ترجمات عبرية

هآرتس: الجنود يستمرون في الموت ونحن نخضع، أين المعارضة؟

هآرتس 25/8/2024، اوري مسغافالجنود يستمرون في الموت ونحن نخضع، أين المعارضة؟

انظري، أيتها الارض، نحن مبذرون جدا. فها هي جثثنا ملقاة في طابور طويل جدا. اربعة آخرون من افضل ابنائنا قتلوا صباح يوم الجمعة في ممر نتساريم. وهناك ثلاثة عوالم اخرى تم تدميرها. ممر يوجد لنا في البيت، لكن في نتساريم يوجد محور يقسم القطاع الى قسمين، والجنود الذين يقومون بحراسته هم مثل الأوز الموجود في ميدان الرماية. 

في الصباح الذي قتل فيه الجنود في نتساريم، تم دفن في عسقلان اوري اشكنازي نحاميا، الذي قتل قبل يوم. كان عمره 19 سنة عندما قتل. شقيقه قرأ في الجنازة رسالة احتفظ بها كي تتم قراءتها عندما يموت، هذا أمر اصبح سائدا الآن. نحن وصلنا الى وضع يكتب فيه ابناء الـ 19 وصيتهم، وهذا يعتبر جزء طبيعي في الحياة. قبل ذلك، في نفس الاسبوع، تم دفن شاحر بن نون الذي قتل في خانيونس، وقبله محمود عمرية الذي قتل في الجليل الغربي، وقبلهم يوتام اسحق بيلد ومردخاي يوسيف بن شوعم، اللذان قتلا ايضا في نتساريم.

وتيرة القتلى مرتفعة وهم يموتون عبثا. اسرائيل لم تضع اهداف لهذه الحرب. الاهداف والجهود تتغير مع مرور الوقت لضمان بقاء حكم نتنياهو. هذا هو الهدف الحقيقي الوحيد، ليس فيلادلفيا أو نتساريم، وليس تدمير حماس أو عودة السكان.

نحن نذهب مثل القطيع الى المسلخ. حكومة نتنياهو تقتل الجنود والمخطوفين، وبالطبع سكان غزة. لقد وصل عدد المقتولين الى 40 ألف تقريبا، معظمهم ليسوا من المخربين. نحن خاضعون جدا ومؤدبون ومذعنون. لا توجد أي دعوة واضحة لوقف هذه الحرب المسلحة، التي هي ببساطة تضحي بالابناء وتدمر اسرائيل ومصيرها ومستقبلها. الاحتجاج يقتصر على المخطوفين. وهذا مفهوم وطبيعي واخلاقي. ولكنه ايضا مريح بدرجة معينة. لنفترض من اجل النقاش، بأن المخطوفين عادوا. فهل عندها من المنطق مواصلة اغراق انفسنا واغراق الغزيين في الثكل والدماء الدمار؟. في هذه الاثناء نحن تعودنا ايضا على عمليات “انقاذ” المخطوفين الاموات. ما هذه الهستيريا، تعريض حياة الجنود الاحياء للخطر من اجل اعادة اكياس جثث. عالم معكوس، تقديس الموت وفقدان أهمية الحياة. 

في السابق تم الحديث عن الحرب الاكثر سوءا والاكثر غباء في تاريخ اسرائيل. لا يوجد هدف أو غاية أو أفق أو اجماع. والغريب أنه ايضا لا يوجد رفض أو معارضة، سواء في اوساط الجمهور أو في وسائل الاعلام أو في الجيش. لا يوجد ايلي جيفع أو عمرام متسناع أو “اربع أمهات”، توجد حركة “أم يقظة”، التي تطالب باجراء نقاش في الكابنت حول اهداف الحرب، وتطالب بتجنيد الحريديين. هذا هو الحد الاعلى الذي يعتبر الآن أمر مشروع.

المحرر في “هآرتس” الوف بن، شرح هنا بأنه يوجد لنتنياهو، المصمم والذي يحسب خطواته جيدا، هدف واضح وهو احتلال قطاع غزة والاستيطان فيه (“هآرتس”، 21/8). ولكن أنا لا اتفق معه، لأنه توجد لنتنياهو ايديولوجيا واحدة ووحيدة وهي كسب الوقت والبقاء في الحكم، والمقاعد بحق تعود اليه، حسب تقديري، في ظل غياب بديل حقيقي يطالب بوقف الحرب وتسوية سياسية في الجنوب وفي الشمال، في المستوى السياسي وجهاز الامن. بالمناسبة، حتى لو أن ذلك لم يكن مربحا في الانتخابات، إلا أنه الشيء الصحيح الذي يجب فعله. القيادة الحقيقية، مثل قيادة تشرتشل وبن غوريون ورابين، يجب عليها أن تأخذ في الحسبان ما يحتاجه الشعب وليس ما يريده الشعب. 

هاكم ما صرخت به ايلانيت، الأم المحطمة لضابط المظليين شاحر بن نون، على قبر ابنها: “أنا أريد العيش، ما الذي منحنا الله اياه، 70 سنة للعيش، 80 سنة، 100 سنة. اذا هيا نعيش. لا أحد يريد استقبال ابنه في تابوت، لا أحد”. الحظ لم يبتسم للجميع كي يربي ابن شاب يتمتع بصحة جيدة في ميامي. كفى للتضحية بأبناء اسرائيل من اجل الملك نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى