ترجمات عبرية

هآرتس: السفير الأميركي في إسرائيل يعرب عن قلق بلاده من ارتفاع وتيرة العنف

هآرتس 19-12-2022، بقلم: يونتان ليس: السفير الأميركي في إسرائيل يعرب عن قلق بلاده من ارتفاع وتيرة العنف

بعد بضعة أيام على إنهاء سنة في منصبه فإن السفير الأميركي في إسرائيل، توم نايدس، ينتظر أداء الحكومة الجديدة لليمين والعمل أمام بنيامين نتنياهو، الذي يتوقع أن يكون رئيس الحكومة الثالث في فترة شغله لهذا المنصب. مرت العلاقات بين نتنياهو والرئيس الأميركي بعقبات على مدى السنين، لكن نايدس على قناعة بأن علاقتهما جيدة، وأنه يمكنهما التعاون رغم المواقف المتطرفة لكبار أعضاء الائتلاف الذي يلوح في الأفق. “اعرفه منذ فترة طويلة. تحدثت معه كثيرا منذ الانتخابات”، قال نايدس عن نتنياهو. “يدور الحديث عن بضاعة معروفة له وللرئيس وللكثيرين منا في الحكومة”. في هذه الأثناء هو يمتدح نتنياهو. “نؤمن بأنه ذكي جدا ويعرف جيدا السياسة الأميركية، ونؤمن بأن له علاقات جيدة جدا مع جو بايدن. هو يقول إنه يريد أن يكون رئيس الحكومة لكل شعب إسرائيل”.

تعرف نايدس على نتنياهو للمرة الأولى في الفترة التي شغل فيها منصب نائب وزيرة الخارجية في عهد كلينتون لشؤون الإدارة والموارد، بين الأعوام 2010 – 2013. الأعضاء الآخرون في الائتلاف الغض، لا سيما الشخصيات المتطرفة فيه، رئيس “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش ورئيس “قوة يهودية”، إيتمار بن غفير، يعرف عنهما القليل جدا. في هذا الأسبوع رفض القول إذا كان سيلتقي معهما، أو إذا كانت الإدارة الأميركية ستقطع الاتصالات مع وزارة المالية ووزارة الأمن القومي اللتين سيقفان على رأسهما. أيضا عن سؤال هل يريد استغلال المقابلة من اجل دعوتهما ودعوة نائب الوزير آفي معوز للاحتفال بعيد استقلال الولايات المتحدة الذي تقيمه السفارة في كل سنة، قفز بدبلوماسية.

“الأمر الأول هو أنني لن ادخل إلى هذه اللعبة: “مع من ستلتقي ومتى ستلتقي” قال وأضاف: “لن اطلق التصريحات لأننا نريد رؤية ماذا سيحدث. وكما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: “هيا نحاكم الأشخاص حسب أفعالهم وليس حسب ما فعلوه أثناء الحملة”. أنا لا استيقظ في الصباح وأنا اقلق من سؤال مع من سألتقي ومع من لن ألتقي. هم حتى الآن لم يتم تعيينهم وزراء، وتعيينهم لم تتم المصادقة عليه بعد. أنا سأحكم على ذلك كلما تقدمنا. نحن سنلتقي مع الذي يجب أن نلتقي معه”.

*هل ترى سيناريو فيه لن تتعاون مع الوزارات التي سيقفان على رأسها؟

–  “نتنياهو هو المسؤول عن هذه الحكومة. وأنا أتعامل مع رئيس الحكومة ومكتب رئيس الحكومة. وقد أوضح لنا جميعا بأنه يمسك بشكل جيد بالدفة. سنعمل معه. المهم هو أنه توجد للرئيس الأميركي علاقات عمل شجاعة مع بيبي نتنياهو. وقد قال في مكالمته الهاتفية: إنه يعرفه منذ أربعين سنة وأنا أيضا اعرفه منذ فترة طويلة. من الواضح أنه كان هناك ارتفاع وهبوط، لكن الأمر يتعلق بالعلاقات: الأصدقاء يمكنهم التجادل وهذا أمر جيد. أهنئ الحكومة الإسرائيلية والشعب في إسرائيل عندما يصنعون أمورا كبيرة، وأنا على ثقة بأنه ستكون أوقات سنتبادل فيها المجاملات عندما اعتقد بأن هناك أمورا سنحتاج إلى أن نعمل فيها معا”.

إزاء انتقاد الساحة الدولية على تشكيلة الحكومة المتوقعة فان نايدس يختار العمل بـ”وتيرة معتدلة اكثر”، حسب قوله. “اعتقد أننا جميعا يجب علينا اتخاذ خطوة إلى الوراء هنا. وهذا ما أقوله لأصدقائي في واشنطن ولليهود في الولايات المتحدة. هذه ديمقراطية نشطة جدا. 72 في المئة من الإسرائيليين شاركوا في هذه الانتخابات وهذا أمر رائع. القصد هو أن هذا رائع مقارنة مع الولايات المتحدة التي فيها حقا يوجد انتخابات كل اربع سنوات. نحن لا يمكننا حتى الاقتراب من 72 في المئة.

“هذه هي الانتخابات الخامسة خلال سنتين. 72 في المئة من الدولة شاركوا واكثر من 55 في المئة من العرب – الإسرائيليين جاؤوا للتصويت. إذاً، الناس في هذه الدولة يهتمون بحماس. ويجب علينا أن نفهم ذلك في أميركا. أن نفهم هذه الديمقراطية وكيفية عملها. لا أقول إنه يجب علينا عدم القلق وعدم التعبير عن تخوفاتنا، لكني اعتقد أن الشعب في إسرائيل لن يكون متحمسا جدا إذا قمنا بانتقاد هذه الحكومة في كل يوم عند تشكيلها”.

هناك أعضاء في هذه الحكومة يريدون التغيير في جهاز القضاء ويريدون شرعنة بؤر استيطانية وتغيير الوضع القائم في الحرم ومنع إجراء مسيرات المثليين والمس بحرية التعبير. هذه الأمور تناقض على الأقل بجزء منها تصريحات الإدارة الواضحة.

*هل هذه الأفكار تقلقك؟

– “تجاه كثير من المواضيع التي تحدثت الآن عنها توجد لنا مشاعر قوية. بشكل شخصي بخصوص مسيرة الفخار شاركت فيها في القدس وفي تل أبيب وأنوي أن أشارك فيها مرة أخرى. لا شك عندي بأنه ستكون مسيرة فخار في القدس. فهل سأرد إذا قام أي شخص بإطلاق بعض الملاحظات بأنه لن توجد مسيرة؟ لننتظر ونرَ ماذا سيحدث. في هذه الحالة أنا متأكد”.

*ماذا سيحدث إذا عملت الحكومة الآن على شرعنة البؤر الاستيطانية؟

– “لا نؤيد هذا. نحن نؤيد الإبقاء على الوضع الراهن في الحرم ونؤيد ضرورة الحفاظ على حل الدولتين. هذا تم توضيحه وقد صغنا ذلك مرة تلو الأخرى وسنعمل مع الحكومة من اجل التأكد بقدر استطاعتنا بأن المواقف التي نؤمن بها ستتحقق”.

مع ذلك، قدر نايدس بأن مواجهة مع الحكومة في القضايا المختلفة ستصعّب عليها المس بالتزامات الإدارة الأميركية الرئيسية تجاه إسرائيل. “في نهاية المطاف أميركا ستحمي إسرائيل”، أوضح وأضاف: “كي لا تكون هناك أخطاء، فإن هناك أمورا كثيرة جدا سنوافق عليها، بما في ذلك تهديد النظام الإيراني وتهديد امتداداته ومحاولة تقليص أي تهديد أمني يهدد هذه الدولة. سنعمل مع إسرائيل من اجل تحقيق ذلك. ستكون هناك مساحات من عدم الاتفاق، أنا واثق من ذلك. ولكن كان لنا عدم اتفاقات مع الإدارة السابقة. والأمر الأكثر أهمية هو التأكد من أن علاقات إسرائيل والولايات المتحدة ستبقى غير هشة. أعرف أن هذا ما يريده نتنياهو، وأعتقد أن الأغلبية الساحقة في الإدارة الأميركية تريد الشيء ذاته”.

لن يرفع عن الطاولة

يتوقع أن تواجه حكومة نتنياهو الآن جهودا متزايدة من الإدارة لتعزيز العلاقات والمساعدة للجمهور الفلسطيني. في الشهر الماضي، عينت وزارة الخارجية الأميركية هادي عمر مبعوثا خاصا لشؤون الفلسطينيين، المنصب الذي استهدف بشكل كبير التغطية على قرار الإدارة الأميركية أن يحل محل قرار الرئيس الأميركي السابق ترامب، إلغاء منصب القنصل للشؤون الفلسطينية في القدس. أوضح نايدس بأن الإدارة تتمسك بنواياها أن تعيد فتح القنصلية، وأنه سيضغط على الحكومة الجديدة في القدس من اجل الموافقة على هذه الخطوة والسماح بها.

*قام بينيت ولابيد بالادعاء بأنكم قمتم برفع عن الطاولة مبادرة فتح القنصلية في أعقاب توسلهما والخوف من انهيار الحكومة بعد هذه الخطوة؟

ــ “قبل أي شيء من غير الصحيح أننا قمنا بإزالة هذا الموضوع عن جدول الأعمال. تحدثنا معهما طوال الوقت حتى المرحلة التي أدركنا فيها بأن الحكومة لن تسمح لنا بفعل ذلك. في كل لقاء تحدثنا عن ذلك وعن الحاجة لفعل ذلك ونحن سنواصل الحديث عن ذلك”.

في السنوات الأخيرة منذ إغلاق القنصلية فإنه يعمل في المبنى ذاته في شارع اغارون في القدس طاقم يضم عشرات الموظفين الأميركيين الذين يعملون على مواصلة والدفع قدما بالعلاقات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت اسم “أو.بي.إي” (مكتب الشؤون الفلسطينية). “الوضع لم يوقف العمل الذي نقوم به من اجل الشعب الفلسطيني، الذي استهدف التأكد من أن حياتهم ستكون افضل بقليل. إضافة إلى ذلك، من اجل محاولة الحفاظ على حل الدولتين على قيد الحياة”، قال. “الناس ينسون أنه يوجد لنا مكتب قوي جدا في القدس، بنفس حجم المكتب الذي كان لنا قبل اربع سنوات. يوجد لنا 65 – 70 شخصا يعملون طوال اليوم على الضفة الغربية وقطاع غزة بقيادة جورج نول، مع ميزانية تبلغ نصف مليار دولار تقريبا من اجل برامج (يو.اس.ايد) لصالح الشعب الفلسطيني. أقضي وقتا طويلا كل يوم للاهتمام بهذا الموضوع”.

*هل تؤمن بأنه سيتم فتح القنصلية من جديد؟

– “لا توجد لي أي فكرة. سندفع هذا الأمر، لكن مرة أخرى المشكلة هنا هي أننا أضعنا وقتا على لافتة على الحائط. هذا رائع. أنا أحب اللافتة. أنا أحب أن تكون معلقة على الحائط. ولكن في نهاية المطاف فإن الرجال والنساء المخلصين يقومون كل يوم بالعمل الذي يتعلق بالمواضيع في الضفة وغزة، وهذا العمل لم يتوقف. لقد انتقلنا من ميزانية صفر تقريبا لمساعدة الشعب الفلسطيني تحت الإدارة السابقة إلى نصف مليار دولار تقريبا. هذه الأموال مخصصة بالطبع للتعليم والصحة، وجزء منها للأونروا. نحن نشيطون. اقضي 60 في المئة من وقتي للاهتمام بالشؤون الفلسطينية لأن هذا يؤثر على إسرائيل. أنت تسأل لماذا يقلق السفير الأميركي بخصوص شبكة الجيل الرابع (للفلسطينيين)؟ وبخصوص فتح جسر اللنبي أو المستشفيات في شرقي القدس؟ أنا افعل ذلك لأنني اعتقد أن هذا هو الأمر الصحيح الذي يجب فعله لأنه يحافظ على حل الدولتين ويحافظ على أمن إسرائيل. لم أكن لأفعل أي شيء يتعلق بالفلسطينيين يحول إسرائيل إلى دولة آمنة أقل. على ذلك عملنا مع حكومة بينيت – لابيد. وأنا افترض بأننا سنواصل فعل ذلك مع حكومة نتنياهو”.

في هذه الأثناء، قال: إن الوضع على الأرض مقلق. تجدد موجة العمليات في إسرائيل إلى جانب رقم قياسي من الفلسطينيين الذين يقتلون في المواجهات مع الجيش تقلق الإدارة. نايدس يغضب من الادعاء بأن الإدارة الأميركية لم تنتقد الحكومة السابقة على التصعيد. “لم نخجل من عرض قلقنا من قتل أشخاص في الضفة أو في إسرائيل”، قال. وحسب قوله فإن “هناك ارتفاعا واضحا في حالات الموت في الضفة الغربية. وكان ارتفاع كبير أيضا في حالات الموت في إسرائيل، كما نعرف، من العمليات الإرهابية. أنا لا أقوم بالمقارنة، فقط أنا أقول إنه كان هناك ارتفاع في العنف على جانبي الخط الأخضر وإننا نقلق جدا من هذا العنف”.

تحدث السفير بانفعال عن عادة تعود عليها: الذهاب إلى كل عزاء يقيمونه لإسرائيلي قتل في عملية ويعيش داخل حدود الخط الأخضر. في إحدى الحالات تجاوز البروتوكول وزار للمرة الأولى مستوطنة “نتافيم” في زيارة عزاء. “هذا لم يكن تصريحا سياسيا”، سارع إلى التوضيح. وحسب قوله: “ذهبت حتى الآن إلى عزاء 23 – 24 إسرائيليا. أنا لا اصنع من ذلك أمرا كبيرا. هذا محزن. هذا يبدو أنه الأمر الأصعب الذي فعلته في حياتي”. وأكد على أن “هذه المأساة تؤثر على الجميع. هذا يؤثر على اليهود ويؤثر على الطائفة الدرزية ويؤثر على العرب الإسرائيليين ويؤثر على الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وفي قطاع غزة”.

قبل شهر، أعلنت وزارة العدل الأميركية عن بدء التحقيق في الـ”اف.بي.آي” في قضية ظروف قتل الصحافية الفلسطينية – الأميركية شيرين أبو عاقلة في جنين في أيار الماضي. خافت الحكومة من أن تطلب الولايات المتحدة التحقيق مع جنود كانوا متورطين في الحادثة. أوضح وزير الدفاع، بني غانتس، بأن إسرائيل لن تتعاون مع هذه العملية. نايدس قال: إنه تفاجأ من قرار أميركا فتح تحقيق. “عرفت عن ذلك عندما عرفتم أنتم. ربما قبل بضع ساعات من ذلك”، قال وأوضح بأنه مغيب من كل ما يتعلق بالتحقيق وأنه لا يعرف كيف سيتطور. “كما تعرف، وزارة العدل الأميركية والـ(اف.بي.آي) يعملان بشكل مستقل عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية”.

* بعد سنة في هذا المنصب هل أنت متفائل؟

– “أنت تعرف أنك لا تستطيع أن تقوم بهذا العمل دون أن تكون متفائلا وإلا فإنك ستصاب بالاكتئاب. من الواضح أنني قلق. أنا شخص منطقي ولست دبلوماسيا تقليديا. وصلت إلى هنا للمرة الأولى عندما كان عمري 14 سنة وهذا المكان يهمني”.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى