 شهيد الذي سيقيمه. ستكون بالونات وسجاد احمر.