ترجمات عبرية

هآرتس – الجنرالات الثلاثة لم يقدموا شيء لتطهريي قيادة اليسار

هآرتس – بقلم  اوري مسغاف – 13/1/2022

” لم يكن من المنطقي تدمير المكان فوق رؤوس من انتقدوا الجنرالات الثلاثة لولا الضرر الذي تسببوا به للمعسكر السياسي الذي يتماهون معه. توجد في هذا المعسكر اغلبية واضحة من الاسرائيليين المعتدلين والبراغماتيين الذين يحبون السلام والذين لهم عقلية امنية، الذين ردهم على خطاب الجنرالات كان موحد: كل الاحترام، استمروا على هذا النحو ونحن معكم”.

ثلاثة قادة سابقين للمنطقة الوسطى نشروا هنا مقال حاد وواضح ضد هياج المستوطنين في المناطق المحتلة (“هآرتس”، 11/1)، نيتسان الون وآفي مزراحي وغادي شمني، الذين قادوا في الـ 15 سنة الاخيرة قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة، وطرحوا بالتفصيل اربعة اخطار اساسية تنبع حسب رأيهم من الارهاب اليهودي، واستنتجوا أن “عنف المستوطنين المتطرفين هو أمر غير محتمل على مستوى الاخلاق، ويضعضع الاستقرار في المناطق ويضر بأمن اسرائيل ومواطنيها، ويضر بالمصالح الاستراتيجية في المنطقة وخارجها. ويجب على المستوى السياسي – الامني أن يتجند من اجل الوقف الفوري والحازم والقوي، الذي لا هوادة فيه، لهذه الظاهرة”.

أنا أتذكر منذ سنوات طويلة مقولة واضحة وملخصة عن هذا الدنس، مدعومة بمطالبة حازمة من اجل العمل. وهذه المقولة لم تأت من قبل منظمات حقوق انسان أو كتاب أعمدة، بل من قلب التيار العام الاسرائيلي. علاوة على ذلك، الجنرالات الثلاثة ايضا اشاروا الى أنهم اعضاء في حركة “قادة من اجل أمن اسرائيل”، التي تضم 300 من كبار الضباط السابقين في الجيش واجهزة المخابرات، وتوجهت مؤخرا الى وزراء واعضاء كنيست مطالبة بوقف الزعرنة. 

اليسار ومن يعارضون الاحتلال كان يجب عليهم احتضان الجنرالات الثلاثة بحماسة. اقوالهم ليس فقط تتطابق مع مواقفهم وقيمهم، بل هي تشكل ايضا حقنة نشاط فجائية لجهودهم السيزيفية لايقاظ الرأي العام النائم وغير المبالي. اضافة الى ذلك، هم يعيدون رؤية المعسكر المعتدل الى مقدمة المسرح ويتماشون مع التصريحات الاخيرة لعومر بارليف ويئير غولان، الشخصان الامنيان الرفيعان اللذان تعرضا لهجوم وحشي من قبل اليمين الاستيطاني وتم عرضهما كـ “واهمين” و”مشوشين”، ولكن ليس لدى المتعصبين والتطهريين في يسارنا. هؤلاء قفزوا وردوا بالمثل على الجنرالات. مجموعة قصيرة من الردود: هؤلاء هم منافقون وجبناء. لماذا لم تتحدثوا عندما كنتم في الخدمة. الآن تأتون؟ أين كنتم طوال السنين؟ من المحزن أنكم فقط الآن استيقظتم. أنا لا أتحمل المجرمين الذين تتدلى اهدابهم أو المجرمين الذين يرتدون الزي العسكري. أنتم تمثلون الروح الجبانة للقيادة الرفيعة. تحتلون وتبكون. الجنود يبكون لأنه يوجد المزيد من المجرمين غيرهم. لماذا ليس في “يديعوت احرونوت”. لماذا ليس في “اسرائيل اليوم”. لقد مللنا من كل انواع السابقين الذين بعد أن لفوا انفسهم بمخصصات تقاعد كبيرة وجدوا لديهم الشجاعة من اجل تقديم المواعظ الاخلاقية. ما هو الجديد في هذا المقال. لماذا لا تطالبون بانهاء الاحتلال. لماذا فقط اسباب عملية. لا توجد أي كلمة عن حقوق الانسان للفلسطينيين. وغيرها المزيد مثل خوارزمية معقدة ومجنونة. وبما أن الواقع ايضا يحب السخرية فانهم يندمجون جيدا مع هجمات اليمين على “جنرالات اليسار”.

المتعصبون يحبون الاستهزاء بمساعدة حانوخ لفين لاناس “الكل جيد”، لكنهم اناس “الكل غير جيد”. لا يوجد شيء جيد بما فيه الكفاية بالنسبة لهم. لا يوجد أي تعزيز أو محاولة ارتباط أو تحالف مصالح أو تعاون مع الاحزاب التي لا تنتمي لدائرتهم الصاخبة والمحدودة، التي يستحمون فيها بطهارتهم وغرورهم، ويتمرغون في سياسة الاتهام التي يستوردونها من اليسار التقدمي الانتحاري الذي يوجد وراء البحار. من المفهوم أنه فقط حفنة منهم تخلت عن الدفاع عن المؤسسة الامنية وتخلت عن ملذات الصهيونية التي يسهل انتزاعها من الحرم الجامعي والشقق السكنية  في الشيخ مؤنس المحتل. لقد تنازلوا منذ فترة طويلة عن خيار النفوذ، وازدراء أي حل وسط يمكن أن يمنع عودة جميع اللاجئين واقامة دولة واحدة مع اكثرية مسلمة بين النهر والبحر (لكنها ديمقراطية!)

شيطانهم الاكبر هو اهود باراك، الذي خدع ياسر عرفات المسكين وذهب به الى كامب ديفيد. والشرير اللدود هو بن غوريون، أبو التطهير العرقي. ورابين، الذي خلد الاحتلال، لم تمنح له عضوية النادي إلا بعد اغتياله. لم يكن من المنطقي تدمير المكان فوق رؤوس من انتقدوا الجنرالات الثلاثة لولا الضرر الذي تسببوا به للمعسكر السياسي الذي يتماهون معه. توجد في هذا المعسكر اغلبية واضحة من الاسرائيليين المعتدلين والبراغماتيين الذين يحبون السلام والذين لهم عقلية امنية، الذين ردهم على خطاب الجنرالات كان موحد: كل الاحترام، استمروا على هذا النحو ونحن معكم. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى