غير مصنف

هآرتس: الخطوات التي يجب اتخاذها لانهاء “صيد الأوز” في غزة

هآرتس – يوسي بن آري – 14/7/2025 الخطوات التي يجب اتخاذها لانهاء “صيد الأوز” في غزة

شمعون عمار، اساف زمير، يئير الياهو، ينيف مخلوفيتش، يسرائيل نتان روزنفيلد، الون دافيدوف، نتان شاي يشنوفسكي، رونئيل بن موشيه، رونين شبيرو، معيان فاروخ برلشتاين، نيف رديع، شاحر منئيف، ايتان زيكس، ستاف حلفون، نفيه ليشن، طل موفشوفيتس، نوعام شيمش، اوري يونتان كوهين، توم روتشتاين، يواف رفر، حن غروس، الون فركش، عومر فانغلدر، اوفيك برهانا، ليئور شتاينبرغ، دانييلو موكنو، يوسف يهودا حيراك، يان فريد، يشاي  اليكين اورباخ، دغان دنييل سهلو، نوعام ربيد، ياهلي سرور، نيف دايغ، نتاع اسحق كهانا، عيدو فالوخ، اساف كفري، غالب سليمان نصاصرة. 

كل شخص وكل جندي شهيد يوجد له اسم. عشية يوم الذكرى السنة الماضية نشرت وزارة الدفاع بان 25.417 جندي سقطوا في معارك اسرائيل. ومنذ ذلك الحين هذا العدد ارتفع بشكل كبير. ألم شديد وكثير جدا. كل عائلة فقدت احد اعزاءها بالتاكيد وجدت المبرر في التضحية الاكبر التي كان يمكن ان تقدمها. 

لكن سيكون من الصعب جدا المبرر لقتل الـ 43 جندي الذين ذكرت اسماءهم اعلاه. هؤلاء فقدوا حياتهم في اعقاب قرار حكومة اسرائيل، أو للدقة رئيسها، خرق الاتفاق مع حماس الذي تم التوقيع عليه في الدوحة بمساعدة دول الوساطة، والمبادرة الى استئناف اطلاق النار في القطاع في 18 آذار. الحكومة فعلت ذلك رغم أنه كان يمكن في حينه التوصل الى اتفاق على انهاء الحرب وتحقيق حتى ما يعتبره نتنياهو الهدف الاسمى وهو اعادة جميع المخطوفين، الاحياء والاموات.

اذا قمنا بسؤال الجنود المتعبين الذين في معظمهم يحاربون في غزة منذ اشهر كثيرة، ما هو طموحهم وهم يعرضون حياتهم للخطر في حرب استنزاف مع عصابات في هذا المكان اللعين، يمكن الافتراض أنهم جميعا سيقولون: في المقام الاول نحن نريد ان نكون شركاء في اعادة المخطوفين. ولكن عندما ناخذ في الحسبان بانه مقابل كل مخطوف بقي على قيد الحياة يقتل جنديان الان، فان الاستمرار في القتال يثير تساؤلات جدية مثل هل هذا منطقي؟ هل هذا مبرر؟ هل هذا اخلاقي؟ ويجب عدم نسيان أن القتال يعرض للخطر حياة المخطوفين ولا يدفع قدما باطلاق سراحهم. كل جندي قتل فقط يطمس الانجازات الكبيرة للحرب حتى الآن.

نحن لسنا ساذجين. الجميع يعرفون من الذي يمنع التوصل الى اتفاق كامل، يعيد الجميع والان. ولكن من الواضح أن هذا الاتفاق لن يخرج الى حيز التنفيذ الآن، والاسبوع الذي قضاه نتنياهو في واشنطن لم يثمر حتى اتفاق جزئي. من غير الواضح لماذا الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي هو متلهف جدا للحصول على جائزة نوبل للسلام (الدمية التي لم يتردد نتنياهو في استخدامها)، لا يضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية بكل ثقله من اجل التوصل الى اتفاق ينهي حرب “السيوف الحديدية”. 

لكن لا شيء يزعج نتنياهو في شعوره بالرضا عند عودته الى البلاد، مع الروح الدافعة لترامب التي تدعمه. هو سيستخدم مرة اخرى جرافة الـ “دي 9” خاصته، ودعم البلدوزرات الجديدة التي وصلت من الولايات المتحدة لمواصلة مهمة التدمير: في الخارج سيدمر غزة وفي الداخل سيدمر الدولة.

اذا لم تسقط حكومة اسرائيل من تلقاء نفسها بسبب قانون الاعفاء (أو لأي سبب آخر) فانه مطلوب عدة خطوات للدفع قدما باجراء التغيير.

يجب على رئيس الاركان ايال زمير التوضيح بانه يرفرف فوق خطة نتنياهو في قطاع غزة علم اسود. اذا تم رفض اقواله فيجب عليه الاستقالة. هذه ليست خطوة سهلة، لكنها ستؤدي الى الصدمة. حتى لو كان الرد الفوري هو تعيين جنرال احتياط يرتدي القبعة، مثل ايرز فنر أو عوفر فنتر أو آفي ايتام. يجب على الشباب قبل التجنيد والمقاتلين في الجيش النظامي اجراء حساب للنفس في كل ما يتعلق بالخدمة في غزة: ما هو الاهم، الالتزام باصدقائهم بروحية “الصداقة” التي تربوا عليها منذ مراسم يوم الذكرى في المدرسة، أو حياتهم التي هي هدية لمرة واحدة اعطيت لهم، ولم يتمكنوا حتى من فتح غلافها بعد.

وماذا عن آباء الجنود وعائلاتهم؟ كيف وجبة الضحايا اليومية تقريبا اصبحت طبيعية بالنسبة لهم؟ أين الآباء والامهات، الاخوة والاخوات، الاعمام والعمات، الاجداد والجدات؟ يجب عليهم جميعهم ان يخرجوا الى الشارع والتظاهر بشكل دائم امام الكنيست، وتحويل حياة الاعضاء فيها واعضاء الحكومة الى غير محتملة. يصعب الوقوف في الشارع في حرارة تموز وآب، لكن الوقوف في المقبرة العسكرية أصعب بكثير من ذلك. حركة “اربع أمهات” بقواها الذاتية، نجحت في تحقيق انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان. الآن عائلات الجنود يمكن أن تكون الجسم الطلائعي الذي يقف امام المعسكر.

الى كل هؤلاء يجب انضمام رؤساء المعارضة – يئير لبيد، بني غانتي، افيغدور ليبرمان وربما يئير غولان ايضا – والقيام بخطوة مهمة وهي اجراء لقاء سري مع رئيس الحكومة والطلب منه اقالة بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير والتعهد بالانضمام للحكومة بدلا منهما، من اجل دعم نتنياهو والعمل باخلاص في الحكومة حتى موعد الانتخابات من اجل التوصل الى اتفاق شامل في غزة. اذا ووجهوا بالرفض فيجب عليهم القيام بخطوات احتجاج عنيفة في الكنيست، امام منازل منتخبي الجمهور وفي الشوارع.

على المستوى الدولي مطلوب دبلوماسية غير مباشرة. الرياح التي تهب في المجتمع الدولي هي ان الاتفاق الحقيقي سيحتاج على الاقل الى مشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، اذا لم يكن سيطرتها. يجب تحريك محادثات مكشوفة ومهمة بين زعماء في اسرائيل يؤيدون ذلك وبين شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية، بدعم ممثلين من دول عربية واوروبية. هذه الخطوة ستكون وزن مضاد لنهج الحكومة الفاسد.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى