ترجمات عبرية

هآرتس: الضغط النفسي يكسر المقاتلين .. والاف حتى الان خرجوا من الخدمة القتالية

هآرتس – توم لفنسون- 15/9/2025 الضغط النفسي يكسر المقاتلين – والاف حتى الان خرجوا من الخدمة القتالية

عدد من الجنود يتنقلون بين البيوت، والاكثر دقة بين المباني المدمرة التي استخدمت ذات يوم للسكن، جدران بقيت على حالها، بقايا حياة. هذه قوة من لواء الناحل في مهمة تمشيط، على الفور ستأتي الجرافة وتهدم المزيد من الدمار. الجنود سيحيطون بها ويحمونها، وسيحاولون عدم النوم. على الاغلب لا يحدث أي شيء ولا أحد يقترب. “أنا لم اتخيل في أي يوم بانني سافعل ذلك اثناء الخدمة. التحول الى حارس لمعدات هندسية”، قال يوني وهو احد الجنود.

لكن في نفس اليوم في بيت لاهيا حدث شيء، كما قال يوني (اسم مستعار مثل كل الاسماء الاخرى في المقال). “مخربون، مخربون”، صرخ احد الجنود. أنا صعدت مباشرة على الرشاش وبدأت اطلق النار. اطلقت مئات الرصاصات. بعد ذلك انقضضنا الى الامام، وعرفت عندها بأن هذا كان خطأ. لم يكن أي مخرب هناك. شاهدت جثتين لطفلين، ربما في سن 8 أو 10 سنوات، لا اعرف، يتذكر يوني. كل شيء كان مغطى بالدماء وعلامات على اطلاق النار. عرفت ان كل شيء كان بسببي، انا الذي فعلت ذلك. رغبت في التقيؤ. بعد بضع دقائق وصل قائد السرية وقال ببرود، وكأنه ليس انسان: لقد دخلوا الى منطقة تدمير، هذا ذنبهم، هكذا هو الامر في الحرب.

هذا كان في نهاية شهر أيار الماضي، لكن المشهد لم يتقادم، وما حدث في اعقابه ايضا. يوني قال لقادته بانه يريد رؤية ضابط الامن ولم يكشف لماذا. حدثته عن كل شيء، وهو شرح لي بانه يوجد أمر يسمى “اصابة اخلاقية”. وقال ان هذا وضع انت تعمل فيه ضد قيمك، وعندها أنت تصل الى نوع من التناقض بين القيم التي تؤمن بها وبين سلوكك. في نهاية اللقاء ضابط الامن اوصى بان لا يعود يوني الى القتال، وتم نقله الى وظيفة مساند للقتال. “انا اعاني من ذكريات الماضي التي تعود الي، ولا اعرف اذا كنت سانساها في أي يوم”.

 “هآرتس” تحدثت مع عدد من الجنود في الخدمة النظامية الذين ادركوا في الاشهر الاخيرة بأنه لا يمكنهم مواصلة الخدمة في وظيفة قتالية. بعضهم فسروا ذلك بالتآكل أو حالتهم النفسية. ولكن كان هناك آخرون، قلائل نسبيا، برروا هذا القرار بـ “اصابة اخلاقية”، التي جرحت روحهم. الشهادات التي وصلت “هآرتس” في الاشهر الاخيرة من كل هؤلاء الجنود توضح بان الامر لا يتعلق بالشذوذ أو استثناء احصائي. اضافة الى ذلك، حسب تقدير مصادر في قسم القوة البشرية، فانه منذ بداية الحرب اوقفت خدمة آلاف الجنود النظاميين؛ وكان هناك من تسرحوا من الجيش كليا بسبب حالتهم النفسية، وآخرون نقلوا الى وظائف مساندة للقتال أو وظائف في الجبهة الداخلية. ضباط تحدثوا مع الصحيفة قالوا ان الامر يتعلق بتقدير اقل من الواقع، وأن العدد الفعلي اعلى بكثير.

التقديرات، اضافة الى القصص، ترسم صورة مختلفة كليا عما ينشره المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، التي تقال بلسانهم صبح مساء. “فقط لدينا كان عشرات الجنود الذين ارادوا الانسحاب من القتال”، اعترف ضابط في قيادة احد الوية المشاة. “هذه ظاهرة كانت موجودة دائما، لكن ولا مرة كانت بهذه الارقام. هذا خرج عن السيطرة. الجنود متعبون ولا يستطيعون المواصلة”. حتى في الالوية النظامية القتالية الاخرى يتحدثون عن وضع مشابه. “لا يوجد تقريبا أي يوم لا اسمع فيه عن جندي يتوسل كي يسمحوا له بالانتقال من وظيفته”، قالت ضابطة في كتيبة مدرعات.

بالنسبة لبني، قناص في لواء الناحل، لا يكفي تغيير الوظيفة. الجرح الذي يصفه كبير جدا. لقد اخترق عميقا. “هذا بدأ قبل شهرين تقريبا”، قال. “كل يوم توجد لنا نفس المهمة، تامين حماية المساعدات الانسانية في شمال القطاع”. يومه هو وزملاءه يبدأ في الساعة 3:30 فجرا، ترافقهم المسيرات والقوات المدرعة، وهكذا يقيمون موقع للقناصة وينتظرون. حسب قوله، بين الساعة السابعة والنصف والثامنة والنصف في الصباح تاتي الشاحنات وتبدأ بانزال الحمولة. في هذه الاثناء يحاول السكان التقدم من اجل اخذ مكان جيد في الطابور، لكن امامهم توجد حدود لا يلاحظونها. “خط اذا قاموا باجتيازه يمكنني اطلاق النار عليهم”، قال بني. “هذا مثل لعبة القط والفأر. هم يحاولون المجيء كل مرة من طريق مختلفة، وأنا موجود هناك مع بندقية القنص والضباط يصرخون علي: اقتله، اقتله. انا اطلق 50 – 60 رصاصة في اليوم، توقفت عن العد. لا توجد لدي فكرة عن عدد الذين قتلتهم، كثيرين، اطفال”.

 حسب قوله في مرات كثيرة لم يرغب في اطلاق النار، لكنه شعر بانه لا خيار امامه. هم اجبروني، هددوني. قائد الكتيبة كان يصرخ في جهاز الاتصال: لماذا لا تقتلون. هم يتقدمون نحونا وهذا خطير. وقد وصف مثال من الضغوط. “الشعور هو انهم يضعوننا في وضع غير محتمل، ولا احد قام باعدادنا لذلك. لا يهم الضباط ان يموت الاطفال، ولا يهمهم ايضا ماذا يفعل ذلك بنفسيتنا. بالنسبة لهم انا مجرد اداة”.

الآن هو يحاول التسرح من الجيش ويقول: “انا لا يمكنني البقاء هناك ولا حتى دقيقة واحدة. لقد فعلت ذلك لانني اعتقدت انني ادافع عن اصدقائي وعائلتي، لكن هذا خطأ، انا لا اصدق الضباط أو الحكومة. انا فقط اريد التسرح من الجيش والبدء في حياتي. انا لا اعرف اذا كنت سأنجح في ذلك أو اذا كان هذا ممكن أصلا”.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى