ترجمات عبرية

هآرتس: الحرب الأهلية أصبحت “هنا”

هآرتس 2022-06-02، بقلم: تسفي برئيل

ما زال الاشتعال الذي أغرق شوارع القدس يعتبر في نظر المتفائلين صراعا قوميا – دينيا، مرتبطا بتواريخ هدف محددة ومواقع محددة. بالإجمال، يجب أن نجتاز بسلام هذه الأيام. أي ملء القدس بآلاف الجنود ورجال الشرطة المسلحين بالقدر المناسب من العدائية وتحذير حماس والتحدث بأدب مع رؤساء الوسط العربي والأردن والأوقاف الإسلامية، وسيناريوهات الرعب يمكن حفظها في الدرج حتى الموعد المقدس القادم.

الساذجون من بينهم يفضلون النظر في الميكروسكوب. اذا فقط قمنا بتحييد ايتمار بن غفير وقمنا بتصفية تنظيم لاهافا فيمكن السيطرة على هذا الفيروس المفترس والحياة ستواصل السير كالعادة. حقيقة، يقولون، بالإجمال كانت هناك عدة احتكاكات، القليل من الضرب، عدد من المصابين، لكن لم يتم إطلاق أي صاروخ ولم يقتل أحد.

لكن هذا الفيروس نما على ارضية خصبة تنشر الوباء. وما حدث بالفعل في القدس هو استمرارية، حتى الآن لم يصل الى الذروة، لعملية التي في دول اخرى وفي زمن آخر ولدت حروبا أهلية. ليس ليّ الأذرع الديني أو الطائفي بين اليهود والعرب سوى عرض التسخين قبل المواجهة العنيفة، التي يتم طبخها، بين اليهود انفسهم. رفع علم اسرائيل امام انظار الفلسطينيين ومهاجمة المحلات الفلسطينية باسلوب “ليلة البلور” والهتافات المعادية مثل “الموت للعرب” و”سنحرق قريتكم”، كل ذلك يخفف الرسالة الحقيقية للمشاغبين. الآن العرب هم الهدف وفي الغد، وبحق اليوم، سيأتي دور اليهود الجيدين، المتوارعين، اليساريين، الذين يكرهون بيبي، الأشكناز، الخونة الذين نسوا ماذا يعني أن تكون صهيونيا، الذين يكرهون الدولة ولم يوافقوا على لف أنفسهم بعلم اسرائيل.

كانت النظرات الوحشية لكارهي الاعلام موجهة لرئيس الحكومة، نفتالي بينيت، ويئير لبيد، “الأسوأ من النازيين” باللغة الواضحة للحاخام مئير مزوز، وكانت موجهة أيضاً لحكومة “الخونة” وكل من هو ليس يمينا نقيا. تم تشبيه لف النفس بعلم اسرائيل بارتداء الزي الرسمي للحرب من قبل مليشيات تحتكر الحقيقة المطلقة. كو كلوس كلان باللون الأزرق والأبيض مع فرق واحد عن التنظيم الأصلي، هم لا يكتفون باعتبار الفلسطينيين بشكل خاص والعرب بشكل عام أعداء يجب إبادتهم، بل هم يستخدمون العرب من اجل التمييز بين اليهود المخلصين واليهود الذين لا يستحقون أن يعيشوا هنا.

لكن من يحملون العلم لا يكتفون بالتفوق اليهودي الرسمي لقانون القومية، أو الأسلوب الحقير الذي جعل العربي مواطنا يمكن تحمله. حسب رأيهم، العرب ليسوا المذنبين في كونهم جزءا من الائتلاف، بل اليهود الذين اعطوهم هذه المكانة هم المسؤولون الذين يجب شنقهم. عندما سألت “القناة 12” “هل تؤمن بأن الحكومة تستند الى مؤيدي الإرهاب”، ظهر وكأن السؤال يتعلق بشراكة راعم في الائتلاف. هذا خطأ. حسب تعريف بنيامين نتنياهو وبن غبير واحزابهم التي يترأسونها، فإن الإرهابيين هم العرب انفسهم، في حين أن من يؤيدون الإرهاب في الحكومة هم اليهود الذين يتعاونون معهم. هكذا يخلقون رواية تعمل على شرعنة أعمال العنف ضد يهود وضد زعماء يخرقون قواعد الفصل العنصري.

مع ذلك، يجب أن لا نحبس آلاف الراقصين بالأعلام، المنتشين، في التعريف الضيق “مليشيا”. لأنه عندما نفس القناة تبشر بأنه حسب الاستطلاع الذي اجرته فان “كتلة نتنياهو” يمكن أن تحصل على 59 مقعداً، فان ذلك يعني أن الامر يتعلق بحوالي نصف سكان اسرائيل. هنا يتبخر التمييز القديم بين اليمين واليسار وبين المتدينين والعلمانيين. لأنه ايضا في الائتلاف الحالي فان اليمين والصهيونية الدينية موجودان بصورة كبيرة. جدار الفصل يمر بين “كتلة نتنياهو”، وهو مفهوم يذكر بـ “الكتلة الوطنية” لبنيتو موسوليني، وبين كل ما تبقى. هكذا يمكن الإشارة بوضوح الى اعداء العلم بدون أي فروق دقيقة أو تعرج. الآن لا يوجد أمامنا إلا الإعلان عن افتتاح موسم الصيد.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى