ترجمات عبرية

هآرتس – الجيش يعرض سيناريو هجوم ايران ولا يعرف تأثيره

هآرتس – بقلم  ينيف كوفوفيتش – 29/12/2021

” في الجيش يقدرون أن ايران حسنت في السنوات الاخيرة منظومة دفاعها الجوي. وبسبب ذلك فانهم في الجيش يستعدون بواسطة اسلحة متطورة وتدريب سلاح الجو وتجميع اهداف دقيقة. اضافة الى ذلك هم يستعدون لاحتمالية أن هجوم في ايران سيقود الى مواجهة ايضا مع حزب الله وحماس “.

الجيش الاسرائيلي عرض على المستوى السياسي سيناريوهات مختلفة لهجوم محتمل في ايران، لكنه أكد أن هناك صعوبة لتقدير تأثيره ونتائجه على المشروع النووي الايراني. حسب الجيش، هو يستعد مؤخرا لهجوم محتمل في ايران. الاستعدادات التي ترتكز على زيادة الميزانية بمبلغ 9 مليارات شيكل، تشمل شراء كمية كبيرة من السلاح المتقدم وتدريب سلاح الجو وجمع معلومات دقيقة من قبل قسم الاستخبارات عن اهداف ستتم مهاجمتها بشكل دقيق. وفي الجيش أكدوا للمستوى السياسي بأن الجيش سيكون جاهز ومستعد لهجوم في ايران في اليوم الذي ستصادق الحكومة فيه على ذلك.

في الجيش قدروا أن ايران قد زادت وطورت مؤخرا منظومة دفاعها الجوي، بحيث أن هجوم محتمل سيحتاج الى قدرات عالية واكثر دقة. ايضا ايران نجحت في السنوات الاخيرة في أن تزيد بشكل كبير منظومة الصواريخ بعيدة المدى التي بحوزتها، والتي يمكن أن تصل بسهولة الى أي نقطة في اسرائيل. لذلك، الجيش الاسرائيلي وقع في السنة الاخيرة على صفقات بمليارات الشواقل لصالح تعزيز وتوسيع منظومة الدفاع الجوي على النطاق القطري الشامل.

في الجيش قالوا إن الاستعدادات تشمل ليس فقط التدريبات على ضرب المنشآت النووية، بل ايضا الاستعداد لتأثير هذا الهجوم، منها القتال أمام حزب الله وحماس. في هذا الوضع يستعدون في الجيش لجبي ثمن باهظ من التنظيمات الارهابية والوصول الى انجازات كبيرة في هذه القطاعات.

حسب التقديرات التي عرضت على المستوى السياسي فانه اذا قررت ايران انتاج قنبلة نووية فهي تستطيع فعل ذلك خلال سنتين. هذا التقدير يشبه تقديرات سابقة عرضتها شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي وهكذا فان “الجدول الزمني” للمشروع النووي الايراني لم يتغير. في نفس الوقت، الجيش الاسرائيلي يتعاون مع دول المنطقة، من بينها مصر والاردن وقبرص واليونان وعدد من دول الخليج، في عمليات تنفيذية مختلفة تشمل تبادل المعلومات الاستخبارية واحباط مشترك لعمليات تخريبية في المنطقة. وحسب مصادر أمنية فان هذه الشراكة تعزز العلاقات بين هذه الدول، ويتوقع حتى أن تزيد من مشروعية عملية عسكرية اسرائيلية في ايران من قبل هذه الدول.

حسب التقديرات التي عرضت في منظومة الامن في الاسبوع الماضي فان الدول المعادية التي تناضل ضدها اسرائيل، مثل سوريا ولبنان، تتعرض لصعوبات اقتصادية واجتماعية شديدة. هذا الوضع يحول قدرات هذه الدول من الاستثمار في الامن لصالح معالجة مشكلاتها الداخلية. الى جانب ذلك، في الجيش يقدرون بأنهم نجحوا في احباط نحو 70 في المئة من ارساليات السلاح من ايران وسوريا والعراق الى لبنان. هذا الوضع اجبر الايرانيين على تحويل السلاح في ارساليات اصغر، واحيانا بواسطة رحلات جوية مدنية بحيث أن تمركز ايران في سوريا ومشروع صواريخ حزب الله تضررت. مع ذلك ورغم الصعوبات إلا أنهم في الجيش قدروا أن حزب الله قد نجح حقا في زيادة ترسانة صواريخه الدقيقة.

وحسب المعلومات التي تم عرضها فانهم في جهاز الامن يقدرون بأن الجيش الاسرائيلي حافظ على الردع امام الدول المعادية لاسرائيل في السنة الماضية. وفي حوار مع مراسلين عسكريين قال رئيس الاركان، افيف كوخافي، بأن “قدرة الجيش الاسرائيلي على المناورة تحسنت بشكل كبير على قاعدة زيادة القدرة على نقل معلومات استخبارية نوعية للقوات وزيادة حجم التسلح والقوة البشرية في سلاح البر في الخدمة النظامية وادخال طواقم نيران وخلايا هجومية على مختلف المستويات”. وفي جهاز الامن قالوا إن الاستخبارات الاسرائيلية هي افضل بصورة واضحة مقارنة بنظيرتها في ايران. ومن اجل الحفاظ على هذا التفوق الاستراتيجي فقد تقرر تحويل زيادة مالية كبيرة لشعبة الاستخبارات، ضمن امور اخرى، لصالح منظومات سايبر متطورة من اجل التمكين من تجميع اهداف بصورة ناجعة اكثر.

وقد تقرر ايضا تخصيص ميزانية بمبلغ 900 مليون شيكل لاقامة مقطع من الجدار على الحدود مع لبنان. وحسب الجيش الاسرائيلي فانه عند انتهاء المشروع فان الجدار سيتضمن وسائل تكنولوجية متطورة بحيث أن قدرة رد الجيش في حالة محاولة اختراق ستتطور وستمكن من التعامل معها بصورة ناجعة بشكل خاص. 

جاهزية في كل القطاعات

بالنسبة لتعامل الجيش الاسرائيلي مع حماس في القطاع فقد قدروا في الجيش بأن حماس تلقت ضربة قاسية في اعقاب عملية حارس الاسوار في شهر أيار الماضي. وحسب التقديرات فان حماس بدأت في اعادة تأهيل قوتها العسكرية ومواقع انتاج الصواريخ. مع ذلك، في الجيش الاسرائيلي يقدرون أنه خلال العملية لم ينجحوا في الحاق ضرر كبير بمنظومة الصواريخ الهجومية بعيدة المدى. وفي الجيش يقدرون ايضا أن الهدوء الامني النسبي السائد الآن بين اسرائيل والقطاع ينبع من المساعدة المدنية التي تم تحويلها للقطاع في الاشهر الاخيرة. وفي الجيش ينوون مواصلة تقديم المساعدة في السنة القادمة والسماح بدخول البضائع الى القطاع.

في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية اشاروا الى أنه جرت اتصالات بين اسرائيل وحماس حول اعادة جثث الجنود والمدنيين المفقودين، تضمنت احراز تقدم معين. ولكن في جهاز الاستخبارات اشاروا الى أن الفجوة بين الطرفين ما زالت كبيرة.

في الجيش اشاروا الى أنه حدثت زيادة في العمليات الارهابية في الضفة ضد اليهود مقارنة بالسنوات السابقة، وأنه يوجد ارتفاع في عدد العمليات الجنائية القومية المتطرفة من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين. في الجيش فهموا أن احداث كثيرة وثق فيها جنود وهم يقفون جانبا اثناء الحاق المستوطنين الضرر بالفلسطينيين، أضرت بصورة الجيش الاسرائيلي وأدت الى توجيه انتقادات عالمية. 

مؤخرا نشر استطلاع بحسبه ثقة الجمهور بالجيش الاسرائيلي توجد في الحضيض مقارنة مع السنوات الماضية. وحسب الاستطلاع، أحد اسباب ذلك هو الطريقة التي عمل فيها كوخافي في موضوع مخصصات التقاعد لجنود الخدمة الدائمة، في الوقت الذي يضطر فيه المواطنون في اسرائيل الى التعامل مع التداعيات الاقتصادية الصعبة لوباء الكورونا. اضافة الى ذلك، الاحداث، التي فيها كان هناك ضباط فاشلون وتمت ترقيتهم من قبل رئيس الاركان، ساهمت ايضا في الاضرار بمكانة الجيش الاسرائيلي في نظر مواطني الدولة. “هدف رئيسي للسنة القادمة هو معالجة الفرد والتأكيد على تحسين الغذاء وتقديم العلاج”، قال كوخافي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى