هآرتس – الظل الثقيل لبيبي، مع أو بدون صفقة، يواصل التحليق

هآرتس – بقلم نوعا لنداو – 18/1/2022
” لم يبق للجناح “اليساري” في الحكومة، الذي هو كما يبدو حزب العمل (أين هم حقا؟)، ميرتس وراعم، سوى التذمر. والسؤال الكبير هو متى ستكون هناك صفقة لتحرير الحكومة من ظل نتنياهو وسياسته “.
يتبين أن الوقت يمر بسرعة حتى عندما لا نستمتع بالضرورة، لأن اكثر من نصف سنة مر منذ تشكيل “حكومة التغيير”. في عمر حكومة اسرائيلية، الذي هو بحساب سريع يشبه تقريبا حساب سنوات الكلب، فان الامر يدور حول فترة طويلة جدا. بعد هذه الفترة، حيث في الافق يلوح موعد التبديل النظري بين يئير لبيد ونفتالي بينيت، يمكن البدء ووضع الخطوط العريضة لهذه الحكومة، التي غيرت حتى الآن بالاساس أمر واحد وهو هوية رئيس الحكومة، في حين أنه على مستوى السياسة نفسها روحه لم تتركها للحظة.
هاكم بعض الامور التي تحدث حولنا، في حين أن كل الدولة مرة اخرى غارقة في نقاش صاخب حول المصير القانوني للمتهم بنيامين نتنياهو، بترتيب ترابطي عشوائي:
في الشيخ جراح تواصلت أمس سياسة الطرد؛ “حكومة التغيير” صادقت للكيرن كييمت على غرس الاشجار من اجل طرد البدو؛ عنف المستوطنين في ذروته مع تقليص الظاهرة من ناحية رئيس الحكومة؛ الدفع قدما بعطاءات للبناء في المستوطنات، بما في ذلك خطوات لاعادة خطة البناء في منطقة “إي1″؛ شرعنة البؤرة الاستيطانية غير القانونية افيتار؛ حياكة صفقات مع حومش؛ منظمات مجتمع مدني فلسطينية اعتبرت ارهابية؛ وبالطبع الدفع قدما بقانون المواطنة في هذه الايام بالصيغ المختلفة في اللجنة الوزارية للتشريع من قبل جدعون ساعر واييلت شكيد.
هذا فقط عدد من الامثلة على سياسة الحكومة الحالية، التي هي فعليا يمينية تماما، لكن يمينيتها تقاس باستمرار فقط فيما يتعلق ببنيامين نتنياهو. لا توجد خطوة لم يتم فحصها في المقارنات غير المتوقفة مع عهده، سواء في محاولة للتشبه به أو في محاولة للدغه (“لكن ايضا نتنياهو صادق على التشجير!”/ لكن ايضا نتنياهو اوقف التشجير!”).
اذا كان تم الادعاء عند ادائها للقسم بأن هذه الحكومة ستكون حكومة “وضع راهن”، واذا كان احد ما قد تخيل خطأ بأنه سيكون هناك توازن معين بين سياسة اليمين واليسار فانه اليوم اصبح من الواضح تماما بأن الوضع الراهن الذي شكله نتنياهو في سنوات حكمه هو الذي بقي، في الروح وفي التنفيذ. لم يبق للجناح “اليساري” في الحكومة، الذي هو كما يبدو حزب العمل (أين هم حقا؟)، ميرتس وراعم، سوى التذمر. ايضا لبيد بالاساس يتذمر ضد التشجير في الجنوب، في الوقت الذي فيه عضو في حكومته هو الذي صادق على ذلك. ماذا سيفعلون؟ هل سيهددون بالانسحاب حقا؟ لا يمكن. الظل الثقيل لبيبي، مع أو بدون صفقة، يواصل التحليق.
لقد شرح هذا بشكل جميل سكرتير الحكومة، شالوم شلومو، عندما تباكى اعضاء ميرتس لديه في الاسبوع الماضي وقالوا إنهم يشعرون في الحكومة بأنهم “نبتة غريبة” (وضع مخجل بحد ذاته، حين تتوسل قائمة لموظف): ” مصوتوكم راضون تماما عن أنكم دخلتم الى الحكومة واخرجتم نتنياهو من مكتب رئيس الحكومة”. وبكلمات اخرى، جميعنا نعرف أن مصوتيكم ايضا يكتفون بحكومة “فقط ليس بيبي”، وهم سيغفرون لكم عن قانون المواطنة. للاسف الشديد، هو محق. لذلك، نتنياهو حتى في وجوده في المعارضة، وحتى عندما يقترب من مغادرة الساحة، يواصل تشكيل سياسة الحكومة.
من الصحيح اذا أن “اليسار” الاسرائيلي ليس له في الحقيقة ائتلاف بديل لتقديمه، حتى لو انسحب نتنياهو فجأة وذهب الى جزيرة في اليونان. ولكن الضغط الداخلي الذي ما زال يمكنه القيام به في قطاعهم هو صفر تقريبا. تكفي رؤية البيانات العلنية لراعم، مقابل الشكوى الخفيفة لميرتس للمعلم شلومو، أو مثلما اعتاد على القول عضو الكنيست موسي راز: لا حاجة الى أن تشرح لي المشكلة. أنا الذي صوت ضد مشاريع القوانين التي قدمتها بنفسي الآن. اذا، سواء كانت هناك صفقة أم لا مع نتنياهو فان السؤال الكبير هو متى ستكون هناك صفقة لتحرير الحكومة من ظله وسياسته.