ترجمات عبرية

هآرتس: الائتلاف والمعارضة كلهم بن غفير

هآرتس 30/10/2025، جدعون ليفيالائتلاف والمعارضة كلهم بن غفير

في نهاية المطاف الجميع هم بن غفير. بين نفتالي بينيت ويئير لبيد وافيغدور ليبرمان، الذين هم أمل المعارضة، وبين بن غفير المخيف، يمر خط مشترك: قومي متطرف، فاشي، عسكري، مع اختلاف طفيف. بين الحكومة الاكثر يمينية في تاريخ الدولة وبين الذين يدعون الاحقية بالتاج يوجد 50 نوع من اليمين، فقط يمين. لذلك فان كل الحديث عن “انقسام في الشعب” و”الانتخابات الاكثر مصيرية في تاريخ الدولة”، وهي الكليشيهات السائدة الآن، هو كذب. لا يوجد لاسرائيل حتى زهران ممداني واحد، ولن يكون لها في القريب. بن غفيريون يوجد لديها بوفرة.

موسم الانتخابات على الابواب، ولا يوجد مثل لبيد يمكنه تمييز الموضة الرائدة ويسارع الى الركوب عليها. فاشية، هذا المنتج الاكثر اثارة للحماس في السوق بعد 7 اكتوبر، ولبيد يصدره بحماسة. هذا الاسبوع وعد “رئيس المعارضة” بانه سيدفع قدما بقانون يمنع بحسبه كل من لا يخدم في الجيش التصويت في الانتخابات، سواء في اسبرطة أو في سوبر اسبرطة لم يكونوا ليتجرأوا على طرح مثل هذا الاقتراح العسكري جدا. ربما هناك كانوا سيخجلون.

العرب، الحريديم، الجنود، المعاقون، المجرمون وذوي الاحتياجات الخاصة – جميعهم سيتم رميهم في النهر. هم لن يكونوا جزء من الديمقراطية. واذا كان الامر كذلك فلماذا لا نطرد كل الذين لا يخدمون في الجيش، أو نقوم بسحب جنسيتهم أو ربما اعتقالهم في معسكرات؟. حسب لبيد فان الخدمة العسكرية هي مفتاح الحقوق الاساسية. اذا لم تقتلوا الاطفال في غزة، ايها الاسرائيليون الاعزاء، فان لبيد سيصادر بطاقة الناخب منكم. نحو هذا الشخص يجب على الاشخاص الذين عانوا من الندب الناتجة عن سنوات حكم نتنياهو، رفع عيونهم الآن على أمل رؤية شيء آخر.

الامل الاكبر هو اكثر اثارة لليأس. “في النقب تقام الان دولة فلسطينية”، هكذا حذر في هذا الاسبوع نفتالي بينيت سكان عومر. “اذا لم نعمل فنحن سنستيقظ على 7 اكتوبر في النقب”. مواطنو اسرائيل البدو، المجموعة الاكثر ظلما واستغلالا في المجتمع، هم حماس، والخطر الذي يشكلونه هو 7 اكتوبر. عندما يتحدث بن غفير هكذا بلسانه فما الحاجة الى بينيت؟ هل من اجل لغته الانجليزية الطليقة؟ أو بسبب تهذيبه المهني؟ أو بسبب خدمته في مغلان؟ والزوجة التي لا تتجول وهي لا تحمل مسدس، العيش في رعنانا (وليس في تل رميدة)؟.

بالنسبة لبينيت، مثل بن غفير، فان هذه البلاد هي لليهود فقط. البدو، الذين بعضهم تم طرده الى النقب من مناطق اخرى في البلاد، ليسوا ابناءها، هم يشكلون خطرا يجب اجتثاثه. ولكن النقب هو لهم على الاقل مثلما هو لبينيت ولسكان عومر. النقب هو بقايا الارض التي تركناها لهم بعد طردهم من اراضيهم ودمرنا نسيج حياتهم وحبسناهم في عنابر فقر. في الواقع بعضهم ليسوا لطيفين – يقودون السيارات بشكل متوحش، يتزوجون اكثر من امرأة وعنيفون. هذا الامر يجب اصلاحه، لكن بدون التقليل من حقوقهم المدنية، التي لا تخضع للمصادرة.

بينيت، مثل لبيد، هو شخص ظلامي. الاثنان يعتقدان ان الحقوق المدنية تعطى كهدية، ومكافأة على حسن السلوك (بالنسبة اليهما). هذه هي الفاشية في ابشع صورها، والفاشي المخضرم بينهم، ليبرمان، سينضم اليهما بحماسة. هو ايضا يؤيد حرمان من لا يشارك في الحرب وفي جرائمها، من حقه في التصويت. ويعتبر البدو ضيوف غير مدعوين في هذه البلاد.

التشابه الفاشي بين الائتلاف والمعارضة ليس بالصدفة. هو ما يسمى الصهيونية. في 2025 لم يعد بالامكان الدفاع عن هذه الايديولوجيا القومية المتطرفة بدون ان تكون فاشي وعسكري. هذا هو جوهر الصهيونية، ربما هي كانت هكذا من البداية، والنزاهة تقتضي الاعتراف بذلك.

نتنياهو وبينيت، بن غفير ولبيد، هم صهاينة مثلما هم تقريبا كل الاسرائيليون. هم يؤمنون بتفوق اليهود في البلاد، وبفكرة الدولة اليهودية والديمقراطية. الفاشية هي الوليد المحتم لذلك. لم يعد بالامكان ان تكون صهيوني بدون ان تكون فاشي.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى