ترجمات عبرية

هآرتس: التعامل مع “حماس” على أنها عنوان غزة

هآرتس 2022-08-09، بقلم: أسرة التحرير

بعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يترسخ في القيادة السياسية الإسرائيلية الفهم المهم بأنه سيكون ممكناً استخدام الإنجاز العسكري لحملة “بزوغ الفجر” لخطوات مدنية وسياسية أيضاً.

فقرار قيادة “حماس” التصرف كـ “راشد مسؤول” في الجولة الحالية، ومنع التصعيد قد يشهد على استعدادها للدفع قدما بتهدئة طويلة المدى مع إسرائيل، وللعمل لأجل تحسين رفاه سكان القطاع، وللسماح بخطوة دولية لإعادة بنائه، بل ربما عقد صفقة لإعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين.

الموقف الرسمي لدولة إسرائيل هو عدم إدارة علاقات ومفاوضات مع منظمات “الإرهاب”. أما عمليا فقد أثبتت حملة “بزوغ الفجر” أن تنظيم “حماس” هو الآن العنوان لدولة إسرائيل في قطاع غزة. لهذه الدرجة حيث كان في إسرائيل حتى من خاب أمله من الموقف الحيادي لـ “حماس”، التي لم تعمل كي تكبح “الجهاد الإسلامي” حين أطلق الصواريخ نحو إسرائيل.

الحقيقة هي ان “الجهاد الإسلامي” تضرر في الحملة، وهكذا ازدادت قوة “حماس”. كل هذا يمكنه وينبغي له ان يغير قواعد اللعب في علاقات إسرائيل مع القيادة في غزة.

حكومة التغيير المؤقتة تتشكل من قوى سياسية متعارضة، تختلف في مسائل سياسية ولهذا سيكون من الصعب عليها الدفع قدما بخطوات بعيدة المدى. ولكن حتى زيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل، وضخ البضائع، وتشجيع دول المنطقة على نقل مساعدات اقتصادية الى القطاع يمكنها أن تساعد في إعادة بناء غزة وتحسين العلاقات بينها وبين إسرائيل. هذه الخطوات يمكنها أن تتم مباشرة مع “حماس”، بالطبع بتنسيق ومشاركة مصرية، قطرية، وتركية.

يجب أن نتذكر بأن الحديث لا يدور عن بديل لحل الدولتين وتعزيز العلاقات مع السلطة الفلسطينية التي هي شريك إسرائيل للمفاوضات السياسية.

إعادة إعمار غزة يجب أن تتم كخطوة موضعية وفورية، هدفها السماح بحياة معقولة اكثر لسكان غزة. بالتوازي ينبغي أن نتذكر أنه لا يوجد بديل حقيقي لإيجاد أفق سياسي واضح. ستبقى إسرائيل تنجر الى جولات قتالية لا تنتهي في غزة، والى مواجهات عنيفة في الضفة، طالما أصرت على “إدارة النزاع” وليس حله.

الآن بالذات، عشية الانتخابات، وبعد حملة عسكرية أخرى شوشت سير حياة ملايين المواطنين، ينبغي ليئير لابيد أن يلوح بالعلم السياسي ذاته: الحديث بصوت عال وواضح عن حل الدولتين، وطرح بديل حقيقي لـ 12 سنة حُكم كساها اليأس من بنيامين نتنياهو، والتي هددت بتصفية ما تبقى من أمل للشعبين لأن يعيشا بسلام، الواحد إلى جانب الآخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى