ترجمات عبرية

هآرتس: الصراخ بأن الجميع لاساميين لا يكفي. يجب على اسرائيل فحص كل ادعاء بارتكاب جرائم حرب

هآرتس – دان مريدور – 25/8/2025 الصراخ بأن الجميع لاساميين لا يكفي. يجب على اسرائيل فحص ادعاء بارتكاب جرائم حرب

حسب القانون الاسرائيلي، الذي انشأ الجيش الاسرائيلي الذي يعمل بقوته، فان الجيش ملزم بالعمل حسب هذا القانون وحسب المدونة الاخلاقية للجيش الاسرائيلي وحسب القانون الانساني الدولي. نحن لم نتنازل في أي يوم عن هذا الالتزام، بل العكس، دائما تفاخرنا بأننا نطبق قوانين الحرب وننفذها. معروف لنا جميعا الادعاء الذي تكرر لعشرات السنين، ان الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية في العالم، حتى لو كان في هذا الادعاء تفاخر وتبجح، مع ذلك يبدو أننا عملنا خلال السنين والحروب على الحفاظ على الجيش الاسرائيلي كجيش يعمل في اطار القانون والاخلاق.

صحيح انه ليس دائما كل شيء كان على ما يرام. خلال سنين كان هناك مرات لم يتم فيها الحفاظ على “طهارة السلاح”، وليس جميعها عولجت كما يجب. ولكن قيادة الدولة وقيادة الجيش الاسرائيلي بذلت الجهود لمنع اعمال كهذه وعلاجها عندما حدثت. كثيرون سيتذكرون قصيدة الشاعر نتان الترمان حول هذا الامر، في ذروة حرب الاستقلال، بعد قيام جندي اسرائيلي بقتل فلسطيني. رئيس الحكومة دافيد بن غوريون أمر بنشر القصيدة في اوساط جنود الجيش الاسرائيلي.

جميعنا تربينا، ايضا في الجيش، على محاكمة “كفر قاسم”، التي فيها ضباط ورجال شرطة من حرس الحدود تم تقديمهم للمحاكمة وادانتهم بقتل مدنيين غير متورطين اثناء عملية سيناء. هناك تعلمنا عن واجب رفض الأمر غير القانوني بشكل واضح، الذي اعطي من قبل القادة المخولين. هناك من يتذكرون محاكمات غولاني وجفعاتي والعقيد يهودا مئير، التي تم عقدها في فترة الانتفاضة، واستقالة رئيس الشباك وشخصيات رفيعة اخرى في اعقاب قضية الخط 300. نحن علمنا الجنود العمل بحسب القانون، واحيانا تم اتخاذ خطوات عندما كانت انحرافات، وحتى قدمنا للمحاكمة خارقي القانون.

الآن نحن متهمون بارتكاب جرائم حرب، بالاساس في قطاع غزة. الاتهامات تسمع بصورة متواترة ايضا من قبل افضل اصدقاءنا في العالم الذين يشاهدون كل يوم صور وافلام، من بينها صور وافلام وثقها الجنود انفسهم، على الشاشات وفي الشبكات الاجتماعية. تضاف الى هذه الافلام الاقوال الفظيعة التي قالها رئيس الحكومة، وزراء واعضاء كنيست من مؤيدي الحكومة، التي الجيش يخضع لاوامرها. هم سمعوا في بداية الحرب رئيس الحكومة وهو يتحدث عن حرب ضد العماليق، التي كتب عنها في سفر شموئيل “لا تشفق عليه، يجب عليك قتلهم، من الرجل وحتى المرأة، من الكبير وحتى الرضيع”. عندما فهم بعد ذلك الضرر الكبير الذي تسبب به اوضح بانه لم يقصد ابادة شعب. 

هم يسمعون عضو الكنيست بسموت وهو يقول: “لا يوجد مكان لأي بادرة حسن نية انسانية. يجب محو ذكر العماليق”، هم يقرأون تصريحات رئيس الحكومة في لجنة الخارجية والامن: “نحن ندمر المزيد من البيوت، لا يوجد لهم مكان ليعودوا اليه. النتيجة الوحيدة المطلوبة هي رغبة الغزيين في الهجرة”، هم يسمعون الوزير عميحاي الياهو وهو يتحدث عن القاء قنبلة نووية على غزة، وفي مكان آخر قال: “شمال القطاع اجمل من أي وقت آخر. مدمر وتمت تسويته بالارض”. ببساطة متعة للنظر. وهم يسمعون عضو الكنيست اسحق كرويزر وهو يقول: “يجب تسوية غزة بالارض”، وهم يسمعون عضو الكنيست نسيم فاتوري وهو يقول: “يجب احراق غزة، لم يبق هناك ابرياء، يجب تصفية الذين بقوا”، و”الآن جميعنا لنا هدف مشترك وهو محو قطاع غزة عن وجه الارض”.

جميع هذه الاقتباسات هي من الصحافة، ويقرأونها في المصدر أو في ترجمة في البلاد وفي الخارج. الآن اذهب واشرح بان قيادة دولة اسرائيل لم تكن تقصد ما قالته هذه الشخصيات وأن الجيش لا يستمع الى هذه الاقوال. الضرر الذي لحق باسرائيل في الساحة الدولية هو ضرر غير مسبوق. هذا سقوط حقيقي، حتى لدى افضل اصدقاءنا. الحرب تستمر والضرر يزداد. أين هي حكومة اسرائيل؟ ما الذي تفعله للرد على هذه الادعاءات الخطيرة؟. الصراخ والقول بأن الجميع لاساميين لا يكفي. صحيح انه كانت وما زالت هناك لاسامية، وأيضا كان هناك من لا يريدون أن تبقى دولة اسرائيل قائمة. ولكن المشكلة ليست معهم، بل مع عدد كبير من الدول، المنظمات، الاشخاص (من بينهم الكثير من اليهود)، الذين لا يكرهون اسرائيل وليسوا لاساميين. هم قاموا بتاييدنا من اعماقهم بعد الهجوم الدموي في 7 اكتوبر، لكنهم صدموا حقا من الاتهامات والصور والافلام والتصريحات. 

اولا، يجب على اسرائيل فحص كل الادعاءات اذا كانت حقيقية أم كاذبة. الفحص يجب ان يكون جديا من قبل النيابة العسكرية، الشرطة العسكرية، وبرقابة جهاز القضاء الرسمي. واذا تبين أن أحد هذه الادعاءات كاذب فيجب قول ذلك بصوت عال والمحاربة من اجل الحقيقة في الساحة الدولية والاعلامية. محظور ترك هذه الاتهامات بدون رد، يجب علينا ان نعرف، نحن الذين نحب اسرائيل، الحقيقة، ويجب ان يسمعها العالم من قبل اسرائيل الرسمية. واذا تبين انه تم ارتكاب افعال يجب أن لا يتم فعلها، يجب قول ذلك واتخاذ خطوات ضد مرتكبيها أو من أمروا بارتكابها.

ثانيا، القرار الخاطيء، منع المراسلين الاجانب من الدخول الى قطاع غزة من اجل تغطية ما يحدث هناك، يمكن ان يولد الانطباع بانه يوجد لاسرائيل ما تخفيه. يجب السماح للمراسلين المعنيين بذلك بالدخول الى قطاع غزة وارسال التقارير من هناك. توجد ملاحظة اخرى: الى جانب المسألة القانونية والاخلاقية هناك ايضا مسألة الفائدة والخسارة. الحكومة كان يجب ان تدرك التغير الكبير في العصر الحديث. في السابق كانوا لا يشاهدون الحروب على الشاشات اثناء حدوثها. الآن يشاهدونها في كل العالم في الزمن الحقيقي. الحرب تحدث الآن في مكانين في نفس الوقت: في ساحة المعركة وعلى الشاشات. الحرب دائما تبدو فظيعة. الناس يقتلون ويصابون، البيوت تدمر، الاطفال يبحثون عن الوالدين بين الانقاض. لقد وجد هنا انعكاس في القوة: القوي ضعف والضعيف قوي، اذا ظهرت قوي جدا خلال فترة طويلة، حتى لو كنت “الجانب المحق”، فأنت ستعتبر شرير. واذا كنت ضعيف ومتعب ويتم ضربك كل يوم، حتى لو كنت “الجانب الشرير”، فأنت ستعتبر مسكين وستثير شفقة العالم. و”العالم” ليس فقط الرأي العام الذي يجب الاستخفاف به، بل ايضا زعماء الدول الذين يتأثرون به. في هذا العصر محظور شن حروب طويلة كهذه، حتى لو كانت عادلة، لأن من يشنها يخسر. انظروا الى السقوط الفظيع والمتواصل في مكانة اسرائيل الدولية، الذي لم يكن ليحدث لو أننا اوقفنا الحرب بعد الضربة الشديدة التي وجهناها وبحق لحماس، مثلما فعلنا مع حزب الله، بدون الحديث عن “النصر المطلق”، الذي هو غير محدد ولم يتم تحقيقه، ولم نستمر بها امام انظار كل العالم لوقت طويل.

في الختام، اوقفوا الحرب فورا وقوموا باعادة المخطوفين. انتبهوا للادعاءات الخطيرة وقوموا بعلاجها والرد عليها. هذا لن يكون أمر سهل، بل هو ضروري. ليس فقط من اجل الحفاظ على المناعة الاخلاقية للجيش الاسرائيلي ومن اجل الدفاع عن حياة جنودنا، بل ايضا من اجل وقف السقوط السياسي غير المسبوق (في نفس الوقت الانجاز غير المسبوق لاعدائنا)، الذي تسببت به هذه الحرب الطويلة لنا.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى