ترجمات عبرية

هآرتس: الحرب الاكثر فشلاً في تاريخ إسرائيل 

هآرتس 29-3-2024، بقلم: أوري مسغاف: الحرب الاكثر فشلاً في تاريخ إسرائيل 

حرب نتنياهو هي الحرب الأكثر فشلاً في تاريخ إسرائيل.

منذ 7 تشرين الأول ساء وضع الدولة في كل الجبهات. معظم الإسرائيليين يعيشون في فيلم أو في صدمة المعركة ولم يستوعبوا بعد الواقع.

هذا مخزن وفظيع، وبالأساس مدهش إزاء حقيقة أنه من ناحية عسكرية وقف أمام إسرائيل العدو الأضعف في تاريخ حروبها.

متوحش، بربري، مخادع، لا توجد له ملامح أخلاقية حتى تجاه شعبه، لكنه ليس لديه فرق عسكرية وطائرات ودبابات وناقلات جند وغواصات.

إسرائيل هزمت في ضربة الافتتاح لـ 7 أكتوبر. لقد وجدونا في حالة رضا عن النفس وعدم الاستعداد.

نحن تكبدنا 1200 قتيل من المدنيين والجنود، و240 مخطوفاً وآلاف المصابين.

عدد كبير من المواقع العسكرية تم اقتحامها وبعضها تم احتلالها. عشرات البلدات أصبحت ساحة ذبح ونهب وتدمير.

في الحرب التي تستمر منذ 8 تشرين الأول إسرائيل لم تنتصر، رغم بطولة وتضحية القادة والجنود. 252 منهم سقطوا في المعركة والآلاف أصيبوا، وكثيرون سيعانون من الإعاقة طوال حياتهم. عدد المصابين بالصدمة النفسية والذين سيمشون بيننا في المستقبل لا يمكن إحصاء عددهم. فقط 3 مخطوفين تمت إعادتهم بعملية عسكرية، بعضهم مات أثناء القتال.

تعرضت حماس لضربة قاسية ولكنها لم تتدمر. هذا الأسبوع تم إطلاق – مرة أخرى – صواريخ على أسدود وسدروت.

جنود الجيش والشباك يخوضون معارك في ساحات سبق احتلالها خلال المعركة، ورجال حماس والجهاد الإسلامي تمكنوا من العودة إليها.

لقد كان لإسرائيل كل التبريرات للرد بصورة عسكرية وقاسية. حماس اقتحمت حدود 1948، إلى داخل منطقة سيادية لا يوجد اليوم أي خلاف حقيقي عليها (باستثناء اللاساميين المحترفين الذين يكرهون إسرائيل و”مجانين” اليسار التطهري والجاهل).

بدعم منهم وعلى ضوء سرور الكثيرين من سكان غزة قام مخربو حماس بقتل واغتصاب واختطاف والتنكيل بمدنيين، معظمهم يحبون السلام والتعايش، وفي كل الأحوال أبرياء وعاجزون.

كان يجب أن تكون هذه هي الحرب المبررة والأخلاقية في تاريخ إسرائيل منذ 1948.

وبدلاً من ذلك، بعد نصف سنة تم دفع إسرائيل إلى الموقف الدولي الأصعب في تاريخها القصير. والمتهم بذلك هو بنيامين نتنياهو الفاشل والمريض والذي ليس لديه شجاعة أو مواهب، وأيضاً شركاؤه ومساعدوه.

كل ذلك كان يجب أن يتم بشكل مختلف. معركة سريعة وقصيرة ضد أهداف واقعية وليس مسيحانية التي هدفها هو ضرب العدو بشدة.

ليس كانتقام وإحباط وحاجة إلى التنفيس، بل من أجل الردع وكوسيلة لتغيير عميق في الواقع بين غزة والنقب، وبعد ذلك بين فلسطين وإسرائيل.

بعد ضربة جوية ومدفعية كان يمكن تحريك، في المقابل، عمليتين أو ثلاث عمليات برية سريعة من الشرق إلى الغرب، وقتل أكبر عدد ممكن من الشهداء في نظر أنفسهم وعائلاتهم، والتوصل إلى صفقة شاملة لتبادل الأسرى والمخطوفين والوقوف مرة أخرى على الحدود مع نقل القطاع لإدارة مشتركة من الغرب والمحور العربي المعتدل على أساس م.ت.ف والسلطة الفلسطينية في الضفة، التي اعترفت منذ فترة طويلة بدولة إسرائيل ووجودها.

هذه العملية كان يمكنها أن تمكن من التفرغ بسرعة – سياسياً وعسكرياً – لعلاج الكارثة الحقيقية التي أنزلها نتنياهو وحكومته على إسرائيل في بداية 8 تشرين الأول.

الإخلاء المهين من شمال البلاد، المنطقة المزدهرة والتي تحب السلام والحياة، والتي في العقد الأخير نهضت بشكل مدهش من صعوبات أمنية عمرها أربعون سنة. ثانياً: منطقة على حدود خطوط الهدنة المعترف بها من العام 1949، دون خلافات جغرافية حقيقية (باستثناء الـ 14 نقطة صغيرة القابلة للحل)، ودون استفزاز إسرائيلي، التي ببساطة تمت مهاجمتها ذات يوم وكرد على ذلك تم إخلاؤها بتعليمات من الدولة.

تقريباً مر نصف سنة. إسرائيل مضروبة، خائفة، معزولة، مجذومة وبعد قليل مفلسة.

غارقة في الشجار مع أمريكا ومع أفضل أصدقائها. ليس لها أمل وحلم وأفق. شكراً، يا بيبي، أنت المجرم الأكبر في تاريخ الشعب اليهودي ودولته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى