ترجمات عبرية

هآرتس: الحكومة فشلت في كل المجالات باستثناء المشروع الرئيسي

هآرتس 13/10/2024، ايريس ليعال: الحكومة فشلت في كل المجالات باستثناء المشروع الرئيسي

في الواقع بنيامين نتنياهو عالج في البداية وسائل الاعلام، وفي تلك الايام طموحاته كانت ما زالت متواضعة نسبيا، ولكن يمكنه النظر برضا الى ما فعلته يديه. فقد نجح بشكل لا بأس به في مشروع السيطرة عليها. ومنذ ذلك الحين استمر في تدمير بواسطة المبعوثين الاجهزة والآليات الحيوية للدفاع عن المواطن وعن حقوقه. الآن ايضا الشرطة سقطت. الامر المضلل في نتنياهو هو عدم القدرة على فهم متى يكون اختيار الوزراء ينبع من قدرة حكم معيبة ومتى ينبع من عدم وجود خيار آخر، متى هو يخضع للضغوط السياسية ومتى هذا الامر هو جزء من الخطة: ياريف لفين، غريب الاطوار والرمادي، والاصلاح القضائي؛ بتسلئيل سموتريتش اسوأ وزراء المالية وتجربته القبيحة في الاقتصاد؛ ايتمار بن غفير، وزير الامن الداخلي الذي لا يوجد أي كلمات لوصف ابعاد فشله في هذه الوزارة التي تسلمها، وملاحقته لمعارضي النظام، يهود وعرب، في اسرائيل.

في الواقع منذ بداية الحرب نفذت الشرطة اعتقالات سياسية وحققت مع الكثير من العرب بسبب التحريض. اغلقوا اماكن كانت تنوي عرض “جنين، جنين 2″، لكن الآن الملاحقة مكشوفة. هذه المرة الوزير نفسه نشر في الشبكة صورة من الاعتقال المهين لانتصار حجازي، وهي المرشدة من طمرة التي وثقت وهي معصوبة العيون بسبب فيلم في تك تك. وزير التعليم يوآف كيش، الذي هو عضو في الحكومة والذي تحولت وزارته الى نكتة توصف بالفاشية، أيد وشجع. فقط بعد يومين، بعد ليلة كانت مكبلة اليدين والارجل ونامت في سيارة الشرطة، وعندما اصبح من الواضح أن الامر يتعلق بخطأ مخجل، تم اطلاق سراحها مع شروط مقيدة. حجازي هي مواطنة غير سياسية، نشرت فيلم في تك تك ولم تنشر في أي يوم اقوال مديح لحماس. هي اعتقلت لأنها عربية.

عمليا، الشرطة هي مقاول ثانوي لغرض ملاحقة مكارثية على يد كيش، ميكي زوهر، وبشكل عام كما يبدو كل وزير يطلب ذلك. هذه الشرطة، كما عرفنا، تعمل كذراع تنفيذية لوزراء شعبويين يحكموننا. هذا بالضبط ما يقصدونه عندما يقولون بأن الشرطة سقطت: في يوم الخميس توجه وزير الثقافة للشرطة كي تمنع عرض فيلم “اللد” على مسرح “سرايا” في يافا. مضمون الفيلم لم يعجب الوزير، رغم أنه لم يشاهده. الشرطة خضعت وقامت بالغاء عرض الفيلم واستدعت مدير المسرح للتحقيق معه. منتج الفيلم، رامي يونس، طلب منه توفير رابط للمشاهدة من اجل المصادقة عليه. وقد رفض بذريعة “نحن لسنا في دولة شرطة”. حول ذلك توجد لدي انباء من اجله.

حكومة نتنياهو – سموتريتش – كيش – زوهر وبن غفير هي نجاح صارخ، اذا فهمنا هدفها بالفعل. يبدو أنها فشلت في كل أمر عملت فيه، لكن مشروع تخريب الدولة الليبرالية واقامة دولة دينية متخلفة بدلا منها، ما زال ينبض ويدق مثل الساعة السويسرية. الحرب المستمرة والتي توسعت الى لبنان وايران ورفض صفقة التبادل ورفض الاتفاق السياسي – كل ذلك جزء من اسس مملكة نتنياهو الاولى. 

وسائل الاعلام التي تدلل وتسعى الى الارضاء لا تكشف للجمهور بأنهم يجرونه الى حرب طويلة لا يتحملها ويعرضون حياته للخطر فقط من اجل تأجيل الامر الذي لا مناص منه بعد سفك الكثير من الدماء، وهو الاتفاق السياسي. تقريبا لا أحد من محللي قنوات التيار العام الذين ينشرون اقوال لـ “شخصيات رفيعة في المستوى السياسي” أو في “جهاز الامن”، يقوم بتحدي التصور الذي يقول إننا في الطريق الى النصر العسكري، وأنه في القريب سنحقق السيطرة على الفضاء المعادي المحيط بنا.

بالعكس، معظمهم يراوحون في المنطقة بين بني غانتس (اذا كانوا يساريين) أو يرفعون نخب تصفية حسن نصر الله (اذا كانوا يمينيين من مؤيدي نتنياهو). وهو حتى بضعفه السياسي الكبير يواصل السيطرة على البث ويستخدمه لنشر دعايته. في الحقيقة الحكومة فشلت في كل المجالات – الامن، الاقتصاد، المجتمع والحكم – لكن في كل ما يعطيها القوة والسيطرة هي نجحت بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى