هآرتس: الحساب عن غزة سيقدم لنا جميعنا. لا تربون أولاد هنا

هآرتس – يوسي كلاين – 10/7/2025 الحساب عن غزة سيقدم لنا جميعنا. لا تربون أولاد هنا
من غير الجدير تربية الاطفال هنا. من الجدير الخروج من البلاد لبضع سنوات والعودة عندما تتغير. هذا ليس المكان الذي يستطيع فيه الاباء اعداد اولادهم لمستقبل افضل. اعداد المستقبل يحتاج الى تخطيط بعيد المدى، وعندنا لا يوجد شيء كهذا (مدى بعيد). مستقبل الأمة يتعلق بمزاج سارة عندما تستيقظ في الصباح. لا يوجد “اليوم التالي”، لكن يوجد شيء واحد مضمون وهو أنه ستكون حرب. بعد شهرين، سنتين أو في صباح الغد. اليقين الوحيد هو الحرب، حرب أبدية.
رئيس الشباك المرشح وعد بحرب أبدية. يجدر بالاباء الاستماع اليه. هو ليس محلل، بل هو مقاول. اذا وعد فهو سينفذ. هو يريد الحرب. ايضا الحكومة تريد ذلك. ايضا من لم يحارب في أي يوم ولم يتجند يريد هذه الحرب. ايضا بنيامين نتنياهو، حرب أبدية تضمن له الحكم الخالد.
طالما ان نتنياهو هنا فانه من غير الصحيح تربية الاولاد هنا. الاولاد غير مناسبين للحرب. صفارة الانذار تخيفهم. هم يركضون ببطء كبير. هم لا يعرفون. هم يبكون. الاطفال بحاجة الى مكان آمن بدون صافرة انذار وبدون ركض. البيت بشكل عام هو المكان الاكثر امنا بالنسبة لهم. وهذا غير موجود عندنا. ليس الآن. البيت غير آمن. الحي غير آمن. ولا يمكن الاعتماد على من يقوم بحراسته. لا توجد لديه بشرى جيدة لنا. هو يعد بمستقبل من الحروب. هو يقول ثقوا بي. أنا منطقي، أنا أعرف. هو يستخف بمن يحلمون بمكان افضل. هم يعيشون في حلم. مقطوعون عن العالم.
هو سيري اولادكم ماذا تعني التربية غير المقطوعة عن الواقع.
التربية غير المقطوعة ترتبط بالجذور. والجذور ترتبط بالدولة اليهودية الديمقراطية. ولكن في الواقع القصد هو دولة شريعة كهانية مع آيات الله الذين يرتدون القبعة. هم ليس فقط يتحدثون، بل يفعلون، هم سيعدون اولادكم للحروب التي لا تنتمي له أو لكم. هل تريدون منهم تربية اولادكم؟ أي نوع من الاشخاص سيخرجون من مثل هذا التعليم؟ التعليم الذي يقدس الموت، يؤمن بالتفوق العنصري؟.
هل تريدون ان يصبح ابنكم شخص كهذا؟ 12 سنة في المدرسة حولته الى شخص وطني مطيع وخاضع. جاهز لغزة. ما يفعله الجنود هناك يثبت أنه من غير الصحيح تربية الاولاد هنا. هنا لا يبلغون الاباء ما يفعلونه. الصور قاسية، الافعال فظيعة، من الجيد أنهم لا يظهرونها. الافعال الفظيعة يوجد لها ثمن. كل خريج ثانوية يرتدي الزي العسكري ويقتل شخص بريء، سيحمل صورة القتل طوال حياته. هذه الصورة ستظهر في كوابيسه. “الآن أنا لست الشخص الذي كنته”، قال جندي لتوم لفنسون (“هآرتس”، 5/7). تذكروا: ليس الجيش الاسرائيلي هو الذي قتل. الطفل هو الذي قتل. هل تريدون أن يكون هذا هو ابنكم؟.
ليس فقط التربية هي التي تعده للقتل، ايضا المحيط، التلفزيون، الشبكات، ايضا ثقافة الكذب التي تروج لها. المعلومات الكاذبة والممنهجة التي تقدمها. هل تريدون أن يدعو هو ايضا للترانسفير، “الهجرة الطوعية”، بدون أن يخجل؟ أن يدعو الى معسكر تجميع، “المدينة الانسانية” بدون أن يخجل؟ هل تريدون ان يسأل: امي، هل اصبحنا نازيين؟ عودوا مع اولادكم عندما لا يكون نتنياهو موجود هنا.
نتنياهو لن يتغير. تحت طبقة الماكياج الثقيلة والشعر المزروع هو نفس المتحايل. سيخرق وقف اطلاق النار وسيفجر أي مفاوضات. وحيد القرن في التلفزيون سيتفق معه، وسيبرر ويصادق. لا يوجد شخص لن يضحي به من اجل مصالحه الشخصية، حتى ابنكم. هل تريدون ان يدفع ابنكم ثمن مصالحه الشخصية؟ في كل الحالات هو سيدفع، جميعنا سندفع.
الحساب عن غزة سيقدم لنا جميعنا. العار اصبح منقوش على جبيننا وجبين اولادنا. لا يوجد أي موظف استقبال لا يتجاهلنا أو أي منظم لمؤتمر اكاديمي أو منظم معرض أو شخص عادي في الشارع. لا تقوموا بتربية الاولاد في المكان الذي سينقش فيهم وصمة العار. لا تقوموا بتربيتهم في المكان الذي يربي على اللامبالاة والانغلاق، انظروا الى اللامبالاة التي يتم فيها استقبال تجاهل المخطوفين، وأي انغلاق يتم فيه استقبال الموت الزائد للجنود.
هل نحن سلمنا بـ “شعب واحد، زعيم واحد وارض واحدة”؟. هل تريدون أن يسلم ابنكم، ابن السادسة، بذلك. يصعب تربية ولد خارج المكان الذي ولد وترعرع فيه. ويصعب اقتلاع ولد من عائلته ومن اصدقائه ولغته. ليس من السهل ايضا على الوالدين، لكن سيكون من الاصعب عليهم رؤيته عندما سيعود من غزة أو لا يعود.