ترجمات عبرية

هآرتس – الجنرال المكسيكي كاستنياتس

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 11/4/2021

َ” يجب على غولدرايخ أن يشكر وزير التعليم غالنت لأنه عزز قناعته بصدق طريق الـ بي.دي.اس، وأن التغيير لن يأتي من داخل المجتمع الاسرائيلي، بل سيأتي بعد معاقبة اسرائيل من قبل المجتمع الدولي “.

        الجنرال المكسيكي كاستنياتس كان شخص مهم جدا وكبير جدا. ايضا الجنرال الاسرائيلي يوآف غالنت هم شخص مهم جدا وكبير جدا. وهو ايضا يحمل مسدس عند ذهابه الى العمل في المكتب، ويعلق ايضا أوسمة كثيرة على صدره. خلافا لبطل قصيدة حاييم حيفر، الجنرال غالنت بالضبط شارك في حروب ومعارك؛ يمكن القول عن معظمها بأنه من الافضل أن لا تكون قد حدثت. هي كانت حروب زائدة وظالمة. كاستنياتس المسكين انفجر بسبب أكل 20 فطيرة؛ غالنت يمكن أن ينفجر بسبب كثرة التضخيم والاهمية الشخصية. في الاسبوع الماضي ضرب مرة اخرى.

       المعارضة ووسائل الاعلام تعطي المجال لغالنت. فهي لا تسخر منه مثلما تسخر من ميري ريغف أو اوسنات مارك، ولا تشهر به مثل امير اوحانا وميكي زوهر ودودي امسالم، رغم أن اضراره يمكن أن تكون اكبر من اضرارهم. غالنت هو جنرال اشكنازي وواحد منا. لذلك، تقريبا لا يتم المس به. ولكن اضراره تتراكم ومعها ايضا مستوى الاستهزاء الذي يثيره بمحاولاته التي تثير الشفقة في أن يصبح ضابط التعليم الرئيسي في الدولة. الآن هو يحتفل بانتصار بائس: قرار المحكمة العليا غير المعقول والذي سمح له بأن يحجب حتى الآن  جائزة اسرائيل عن البروفيسور عوديد غولدرايخ بسبب مواقفه السياسية. غالنت يقوم الآن بفحص صدق تحفظ غولدرايخ من حركة مقاطعة اسرائيل. كيف سيفحص ذلك؟ هل قام بتطوير مقياس للصدق؟ هل سيستدعي غولدرايخ من اجل التحقيق في قسم الافكار التابع للشرطة؟ كل شيء ممكن الآن.

المراسيم انتهت. غالنت خرب بيده احدى المحميات الطبيعية في واقع اسرائيل المتفكك، جائزة اسرائيل. الحاصلون على الجائزة لا يستحقونها اذا لم يتنازلوا عنها على الفور تضامنا مع زميلهم الذي تم حرمانه. ايضا حكام الجائزة لم يعودوا كذلك اذا لم يحذروا من الآن من اختيار مرشح لا يروق للنظام. لم يعد بالامكان أن تكون عالم محترم في اسرائيل دون دعم النظام. لمن يعود الفضل؟ لوزير التعليم الذي وقع على فشل اسرائيل المدوي في مكافحة وباء الكورونا.

       تعيينه كان فضائحي، وهو التعيين الاسوأ لبنيامين نتنياهو. فقائد عملية دموية جدا مثل عملية “الرصاص المصبوب” لا يمكن أن يكون وزيرا للتعليم. ومكان قادة هذه العملية، بما شملته من قتل وتدمير تسببوا به عبثا، هو في لاهاي وليس في وزارة التعليم. غالنت يحب الحروب في غزة، دائما دفع نحوها وحرض عليها. في شتاء 2017 قام بتحديد الربيع القادم كموعد لهجوم آخر على غزة المضروبة. ولحسن الحظ لم يستجب له أحد. هو يحب مصطلح “رأس الافعى”. لغته هي لغة من الافضل أن لا يكون الطلاب في اسرائيل قد انكشفوا عليها. عندما تم انتخاب يحيى السنوار لرئاسة حماس في غزة كتب غالنت في صفحته في الفيس بوك الى جانب صورة هذا الشخص بأنه قبل بضعة اسابيع خافت اسرائيل من عزله: “هكذا يبدو رأس الافعى. ومن الواضح ما هي نهاية الافعى التي ترفع رأسها”، صرح رئيس منظمة الجريمة، وهو الآن وزير التعليم. بعد بضعة اشهر على ذلك وجد “رأس افعى” جديد من اجل تصفيته: “لقد حان الوقت لتصفية أسد”، كتب مقاول التصفيات، “عندما سنقضي عليه سنصل الى رأس الافعى الجالس في طهران”. في البداية سنأخذ برلين وبعد ذلك نيويورك؛ ما هذا التبجح والعنف الاسرائيلي.

       “من لا تهمه دولة اسرائيل وقوانيها لا يستحق جائزة اسرائيل”، هكذا حكم الوزير الذي تخصص في الحفاظ على قوانين الدولة في بيته الذي تم تخطيطه بعناية. وتوجد له ايضا معايير في فحص من تهمه الدولة أكثر، هل من يدعو للقتل والتصفية أو من يعارض كل ذلك. لو أنني كنت في مكان غولدرايخ لكنت سأشكر غالنت على الاحترام الذي اغدقه علي، وكنت سأقول له: بفضل اشخاص مثلك اقتنعت أخيرا بأن الـ بي.دي.اس على حق. التغيير لن يأتي من داخل المجتمع في اسرائيل، بل بعد أن تتم معاقبتك من قبل المجتمع الدولي وتدفع الثمن. وقاحة وزير التعليم هي الدليل على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى