ترجمات عبرية

هآرتس: الإنجازات العسكرية والقتلى لن تحقق لإسرائيل الشعور بالانتصار

هآرتس 25/10/2024، كارولينا ليندسمان: الإنجازات العسكرية والقتلى لن تحقق لإسرائيل الشعور بالانتصار

“هكذا هو الامر في الحرب”، هكذا برروا من طلب منهم تبرير الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والاضرار الشديد بالمدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال والشيوخ، والتدمير الكامل. ومثل مفهوم السياق هكذا أيضا “هكذا هو الامر في الحرب” هو ترف محفوظ لإسرائيل فقط. ومن سيتجرأ على القول بأن الاعمال التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر “هكذا هو الامر في الحرب” ستتم ادانته بالخيانة، ليس أقل من ذلك. 

إن إخفاء صور الدمار المطلق الذي ترتكبه إسرائيل في غزة عن عيون الجمهور الإسرائيلي، وحظر التحدث عن الموضوع بشكل علني، هو الوجه الثاني لقطعة النقد الثقيلة والمتعمدة في الصور والرسوم البيانية لما فعلته لنا حماس في 7 أكتوبر. في الوقت الذي فيه الإسرائيليون لا يبالون بتدمير غزة فانهم ينشغلون اكثر فأكثر بشهادات الضحايا.

الضحايا انفسهم بالتحديد يظهرون مناعة شخصية مثيرة للتقدير. فالعجائز اللواتي رجعن من الأسر يقفن بصمود اكثر من المذيعين في الاستوديوهات الذين يجرون المقابلات معهن. لا يمكن تجاهل استعداد المجتمع اليهودي للاستسلام لموقف الضحية. إسرائيل تعمل منذ اكثر من سنة في اطار يوم الكارثة. الصور والشهادات من 7 أكتوبر حلت مكان بنك الاوصاف للمعسكرات وشهادات الناجين. ولكن الموسيقى التصويرية هي نفسها، وكذلك أيضا النية العاطفية. فهي لم تتلاشى بل العكس، هي آخذة في الازدياد.

منذ اكثر من سنة ونحن نحاول بجهد المعرفة. لقد اصبحنا مدمنين على وصف ما فعلوه أو أرادوا فعله أو ما كان يمكنهم فعله للمخطوفات (خيالنا لا يبالي بهذه الفروقات). نحن نصمم على المقارنة بين الحريق في الغرفة الآمنة وبين الموت في غرف الغاز، بين أطفال الغلاف الذين اختبأوا في الخزانات وبين آنا فرانك – رغم أنه يصعب التفكير بأحداث تاريخية مختلفة عن بعضها في جوهرها وسياقها الشامل – الكارثة مقارنة بـ 7 أكتوبر. إشارة اولى: توجد لنا دولة. واشارة ثانية: نحن دولة عظمى عسكريا. إشارة ثالثة: المفاعل في ديمونة. إشارة رابعة: النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

لو أن التصرف الجماعي المذكور أعلاه كان بمثابة الشفقة على الذات، فليكن. وحتى لو أن ذلك لم يكن صحيا، لكان يمكن استيعاب يوم الكارثة هذا الذي لا ينتهي. ولكن بينما نحن نستسلم للضحايا – فانه من خلال جيش الدفاع الإسرائيلي هاجمنا بكل القوة وضربنا مصاص الدماء في وجوهه وثقبنا جسده بالرصاص، رغم أنه مات بيدنا منذ زمن طويل.

لو أن هذا كان فيلم لكان أحد الأصدقاء سيوقف يدنا ويربت على كتفنا ويوقظنا بشدة ويصرخ بصوت مرتفع كي يخرجنا من حالة النشوة التي دخلنا اليها: “كفى، لقد مات”. ماذا تقول الاغنية؟ “يا للهول، لم أقل ما يكفي”. إسرائيل لا تنجح ويبدو أنها لن تنجح في أي يوم في قول كفى، والوصول بقوتها الذاتية الى الاستنتاج بأن هذا هو الوقت المناسب للتوقف. وحقيقة أنها عازمة على مواصلة الحرب، وحتى توسيعها نحو ايران بعد موت يحيى السنوار مهندس 7 أكتوبر والعدو المثالي لنا، تعزز الشعور بأن إسرائيل لا تمتلك القوة الداخلية المطلوبة لوقف نفسها. فهي لا تعرف كيف تتوقف. وهي تقول: “يا للهول، لم أقتل بعد ما يكفي”.

أنا كتبت ذات يوم بأنه ليس هناك أي كمية من الطعام يمكن أن تشبع الخائف. إسرائيل تحارب الآن وكأنها شخص لا يعرف الشبع ويحركه القلق، بالتالي، فان أي قدر من الإنجازات العسكرية والقتلى لن يحقق لها الشعور بالانتصار. وفي نفس الوقت فانه ينشط آلية ثابتة لخلق القلق من نوع المنتج الذي تنتجه “يد واسم”، هذا مزيج خطير. واذا لم يقوموا بوقفها فهي ستهزم نفسها بدماء الفلسطينيين.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى