ترجمات عبرية

هآرتس – الطوابق الناقصة في مبنى القوة

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 24/9/2021

” الازمة في سلاح البر وفي نوعية القوة البشرية فيه تؤدي الى أن المستوى السياسي يخشى من استخدامه. ومن اجل مواجهة هذا التحدي يجب على كوخافي مواجهة الجهازين الاقوى في الجيش، سلاح الجو والاستخبارات العسكرية. وهل قضية القبة الحديدية كانت فقط رصاصة البدء للتقدميين في الحزب الديمقراطي في امريكا “.

مثلما في كل سنة في اعياد تشري يبذل الجيش جهود بارزة، حسب كلمات المتحدثة السابقة باسم الجيش الاسرائيلي التي توجهت في هذه الايام نحو السياسة، من اجل طلاء الشاشات باللون الاخضر. هذه العادة تجري منذ عشرات السنين وتحدث مرتين في السنة، في ايلول وفي الفترة بين عيد الفصح وعيد الاستقلال. هذا التقليد مرتبط ايضا بحاجة الصحف والقنوات الى أن تملأ بمضمون ما ملحقات العيد الكبيرة، لكن في هذا الفصل من السنة يوجد هنا ايضا رد على خوف نفسي عميق، جذوره في حرب يوم الغفران. الجمهور يحتاج – في الحقيقة يبدو أنهم في الجيش يعتقدون أن الجمهور يحتاج – الى تذكير بقوة الجيش الاسرائيلي وبدرجة استعداده امام أي تهديد أمني. 

هذا ما حدث ايضا في هذه السنة. رئيس الاركان، افيف كوخافي، هاجم في مقابلات خاطفة (ثلاثة اسئلة وثلاث اجابات) في عدد من مواقع الانترنت؛ قنوات التلفاز والصحف اضافت الى ذلك سلسلة مقابلات واسعة مع الكثير من الجنرالات في هيئة الاركان. العناوين تكررت بشكل عام، وكأنها حسب ورقة رسائل تمت صياغتها وأمليت مسبقا: الجيش الاسرائيلي قوي؛ قوته تم اثباتها في العملية الاخيرة في غزة؛ الهجمات على الجيش في قضية القناص الذي قتل على حدود غزة، اريئيل حداريا شموئيلي، تظلمه؛ انتقاد الجمهور لزيادة مخصصات التقاعد سيضر بالوحدة وبالدافعية للخدمة. كل ذلك مدعوم بعدد كبير من المقالات الملونة عن وحداتنا في الجبهة، من جزء منها المشاهد أو القاريء يمكن أن يتولد لديه انطباع خاطيء بأنه اذا فقط قمنا باستخدام ما يكفي من الطائرات المروحية والطائرات بدون طيار في المعركة القادمة، فان الجيش الاسرائيلي اخيرا سينتصر.

في موضوع واحد موقف الجيش مقنع اكثر مما كان في سنوات سابقة. هذه المرة يوجد لديه موارد. كوخافي انتظر مدة سنتين من اجل الزيادة على الميزانية، التي ستمكنه من الدفع قدما بالخطة متعددة السنوات “تنوفاه”. الازمة السياسية أدت الى تجميد الميزانية، لكن عندما تم رفع العوائق في الشهر الماضي تبين أن الجيش حقا سيحصل على زيادة، رغم الازمة العميقة التي احدثها وباء الكورونا.

حتى الآن الجيش الاسرائيلي يجد صعوبة طوال سنين في تخطيط مبنى قوته للمدى البعيد. جزء كبير من المخططات صيغت كاستجابة فورية للمشاكل الملتهبة. درجة انخراط المستوى السياسي في قرارات رؤساء الاركان ضعيفة. على الاغلب يبدو أن الخطط، سواء التشغيلية أو خطط بناء القوة، غامضة جدا وتعتمد على توقعات مفرطة في التفاؤل للاستخبارات العسكرية وتضخم قوة التقنيات الحديثة في تغيير الواقع في ساحة المعركة. في حالة “تنوفاه” فان نجاحها لفترة طويلة يرتبط بدرجة كبيرة بقدرة الجيش الاسرائيلي على مواجهة توجهات مقلقة استمرت لسنوات كثيرة، التي تميل القيادة العليا بشكل ثابت للتقليل من شأنها. هذه التوجهات مرتبطة ببعضها، وهي مكانة الجيش البري ونوعية القوة البشرية في صفوفه.

بنظرة الى الوراء يبدو أنه يمكن تشخيص جذور الازمة من العام 1973. في تلك الحرب كانت لدى الجيش الاسرائيلي القوة القيادية المهنية والاكثر تجربة في تاريخه. والتي راكمت تجربة قتالية كبيرة في حرب الايام الستة وفي حرب الاستنزاف. ولكن الفشل الاستخباري والسياسي، مكنا من القيام بالهجوم المفاجيء، المصري والسوري، في يوم الغفران، وأديا الى فقدان جيل كامل من قادة ميدان متميزين (الذين رغم شروط البداية الصعبة نجحوا في تحويل صورة المعركة قبل انتهاء الحرب). هذه كانت ضربة لم يستيقظ منها حتى الآن تماما الجيش الاسرائيلي. 

بعد الحرب وبتأثير الصدمة فان حجم الجيش البري تقريبا تضاعف. احدى النتائج ازاء الصفوف الناقصة كانت خفض المعايير والتساهل مع مستوى القادة. ايضا العيوب الشديدة التي كشفت في حرب لبنان الاولى، التي اندلعت في 1982، تأثرت من هذه الخطوات. الانجازات المحدودة في لبنان والخلافات السياسية الحادة بشأن عدالة الحرب ردعت الكثير من الجنود المتميزين في الثمانينيات عن التطوع للقيادة والخدمة الدائمة. “مع وجود عدد كبير من الوظائف المطلوب اشغالها وقدر أقل من النوعية، أنت تضمن مستوى متوسط”، قال ضابط كبير عمل في مجال القوة البشرية. “المستوى المتوسط هو مرض خبيث. هذه اجراءات اثرت لـ 30 – 40 سنة قادمة، حتى عندما ننظر الى تركيبة هيئة الاركان الآن”.

في هيئة الاركان العامة عادوا في السنة الاخيرة الى مراجعة كتاب “ازمة في القيادة” الذي يصف التداعيات الخطيرة لحرب فيتنام على الجيش الامريكي. الازمة هناك لا يتم وصفها عبر الخلاف السياسي، بل يركز على غياب التكتل في المستوى المقاتل، على مستوى الفصيل والحظيرة. عندما لا يكون هناك تكتل والقادة غير جيدين بما فيه الكفاية فان الجدال في المجتمع يؤثر بدرجة اكبر. الى حد ما هذا ما حدث في تلك السنوات ايضا في الجيش الاسرائيلي.

فقط مؤخرا، في محادثات مع قادة يمكن سماع اعتراف معين بما فكرت فيه طوال سنوات. ولكن على الاغلب تم نفيه رسميا. الجيش الاسرائيلي، لا سيما الجيش البري، يجد صعوبة في أن يبقي في صفوفه الكثير من الضباط المتميزين. هؤلاء يتركون من اجل حياة مهنية مدنية، بعد وظيفة قائد فصيل أو حتى قبلها. السلسلة واضحة: قائد كتيبة متميز سيقنع بسهولة اكبر ضابط شاب بالسير في اعقابه، قائد متوسط سيقنع ضباط متوسطين.

فجوة النوعية يتم الشعور فيها ايضا في قمة القيادة. منذ سنوات هناك في هيئة الاركان العامة انحياز نوعي وكمي واضح لصالح الطيارين واعضاء الوحدات الخاصة والمظليين على حساب الوية سلاح المشاة الاخرى واسلحة اكثر رمادية مثل المدرعات والمدفعية. تدني النوعية يظهر ايضا في المستويات الوسطى. وبالتالي فان عتبة القبول للحصول على درجة نفسية في كلية القيادة التكتيكية (التي تدرب الضباط الشباب حول درجة قائد فصيل) اقل بكثير من معظم المؤسسات الاكاديمية.

في جزء منها هذا نتيجة طريقة التصنيف، التي طوال سنوات تعطي افضلية كبيرة لسلاح الجو والاستخبارات والوحدات التكنولوجية. هذه الوحدات تحصل تقريبا على احتكار نوعي، والاستخبارات العسكرية تجند ايضا جنود يمكنهم في ظروف اخرى أن يخدموا كقادة متميزين في المنظومة القتالية. توجد مشكلة ايضا في “سلسلة الغذاء” داخل سلاح البر نفسه. في كل يوم من ايام التصنيف يأتي الى الدوريات آلاف الشباب قبل التجند، الذين فقط قلة متميزة منهم يتم توجيههم الى وحدات النخبة مثل دورية هيئة الاركان ووحدة “شلداغ”. والوحدات الخاصة والوية الكوماندو والمظليين يحصلون على ما تبقى من المتميزين. هكذا فان قادة قواعد المستجدين في جفعاتي أو في غولاني يتلقون مستجدين كثيرين سبق وتسربوا من ثلاثة أو اربعة تكتلات سابقة. 

ضباط التسوية

في الثلاثين سنة الاخيرة قادة قسم القوة البشرية في هيئة الاركان، بالاساس طيارين ومساعدي قادة لشؤون التنظيم. ربما ليس من المستغرب أن سلاح البر خسر في كل صراعات القوة الداخلية التي ادارها. “مساعدو القادة وضعوا طوال سنوات السياسة دون معرفة السياق الواسع لتنظيم عسكري واستراتيجيته”، قال مصدر عسكري للصحيفة، “سلاح البر واجه في السنوات الاخيرة عدد كبير من الازمات القطاعية: النساء، الاصوليون، خدمة الاحتياط، شروط الخدمة ورواتب جنود الخدمة الالزامية. ولكن لا أحد يقول إن الامور قد تغيرت من الاساس أو يفكر في ايجاد نموذج بديل، من خلال تكييف مع النموذج الاصلي الذي وضعه دافيد بن غوريون في 1948. نحن ما نزال عالقون في بدلة البلوغ ونحاول أن نجري عليها تعديلات تعطينا القليل من المجال للتنفس. 

فكرة جيش الشعب، لا سيما في اسلحة البر، تستند الى قيادة نوعية نمت من بين صفوفها، من جنود الى جنرالات. في القاعدة هناك كتلة كبيرة من داخلها تتم ترقية النواة النوعية الى الامام، حيث أن سلاح البر يمكنه أن يوفر عمود فقري قوي بما فيه الكفاية من اجل أن يجر عليه كل الجيش الاسرائيلي. ولكن في الحقيقة، عدد كبير من الجنود الذين لهم مؤهلات عالية ينزلق نحو اسلحة اخرى ووحدات اخرى. وعندما يأتي الوقت لارسال اشخاص مرشحين ليصبحوا ضباط الى مدرسة التدريب 1 فان الوحدات تضطر الى التساهل في جزء من الحالات وقبول اشخاص ذوي بيانات غير كافية.

النتائج يمكن العثور عليها احيانا في العمليات البرية المحدودة التي يواصل الجيش الاسرائيلي تنفيذها في لبنان (في 2006) وفي قطاع غزة (اربع مرات من 2008 وحتى الآن). عندما نعود الى الوراء لفحص اخطاء تكتيكية، التي اثرت احيانا على صورة الحرب والطريقة التي استقبلت فيها لدى الجمهور، نشخص أنه في عدد من الحالات الحديث يدور عن قادة حظائر وقادة فصائل لم يكونوا مناسبين تماما لوظائفهم، لكن تمت ترقيتهم بسبب النقص في الضباط الافضل. 

مشكلة انفاذ

هكذا تولدت لدينا حلقة مفرغة. جودة قيادة متوسطة تقود الى المزيد من الاخطاء والمصابين في التدريبات وفي القتال. انجازات قليلة تؤثر ايضا على العقيدة وبناء القوة. وفي المستوى العملي هي تحذر المستوى السياسي من استخدام واسع للقوة البرية اثناء الحرب. بدوره، غياب استخدام هذه الوحدات يقلص رغبة الجنود الجيدين في التجند فيها لأنهم يقدرون بأنهم اصلا لن يشغلوهم في الحرب. ايضا انخفاض الشعور بالتهديد الامني لدى الجمهور بعد الانتفاضة الثانية والحرب في لبنان يؤثر على دافع الخدمة القتالية في سلاح البر.  

يجب اضافة الى ذلك الانخفاض المستمر في نوعية وكمية التدريبات لوحدات سلاح البر التي فقط قبل حوالي اربع سنوات، تحت قيادة رئيس الاركان السابق غادي آيزنكوت، بدأت بجهد جزئي لاصلاح ذلك. في منظومة الاحتياط الوضع اكثر صعوبة. في البداية تم تقليص عدد ايام الاحتياط منذ التسعينيات فصاعدا، من اللحظة التي اضطر فيها الجيش الاسرائيلي و”بحق” الى تمويلها من ميزانيته. بعد ذلك، في الانتفاضة الثانية، وجهت تقريبا جميع القوات النظامية والاحتياط للعمل في المناطق. ايضا الآن، في فترة امنية هادئة اكثر، لا يوجد ما يكفي من التدريبات في اجزاء كبيرة من منظومة الاحتياط. 

في نهاية المطاف، جيش مبني على روح وعلى تجربة عملية، وهي الامور التي تنقص الآن سلاح البر. طوال سنوات الجودة في صفوفه تآكلت والثقة بقدرته انخفضت. الجيش الاسرائيلي يدرك المشكلة، لكنه يبحث عن قطعة النقود تحت المصباح. ومن المرجح أن الحل يجب أن يرتكز على العثور على امكانية كامنة للضباط في مرحلة التصنيف وتوزيعها بصورة اكثر عدالة. ولكن من اجل ذلك يجب على رئيس الاركان أن يفرض رأيه على الاقسام الاقوى في الجيش، سلاح الجو والاستخبارات العسكرية.

حدث وطني

بعد بضع ساعات من النقاش المحتدم في واشنطن تم التوصل الى حل غير مباشر. اعضاء الكونغرس من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي نجحوا طوال يومين في تأخير عملية المصادقة على تقديم مساعدات امنية خاصة من الولايات المتحدة لاسرائيل بمبلغ مليار دولار من اجل استكمال احتياطي صواريخ الاعتراض للقبة الحديدية. ولكن في فجر يوم الخميس، حسب التوقيت الاسرائيلي، قدمت قيادة الحزب اقتراح بديل اعاد النقاش حول المسألة الى المنصة الاولى، مشروع قرار منفصل في مجلس النواب، الذي حصل يوم أمس على الدعم الجارف من الحزبين.

اعضاء الكونغرس التقدميون استندوا الى مبررات تقنية من اجل تعويق المصادقة على طلب اسرائيل، الذي تم تقديمه بعد استخدام كثيف لاجهزة الاعتراض في عملية “حارس الاسوار” في قطاع غزة في شهر أيار الماضي. هم عارضوا محاولة تمرير المساعدة في اطار المصادقة على بند النفقات المتعلق بقضايا مدنية. ولكن بخطوتهم هذه عملوا خلافا لوعد الرئيس جو بايدن الذي تعهد بتحويل الاموال في لقائه مع رئيس الحكومة نفتالي بينيت في الشهر الماضي في البيت الابيض.

في جهاز الامن، مثلما نشر في “هآرتس” قبل ثلاثة اسابيع، خافوا مسبقا من مناورة تأخير. هذه الاحتمالية ظهرت مؤخرا ايضا في محادثات القنوات السياسية بين القدس وواشنطن، لكنهم في الادارة طلبوا الهدوء وقالوا إنه لا يوجد هناك أي خطر حقيقي. نجاح التأخير في هذا الاسبوع، حتى لو لفترة قصيرة فقط، جسد الشرخ في الحزب الديمقراطي بالنسبة لاسرائيل والتحرك المستمر داخل اليسار الامريكي باتجاه مواقف واضحة مناهضة لاسرائيل.

وزير الخارجية، يئير لبيد، نسب هذا الخلل للارض المحروقة التي تركها خلفه رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، الذي وبحق دمر بشكل مستمر العلاقات مع الحزب الديمقراطي. ادعاء آخر تم التأكيد عليه في اسرائيل هو أن القبة الحديدية هي بالاساس سلاح دفاعي، الذي بصورة غير مباشرة ايضا وفر حياة فلسطينيين كثيرين (تقليص خسائر اسرائيل خفف وبحق الضغط على حكومة نتنياهو من اجل العمل بريا في غزة، وبهذا منع قتل مدنيين فلسطينيين هناك). 

تحليل بينيت مختلف قليلا. هو يعتقد أنه نشأت هنا عدة ظروف أبقت قوة سياسية معينة بسبب توازن القوة شبه الوثيق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في ايدي مجموعة صغيرة ومتطرفة من اعضاء الكونغرس المناهضين لاسرائيل. بالنسبة له هذه مجموعة لا يمكن اقناعها، بغض النظر عن اخفاقات نتنياهو. اضافة الى ذلك، الطلبات التالية ستتناول التسلح بسلاح هجومي. وبالتالي فان اسرائيل لا يمكنها أن تختبيء الى الأبد وراء اعتبار القبة الحديدية سلاح دفاعي.

الاتصالات خلف الكواليس في الكونغرس وفرت دليل محدث لقوة “الايباك”. في السنوات الاخيرة بث نتنياهو اهتمام اقل بهذا اللوبي المؤيد لاسرائيل، بسبب الشعور بأنه يحظى بتأثير مباشر على الرئيس دونالد ترامب. بينيت يتبع مقاربة معاكسة، واهتم بالالتقاء مع رؤساء اللوبي اثناء زيارته في واشنطن.

رئيس الحكومة سيسافر بعد غد الى الولايات المتحدة في زيارة خاطفة ستكرس في معظمها للخطاب الاول له في الاجتماع السنوي للامم المتحدة في نيويورك. بينيت سيحاول تمييز نفسه عن خطابات سلفه، نتنياهو، المليئة بالتحايل. عندما اقتبس رئيس الحكومة البريطاني، بوريس جونسون، هذا الاسبوع في خطابه في الامم المتحدة الضفدع كرميت من الرسوم المتحركة، ردت وسائل الاعلام البريطانية باستنكار وتمت مقارنته بعشاق الخدع مثل نتنياهو ومعمر القذافي. بينيت لا يتوقع أن يركز فقط على التهديد النووي الايراني، بل سيركز ايضا على المكانة الدولية والاقليمية لاسرائيل.

التهديد النووي سيقف مع ذلك في خلفية الزيارة، على خلفية الاستئناف الظاهر للمحادثات بين ايران والدول العظمى، كما يبدو خلال بضعة اسابيع. اسرائيل لن تحرف ادارة بايدن عن طريقها. من اللحظة التي سيعلن فيها الايرانيون رسميا بأنهم سيعودون الى المحادثات حول اتفاق جديد فانه يتوقع أن ينضم الامريكيون. قلق اسرائيل يتركز على التقدم الذي سجلته ايران في المشروع النووي في السنة الاخيرة، مع تسريع كبير لتخصيب اليورانيوم. عندما تعود الاطراف الى طاولة المفاوضات سيتبين بالتدريج أن طهران ماضية قدما وتقترب من انتاج القنبلة. 

بعد عودته من نيويورك ينتظر بينيت قرار حاسم في الجبهة الداخلية. الجريمة المتفشية في المجتمع العربي (منذ بداية السنة وحتى أمس قتل 89 شخص) تزيد الضغط على الحكومة لاشراك الشباك في النشاطات ضد منظمات الجريمة العربية. رئيس الشباك التارك، نداف ارغمان، تحفظ من ذلك. وريثه المعين، ر. ، سيتولى منصبه في الشهر القادم، وموقفه لم يتم نشره حتى الآن. بينيت وعدد من الوزراء الذين يعملون في هذا الشأن يعتبرون هذه القضية حدث وطني يجب على الحكومة معالجته بوسائل متشددة. 

في الشباك قلقون من مطالبة هذا الجهاز بالتعامل مع مدنيين اسرائيليين وقضايا غير امنية بصورة واضحة. وهذا استمرار للخلاف الذي كان لقيادة هذا الجهاز مع نتنياهو، الذي فرض تحديد مكان الهواتف المحمولة في بداية ازمة الكورونا. في هذا الوقت لا توجد أي اشارات على أن الخطوات التي اتبعتها الحكومة والشرطة تساعد بشيء ما في تقليص الجريمة أو الكشف عن مخازن الاسلحة الضخمة في القرى العربية. المواجهات العنيفة في المدن المختلطة اثناء عملية “حارس الاسوار” ذكرت الى أي درجة يمكن أن يكون لهذه المشكلة تداعيات تتجاوز حدود الجمهور العربي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى