هآرتس: الحملة في غزة تمنع الصفقة ورئيس الأركان يعرف هذا

هآرتس 22/7/2025، حاييم لفنسون: الحملة في غزة تمنع الصفقة ورئيس الأركان يعرف هذا
رئيس الاركان ايال زمير، يكرر في النقاشات الداخلية في الكابنت المقلص والذي تسود فيه الفوضى، بان عملية “عربات جدعون” استنفدت تماما وانه يجب التوصل الى صفقة ووقف لاطلاق النار. لكن لجنوده ومقاتليه يروي قصة اخرى. اول أمس تجول زمير في قطاع غزة وقال حسب المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي بان “الانجازات على الارض في اطار العملية هي التي تدفع قدما بهزيمة حماس وتخلق الامكانية الكامنة لعقد صفقة التبادل”. السؤال المطلوب هو كم من الوقت سيواصل الكذب على نفسه والمشاركة في الخدعة التي تسمى “عربات جدعون”؟.
زمير لا يقول الحقيقة، هو يعرف انه لا يقول الحقيقة. “عربات جدعون” لم تحقق أي نتائج ادت الى هزيمة حماس. “انجازات العملية” هي التي تعيق صفقة التبادل. في بداية الطريق تم تسويق العملية كوسيلة ضغط على حماس للموافقة على خطة ويتكوف، لكن حماس وافقت منذ فترة طويلة على هذه الخطة. اسرائيل تصمم على عدم الانسحاب الى خطوط ما قبل “عربات جدعون”، وهي تقدس خطوط دفاع اخرى، مختلفة عن التي وافقت على الانسحاب اليها في شهر اذار. بدلا من انهاء القصة فانهم يناقشون منذ شهر خطوط جديدة التي يعرف رئيس الاركان انها سياسية وليست عملياتية.
في هذه المرحلة رئيس الاركان اصبح يعرف ان “ثورة المساعدات الانسانية” لعربات جدعون فشلت فشلا ذريعا، وهو يقول ذلك ايضا للوزراء الذين لا يريدون الاستماع. الفكرة الاصلية كانت ان كل رئيس عائلة سياتي في كل اسبوع ويشخص ويؤكد على انه لا ينتمي لحماس ويوافق بارتياح على رزمة طعام دسمة، التي ستمكنه هو وعائلته من البقاء. رجال حماس سيبقون خارج المنشآت وسيجوعون للخبز وسيستسلمون. هذه كانت فكرة غبية من البداية، وتنفيذها اسوأ منها. مراكز التوزيع هي مكان للفوضى الجماعية، عشرات الالاف ينقضون عليها ويتم اطلاق النار عليهم وسحقهم. بالتاكيد لا يوجد تمييز. حماس تسيطر على المساعدات ومقاتلوها غير جائعين أو ضعفاء وليسوا عرضة لهجمات الجيش الاسرائيلي، كما توقع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وشركاءه قبل شهرين.
في الفترة الاخيرة وزارة الخارجية المتعبة والتي ليست ذات صلة ترسل الى الكابنت السياسي الامني تحذيرات طواريء آخذة في التزايد عن الازمة الانسانية في قطاع غزة وتداعياتها السياسية في ارجاء العالم. الصورة من غزة يتم بثها ليس فقط في وسائل الاعلام المؤيدة للفلسطينيين، بل ايضا في شبكات مثل فوكس نيوز، وممثلو اسرائيل يجدون صعوبة في شرح ما يحدث في قطاع غزة.
الى ذروة هذه المهزلة وصل امس المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي الذي نشر فيلم لفلسطينيين ينقضون على شاحنة غذاء في شمال القطاع، على بعد بضعة امتار من جنود الجيش الاسرائيلي، مع رسالة ان “الجيش الاسرائيلي يسمح للمواطنين باخذ المساعدات”. في حين انهم في الجيش الاسرائيلي يرون في الفيلم علامة على التفاخر، أي شخص عاقل يرى الاف الاشخاص المجوعين يسحقون في محاولة للوصول الى الطعام، وكل واحد منهم يكون عنيف يمكنه فعل ذلك.
وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي يدرك قوة الازمة الانسانية والضرر في غزة، يدفع نحو انهاء الحرب. ولكن لا توجد لساعر قوة سياسية. بعد التذبذب الذي قام به فانه لا يستطيع ترك الحكومة والخروج ضد رئيسها بنيامين نتنياهو، لذلك فان موقفه غير مهم. في المقابل، وزير الامن الداخلي ايتمار بن غفير يفضل تجويع الفلسطينيين الى ان يصلوا الى وضع الجوع في الحرب في اوروبا.
سموترتيش، الذي وعد بـ “يوم تاريخي” قبل شهرين عند افتتاح مراكز التوزيع، انتقل الى الفكرة التالية، “المدينة الانسانية”، على انقاض رفح. وهو يعمل بخطة ممنهجة ومرتبة ومرعبة حتى قبل 7 اكتوبر، من اجل تحقيق حلم العودة الى غزة. يده اليمنى في الكابنت، وزيرة الاستيطان اوريت ستروك، اوضحت بانه يجب الدخول الى كل القطاع، حتى بثمن حياة المخطوفين. بالنسبة لهما فان المخطوفين هم عبء. الاساس هو دفع الفلسطينيين نحو الحدود مع مصر، ولتتطور ايضا فوضى هناك، وليتم اختراق الحدود ويغادر الغزيون القطاع. بدلا منهم سيتم اقامة مستوطنات.
وزير الدفاع اسرائيل كاتس لا يهتم بما يحدث في غزة. فهو غارق كليا في شؤون سوريا. عندما كان وزير المواصلات وضع لنفسه تاج هورودوس البناء. قلائل يتذكرون ان هورودوس لم يكن فقط المبادر الى مشاريع بناء كبيرة، بل هو ايضا كان القائد العسكري في سوريا والجليل لفترة معينة. كاتس، الذي جنون العظمة غير غريب عليه، يعتبر نفسه حاكم سوريا الحديث، الذي بمجرد اقوال تصدر منه يجعل طائرات سلاح الجو تحلق لقصف كل ما يتحرك.
المبعوث الامريكي الى سوريا توماس براك، قال امس ان هجمات اسرائيل في سوريا نفذت في توقيت سيء وانها تعرض للخطر الجهود المبذولة من اجل استقرار المنطقة. ولكن الانتقاد في واشنطن لا يهم على الاطلاق كاتس.
بقينا مع نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. كالعادة هما يخدعان الجميع ويقولان لكل واحد ما يريد سماعه. في صباح يوم الجمعة، في اعقاب قصف الكنيسة في غزة، نتنياهو تحدث مع البابا ووعد بصفقة قريبة. تم ضغط في مكتبه من ضُغط، وسموتريتش ضغط بكل قوته، وفي يوم الجمعة قال غال هيرش للمراسلين السياسيين، المسؤول عن الاسرى والمفقودين والموجود في قطر، بان الصفقة ما زالت بعيدة. في يوم السبت صدر بيان مضاد من مكتب رئيس الوزراء تم التوضيح فيه بان ما قيل هو في الواقع تكتيك تفاوضي. نتنياهو غير مضطر الى تقديم أي مبرر لذلك في جلسات الكابنت المصغر في هذا الاسبوع، لان هذه الجلسات تم الغاءها في اعقاب المرض في امعائه.
دبلوماسي موجود في الدوحة قال ظهر أمس للصحيفة بان المفاوضات تتقدم ببطء ولكن هناك مكان للتفاؤل. ولكن بدلا من التقاء الطرفين في منتصف الطريق فانهما يتمترسان في مواقفهما. قطر والولايات المتحدة تريدان الانهاء وهما تستخدمان كل ثقلهما من اجل ذلك.
بضغط من امريكا وقطر تم تقليص بشكل كبير المنطقة التي ستحتفظ بها اسرائيل في جنوب محور موراغ، بحيث ان يستطيع نتنياهو القول لسموتريتش: نحن ما زلنا في المحور بدون أن يبقى فيه. وهذا اسلوب خداع كلاسيكي يتبعه نتنياهو منذ اربعين سنة. تحرير السجناء الفلسطينيين سيتم حسب المفتاح في الصفقات السابقة. وقد بقيت خلافات صغيرة ايضا على قواعد السلوك في غزة اثناء وقف اطلاق النار. دول الوساطة غير مستعدة لان يخدم وقف اطلاق النار الجيش الاسرائيلي من اجراء تغييرات على الارض، بما في ذلك اقامة البنية التحتية لـ “المدينة الانسانية”.
تمت ايضا مناقشة انتقال السكان خلال فترة الصفقة. بالنسبة لنتنياهو يمكن الاستمرار هكذا لاشهر طويلة، وان يتم التشاجر حول كل متر. هكذا لا يلزم اتخاذ القرارات، والجناح اليميني سيبقى في الحكومة، ويبقى فقط معالجة الجناح الحريدي. لا توجد اهمية انتخابية لموضوع المخطوفين في اليمين، وهكذا فان هذا الموضوع لا يعنيه. مثلما في أي يوم آخر فانه في هذا اليوم ايضا الرئيس الامريكي يمكنه انهاء هذه المهزلة في قطر. ايضا ايال زمير يمكنه ان ينهيها اذا خرج امام الجمهور وقال له ما يقوله في الغرف المغلقة. ولكن للاسف، لا يبدو انه مصنوع من هذه المادة.