ترجمات عبرية

هآرتس: الجيش الاسرائيلي يغسل ادمغة المتجندين الجدد لتبرير تواجدهم هناك باساطير خرافية

هآرتس 4/12/2025، جدعون ليفي: الجيش الاسرائيلي يغسل ادمغة المتجندين الجدد لتبرير تواجدهم هناك باساطير خرافية

 في حين يقاتل المعسكر الليبرالي حتى اخر قطرة دم لتجنيد الحريديين في الجيش الاسرائيلي، اصبح الجيش بالفعل جيش الله، حتى بدون تجنيدهم. وبينما يعلن الجيش الاسرائيلي عن اغلاق محطة “صوت الجيش” فانه ينشيء لنفسه وكالة سفر ايمانية باسم “آي.دي.اف تورز”، التي تقدم مجموعة مختارة من الرحلات الى الله والارض الموعودة.

 هل كان “صوت الجيش” استثناء؟ انتظروا حتى تسمعوا عن وكالة الرحلات التي قام بفتحها الجيش، مع اطلاق حملة “من اجل يهودا”، التي يتم تشغيلها على يد لواء “يهودا”. لم يعد هناك  شك: الرد استكمل، الجيش الاسرائيلي ليس مجرد جيش الشعب. من الان فصاعدا هو ايضا جيش الله. من لله سواه ومن ليس له علاقة بالله؟ هل سيجبر هو الاخر على الانضمام الى جيش الله؟ ما الذي سيفعله شاب علماني لا يؤمن بالخرافات الدينية؟ كيف سيخدم هذا الشاب في الضفة الغربية المحتلة؟.

 هذه الامور تظهر ازاء كشف نوعا شبيغل ونير حسون عن حملة السياحة الجديدة التي يقوم بشنها الجيش الاسرائيلي (“هآرتس”، 2/12). هذه الحملة لا تقتصر على دعوة الجنود والمدنيين للسفر الى الضفة الغربية، الارض المحتلة والمسلوبة، بل هي تتجاهل بشكل صارخ معظم سكانها الذين ينتمون اليها، بل هي تختلق ايضا سلسلة قيم واسباب لوجود الجيش في الارض المحتلة، التي لا يمكن ان يقبلها الا من يمشي اثناء نومه أو شخص مسيحاني.

 في المرة القادمة عندما ستكون هناك مذبحة في الضفة الغربية، يشارك فيها الجنود، ستعرفون أنه تم غسل ادمغة الجنود بهذه الحملة، وحملات مشابهة، ليس نشطاء المستوطنين وحدهم هم الذين يغسلون ادمغتهم، هذه المرة ايضا قادتهم وقادة الويتهم ونوابهم.

 “هدف هذا الامر هو الاجابة على سؤال واحد وكأنه سهل جدا ومهم جدا، وهو لماذا نحن هنا؟”، هذا ما يكرره كفتى يحتفل بسن البلوغ العقيد شاحر بركاي، قائد لواء يهودا. “لماذا نحن هنا في السامرة”، يتساءل ايضا اريئيل غونين، قائد لواء السامرة.

 هذا المشروع يعمل والادمغة تُغسل. “بعد الجولات انا ارى كيف ان هذه الرابطة تتوطد، والقدرة على تنفيذ المهمة من خلال فهم واسع لما يعنيه هذا المكان”، هذا ما قالته الملازم ثاني افيساغ يونا، قائدة وحدة الدعاية في يهودا والسامرة. وحسب رأيها فانه في اعقاب الحملة اصبح الجنود اكثر مهارة في التنكيل في الحواجز، واكثر براعة في اختطاف الاشخاص من الاسرة امام عيون اولادهم، واكثر قسوة تجاه السكان. هذه هي مهمتهم في نهاية المطاف.

 هذه النصوص تظهر وكأنها كتبت للضباط من قبل نشطاء المستوطنين، ربما هذا صحيح والحقيقة التي تنبع منها واضحة، اذا صدق الجنود القصص الخيالية المعروضة هنا فان الوغد كرميلي قد وضع قدميه في مياه نبع الكرمل الجميل في القرية الفلسطينية كرمل. لذلك، هذا النبع لنا. وأن قصة المعجزة عن أبونا ابراهيم، الذي جاء لاكمال النصاب في الصلاة في كنيس يهودي في قلب الخليل قبل مئات السنين، صحيحة – هم سيكونون جنود افضل، بل هناك توصية باماكن للمواعيد. ما رأيكم بواحد من الينابيع الفلسطينية الـ 56 التي سيطر عليها المستوطنون بالقوة.

 الرسالة بسيطة: جنود الجيش الاسرائيلي موجودون لان الوغد الكرملي كان هناك. جنود الجيش الاسرائيلي يُقتلون لان ابونا ابراهيم كان موجود هناك. ربما هذا لا يؤثر على معظم الجمهور، لكن جيش الشعب الذي اصبح جيش الله لا يهتم بالاكثرية والاقلية، أو الحق والباطل. ادمغة الشباب المتجندين سيتم غسلها.

 لا توجد أي كلمة في الحملة عن الفلسطينيين ابناء البلاد. بالنسبة للجيش الاسرائيلي، هذه المرة بشكل رسمي، فانهم غير موجودين. هم مجرد هواء. لذلك فانه مسموح الاساءة اليهم وطردهم وقتلهم.

 هكذا فان جيل تلو جيل من الاسرائيليين يرسلون ابناءهم كي يقتلون ويُقتلون في قطاع غزة، ويتم غسل ادمغتهم في الضفة. قائد اللواء بركاي، هل تريد معرفة لماذا نحن هناك؟ لاننا قمنا باحتلال هذا المكان بالقوة، وكنا متعطشين للاراضي وللانتقام من الفلسطينيين، ونؤمن بالهراءات عن الحملة التي قمت باطلاقها. هذا هو سبب وجودنا هناك.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى