ترجمات عبرية

هآرتس: الجيش الإسرائيلي يأمر سكان غزة بالاخلاء الى مناطق هو نفسه عرفها كخطيرة

هآرتس – نير حسون وآخرين – 28/8/2025 الجيش الإسرائيلي يأمر سكان غزة بالاخلاء الى مناطق هو نفسه عرفها كخطيرة

المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي باللغة العربية، العقيد افيحاي ادرعي، نشر أمس بيان موجه لسكان مدينة غزة. في اقواله التي كتبت في شبكة “اكس” أكد على ان اخلاء المدينة هو أمر “محتم”، لذلك، طلب من السكان اخلاء المدينة والتوجه نحو جنوب القطاع قبل عملية احتلالها. وقال ايضا بانه “خلافا للشائعات الكاذبة” الا انه يوجد هناك ما يكفي من الاماكن للنازحين. ادرعي نشر خارطة اشير فيها باللون الازرق الى تسع مناطق يمكن للسكان التوجه اليها، وقال ان هذه المناطق توجد في منطقة مخيمات الوسط وفي رمال المواصي، خالية من الخيام وجاهزة للسكن. 

لكن فحص هذه المناطق بمساعدة خبراء في الخرائط، عيدي بن نون من الجامعة العبرية والبروفيسور يعقوب غارب من جامعة بن غوريون، اظهر ان عدد من هذه المناطق يوجد في مناطق اعتبرها الجيش الاسرائيلي نفسه مناطق خطيرة على تواجد المواطنين. عمليا، حتى في الخارطة التي نشرها الجيش الاسرائيلي نفسه امس في موقعه باللغة العربية تم التاشير عليها باللون الاحمر. حسب تعليمات الجيش هذه المناطق محظور العبور فيها أو مكوث المواطنين فيها بسبب النشاطات العسكرية. التحليل الذي اجراه غارب كشف بان الحديث لا يدور عن تجاوز واحد او اثنين: في خارطة ادرعي تم تعليم مناطق من داخل 19 “كتلة” تشكل تقسيم الجيش الاسرائيلي لمناطق القطاع، و6 منها حسب غارب، توجد جميعها أو جزء منها خارج الخطوط المحظورة. بمعان كثيرة فان بيان ادرعي يترك سكان غزة في عدم يقين، حيث انه لم يتم الحصول على أي حتلنة تغير وضع المناطق المحظورة.

الفحص كشف ايضا انه توجد مشكلات اخرى. مثلا، معظم مناطق الاخلاء صغيرة جدا بالنسبة لاحتياجات السكان. عمليا، حسب التحليل، الحديث يدور عن منطقة مساحتها 7 كم مربع فقط. ليس هذا فقط، ايضا هذه المساحة غير خالية تماما، في جزء منها يدور الحديث عن مناطق لا يمكن فيها وضع القيام، وفي مناطق اخرى توجد الآن خيام. “لا يوجد مكان واحد في دير البلح يمكنه استيعاب خيام نازحين جدد”، قال رئيس بلدية دير البلح، نزار عياش. “ما يحدث في دير البلح يسري على كل المنطقة الوسطى في القطاع، والوضع هنا يبشر بكارثة انسانية”.

هناك معطيات اخرى. حسب تقديرات الامم المتحدة فانه في مدينة غزة ومحيطها يعيش حوالي مليون شخص. وبحساب بسيط فان هذا يعني انه سيكون لكل نازح 7 أمتار للعيش في هذه المناطق. هذا حيث ان الحديث لا يدور عن مكان للنوم فيه، بل عن مساحة شاملة للسكن، الخدمات، البنى التحتية والمناطق العامة. واذا تم تطبيق خطة اسرائيل لاخلاء غزة فسيتجمع كل السكان ويحشرون في 19 في المئة من مساحة القطاع.

سواء بن نون أو غارب ارسلوا لـ “هآرتس” صور محدثة للاقمار الصناعية. الى جانب المناطق التي يوجد فيها الآن خيام لكثير من النازحين، فانه تظهر في الصور مناطق اخرى مثل كثبان الرمال، التي يصعب جدا وضع الخيام فيها والعيش فيها بكرامة. اماكن اخرى تظهر مثل طرق أو مناطق غمرت بالمياه بسبب هطول الامطار. 

اخلاء غزة، اذا حدث، سيؤدي حسب المنظمات الانسانية في القطاع الى كارثة انسانية، لان وضع السكان هو صعب حتى قبل الاخلاء. معظمهم تم تهجيرهم عدة مرات وليست لديهم القدرة المادية والجسدية والنفسية للنزوح مرة اخرى. “سكان غزة يقفون امام تصعيد قاتل آخر”، قال راميز اكبروف، مساعد الامين العام للامم المتحدة، في احاطة لمجلس الامن أمس. “بالنسبة للسكان الذين يناضلون من اجل البقاء فان العملية العسكرية هي تجسيد لخوفهم الاسوأ، وسيكون لتوسيع العملية العسكرية تداعيات كارثية”.

كل ذلك لم يذكر في بيان ادرعي امس. فحسب البيان “كل عائلة ستنتقل الى الجنوب يمكنها الحصول على معظم المساعدات المدنية التي نعمل عليها في هذه الاثناء. الجيش الاسرائيلي بدأ يعمل على ادخال الخيام وتسوية مساحات لمراكز توزيع المساعدات الانسانية وتمديد انابيب مياه وما شابه”.

لكن حتى قبل وصولهم الى مناطق اللجوء الجديدة يجب مغادرة البيت الحالي أو ما بقي منه. حسب شهادات من غزة وصلت لـ “هآرتس” فان عائلات كثيرة في المدينة معرضة لتحد حقيقي للبقاء، سواء بسبب التكاليف العالية لمغادرة المدينة أو بسبب صعوبة الانتقال اللوجستية الى مكان آخر. السكان قالوا ان تكلفة الخدمات الاساسية المطلوبة للاخلاء مرتفعة بشكل خاص. واستنادا الى شهادات من القطاع فان المواصلات من اجل الاخلاء تكلف 2000 شيكل على الاقل، ويمكن أن تصل الى 3.500 شيكل لكل عائلة. “من اجل جلب عربة مع حمار أو تكتك انت تحتاج الى الف دولار على الاقل”، قالت امرأة اسمها مشيرة توفيق في مقابلة مع راديو “الشمس”. وهذا ليس كل شيء. فتكلفة الخدمات المتغيرة تقدر بـ 1500 شيكل، وايضا ثمن الخيمة غير قليل. ثمن خيمة اساسية هو 4.500 – 5000 شيكل. بالاجمال العائلة بحاجة الى انفاق 12.500 شيكل من اجل الانتقال من المدينة نحو الجنوب. “أنا لا يمكنني تخيل عائلة يمكنها دفع هذا المبلغ”، قالت مشيرة. “الانتقال الآن من مكان الى آخر لا يعني فقط ايجاد قطعة ارض فارغة، ان وجدت، بل هذه رحلة معاناة فظيعة، خوف وقلق. احيانا هناك من يفضلون النوم بين الانقاض أو على الشوارع. لا يوجد لنا مكان لنذهب اليه”.

في غضون ذلك اعلن الجيش الاسرائيلي بانه سيغلق مركز توزيع المساعدات في تل السلطان بهدف تحسين الاستجابة وتحسين أمان التوزيع. وبدلا من ذلك سيقام مركزين آخرين في جنوب القطاع. هكذا سيرتفع الى خمسة مراكز عدد المراكز التي تعمل في القطاع. حسب بيان الجيش فانه منذ شهر أيار وحتى الآن تم توزيع في المراكز الاربعة التي كانت تعمل، حوالي 2.3 مليون رزمة مساعدات اسبوعية للعائلات.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى