ترجمات عبرية

هآرتس: الاحتجاج ينجح

هآرتس 2023-03-02، بقلم: أسرة التحرير: الاحتجاج ينجح

مئات آلاف الإسرائيليين الذي شرعوا بالاحتجاج وأوضحوا بأجسادهم وبأموالهم بأنهم لن يقفوا جانبا عندما تتحول إسرائيل ضمن أمور أخرى إلى جحيم للمثليين، لم يتركوا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مفرا غير التراجع عن تعهداته الائتلافية لرئيس حزب «نوعم»، آفي ماعوز، ما دفعه لأن يستقيل، أول من امس، من منصبه كنائب وزير. في كتاب الاستقالة كتب ماعوز، انه لم ينجح في إلغاء «أنظمة وزارة التعليم، وزارة الرفاه ووزارة الصحة من عهد حكومة لابيد التي تعنى بتغيير مفاهيمنا الأساس كشعب إسرائيل والعائلة اليهودية»، كما فشل في محاولته «لإعادة الأب والأم إلى الاستبيانات الرسمية في الوزارات الحكومية».

ليس فقط في قضايا المثليين اضطر نتنياهو لأن يكبح الجماح كنتيجة لضغط خارجي. فالضغوط الدولية والمشاكل الأمنية، التي تستوجب ردا مسؤولا وليس «ردعا» في شكل شغب حوارة، تفعل فعلها وتغرق الائتلاف بالتوترات. «قوة يهودية» قاطع هذا الأسبوع النقاش في الكنيست بكامل هيئته احتجاجا على انعقاد المؤتمر الأمني في الأردن مع ممثلين من السلطة الفلسطينية وعلى «سياسة الاحتواء» التي تتبعها الحكومة. في «الليكود» لم يستطيبوا تغيبهم، ومسؤولون كبار في «الليكود» قالوا، إن هذا فعل عديم المسؤولية «يمس بحكومة اليمين».

مشاكل نتنياهو لا تنتهي بالعنصريين الكهانيين من «قوة يهودية». عن النقاش تغيب أيضا أعضاء كتلة «يهدوت هتوراة» احتجاجا على خرق الاتفاقات الائتلافية في ميزانية الدولة. وتعتزم «ديغل هتوراة» تشكيل «فريق لفحص الاتفاقات الائتلافية». وفي الصحيفة الناطقة بلسان الحزب «يتد نئمان» كتب هذا الأسبوع انه في الميزانية «لم يعطَ جواب على مواضيع اتفق عليها صراحة مع رئيس الوزراء». والمقصود هو تمويل «مؤسسات الإعفاء» (غير الملزمة بتعليم المواضيع الأساسية كاملة) – وعد أعطاه نتنياهو كي يمنع انشقاق «يهدوت هتوراة». في نبأ آخر وجِه نقد لأعمال القطار، «في ظل تدنيس مخز للسبت»، وذلك رغم أن في حينه قالت وزيرة المواصلات ميري ريغف، انه في السبت لن تنفذ إلا أعمال موضوعها فداء النفس.

غير أن الجبهة المتفجرة اكثر من غيرها هي المثلث الأمني الذي يضم شريكيه من اليمين المتطرف، الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ووزير الدفاع يوآف غالانت. فالتوتر بينهم كان يمكن أن يرى في قضية إخلاء الكرم شمال رام الله قبل أسبوعين. ومن المتوقع للتصعيد في المناطق أن يرفعهم إلى مسار الصدام.

الانقلاب النظامي الذي يؤدي إلى تدهور اقتصادي؛ ردود الفعل القاسية في الولايات المتحدة وفي أوروبا؛ التصعيد الأمني والاحتجاج الجماهيري المتعاظم من أسبوع لأسبوع – كل هذه تزيد التوترات في الحكومة، وفي نهايتها ستتفكك من الداخل. الاستنتاج العملي واضح: الاحتجاج ينجح، ويجب توسيعه قدر الإمكان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى