ترجمات عبرية

هآرتس: الإمارات هي الدولة العربية الأولى التي تستقبل بن غفير وتأمل في جني أرباح سياسية

هآرتس 4-12-2022، بقلم تسفي برئيل: الإمارات هي الدولة العربية الأولى التي تستقبل بن غفير وتأمل في جني أرباح سياسية

البروتوكول لم يلزم سفارة الإمارات في إسرائيل بدعوة ايتمار بن غفير لحضور مراسيم الاحتفال باليوم الوطني الـ 51. بن غفير ليس وزيراً ولم يؤد اليمين حتى الآن لتسلم منصبه. وحسب مصدر سياسي أردني، فإن “دعوة بن غفير هي بمثابة اتخاذ موقف واضح، يجب فهمه كرغبة الإمارات في التأثير على خطوات حكومة نتنياهو القادمة، وذلك لتقديم بادرة حسن نية تجاه الممثل الأكثر تطرفاً فيها كوسيلة لجذبه إلى مصيدة العسل. من الواضح لنا جميعاً أن لدى الحكومة الجديدة عدة تهديدات قد تشعل الضفة والقدس والمنطقة برمتها. ولكن أبو ظبي تسلك “دبلوماسية إيجابية” بدلاً من التحذير والتهديد. فهل ستساعد هذه الطريقة إذا اتخذ بن غفير خطوات لتهويد للحرم؟ سننتظر ونرى”.

في هذا السياق، ذكر مصدر ما بأن الإمارات ربطت التوقيع على اتفاقات إبراهيم بتراجع نتنياهو عن النية الحقيقية، أو الوهمية، لضم “المناطق”. في حينه، سجل ولي عهد الإمارات، محمد بن زايد (الذي عين لاحقاً حاكماً للدولة) إنجازاً مهماً، وهو شرعنة اتفاقات إبراهيم، وخلق ارتباطاً حتى لو كان شكلياً بين القضية الفلسطينية والسلام مع إسرائيل.

يبدو أن النية مشابهة الآن، وهي تذكير نتنياهو بحجر الأساس الذي وضعت عليه اتفاقات السلام مع الإمارات وربط بن غفير بالتزامات نتنياهو. إضافة إلى ذلك، الإمارات هي الدولة العربية الأولى التي تمنح “الشرعنة” لبن غفير، وهي بذلك لا تعطي إشارات لدول عربية أخرى حول المسار المطلوب في هذه الأثناء فقط، بل وتحقق مكاسب سياسية بأنها ستكون الدولة الأساسية ذات التأثير على سلوك الحكومة الجديدة.

الأردن ومصر والمغرب والبحرين تحافظ على هدوء نسبي في هذه الأثناء. امتنع الزعماء في هذه الدول عن إبداء موقف علني من الحكومة الجديدة بشكل عام وأمام بن غفير بشكل خاص. وفي وسائل الإعلام، لا سيما في مصر، يبدو أن الخط الذي يتم إملاؤه يتطلب عرض هذا التهديد بصورة محسوبة، بحيث يبرز الخطر الذي يواجه الفلسطينيين، لكن بدون أن يدعو إلى ردود للجماهير في الدول العربية. نشر في الأسبوع الماضي مقال مطول في صحيفة “الأهرام” المصرية وتم فيه تفصيل سيرة حياة بن غفير السياسية والشخصية بأسلوب جاف تقريباً. وفي نهاية المقال ظهرت الفقرة: “الخوف من بن غفير لا يوجد فقط في أوساط الفلسطينيين والعرب في إسرائيل، بل يمتد أيضاً إلى المواطن الإسرائيلي الذي يخاف من ثورة دينية يمينية ستحدثها نتائج الانتخابات ومن طريقة ستؤثر فيها على حياة المواطن العادي”. لم تتطرق الكلمة إلى تأثير الحكومة الجديدة على العلاقات بين إسرائيل ومصر، ولم تدع النظام المصري “لاتخاذ موقف”.

الانتقاد الشديد والنبوءات التهديدية يمكن قراءتها وسماعها في وسائل إعلام عربية تصدر خارج الشرق الأوسط أو في دول ليست لها علاقات مع إسرائيل. “الصهيونية القاتلة تقف في وسط المسرح”؛ “الكيان الصهيوني يكشف عن وجهه الحقيقي بدون تجميل أو إخفاء”؛ “على الدول العربية الاستيقاظ ووقف طموحات الحكومة الصهيونية”؛ هذه مجرد أمثلة قليلة من التصريحات التي كتبت في مقالات الرأي.

باحث كبير في مركز الأبحاث السياسية في صحيفة “الأهرام” المصرية اقترح عدم التأثر في هذه الأثناء بهذه التصريحات التي “سمعنا مثلها أيضاً في ولايات حكومات نتنياهو السابقة”. في محادثة مع “هآرتس”، قدر هذا الباحث بأن زعماء الدول التي وقعت على اتفاقات السلام مع إسرائيل يتبنون مقاربة براغماتية حسب مصالح دولهم. “لمصر مصلحة في الإبقاء على منظومة التعاون الوثيق مع إسرائيل، سواء من أجل وقف التطورات العنيفة في قطاع غزة أو لتسويق الغاز للدول الأوروبية. القضية الفلسطينية مهمة جداً، لكن مصر تدرك أيضاً بأنه لا فائدة في هذه الأثناء من التحدث عن حل الدولتين، وأنه من الأفضل التركيز على الحفاظ على الوضع السائد في قطاع غزة”، قال الباحث.

“التقدير هو أنه وفي ظل الحكومة الجديدة، سيتم الحفاظ على هذه المصلحة المشتركة لعدم وجود أي مصلحة لبن غفير في إطلاق الصواريخ من غزة. من الواضح أن مصالح مصر لا تشبه مصالح الأردن أو الإمارات، لكنها لا تنفصل عنها”، قال الباحث.

وجه الباحث أقواله للخطر الذي يتربص، سواء بمصر أو الإمارات، بسبب التطورات المتوقعة في الضفة الغربية أو في القدس، التي قد تحدث استيقاظاً عاماً واحتجاجاً جماهيرياً في شوارع القاهرة وعمان أو الرباط. “نعيش في منظومة آنية مستطرقة، ما زال للفلسطينيين فيها بؤرة قوة واحدة، وهي التأثير على الرأي العام العربي وإزعاج الأنظمة”، قال باحث في صحيفة أردنية رسمية، وهو فلسطيني الأصل. “لستُ شخصاً ساذجاً. مع مرور السنين تآكلت قدرة الفلسطينيين في “المناطق” على تحريك الرأي العام العربي. المكان الوحيد الذي يمكن الحصول منه على الاحتجاج هو الحرم، لكنه المكان الذي يسعى إليه بن غفير وأمثاله في اليمين المتطرف. هذه هي نقطة ضعف الأردن، وعندما تكون العلاقة بين نتنياهو والملك بعيدة عن أن تكون ودية، سيضطر الملك إلى الاستناد إلى زعماء عرب آخرين وعلى الولايات المتحدة من أجل تهدئة حكومة إسرائيل”.

قد يكون دور الولايات المتحدة ككابح محتمل لـ “أعمال الشغب” لحكومة نتنياهو، حاسماً، لكنه ليس ركيزة آمنة. التصريحات التي وصلت مؤخراً من شخصيات رفيعة، من بينها الرئيس الأمريكي وأعضاء في الكونغرس ورؤساء الجالية اليهودية بخصوص تشكيلة الحكومة في إسرائيل، ولا سيما ضم بن غفير وسموتريتش وإعطائهم مناصب رفيعة، تدل على القلق، لكنها لا تدل على سياسة حتى الآن. “أعرف أن الإدارة الأمريكية تمر في عملية فعل لمحاولة تقييد الضرر المتوقع من ضم هذه الجهات المتطرفة في الحكومة”، قال السناتور الديمقراطي كريس فان هولن في مؤتمر لمنتدى السادات في جامعة ميريلاند. المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، أطلق على وجود بن غفير في احتفال الذكرى بمئير كهانا بأنه “أمر مقرف، لا كلمة أخرى لوصف ذلك”؛ في حين حذر السناتور بوب ميناندز، نتنياهو مباشرة من ضم سموتريتش وبن غفير للحكومة.

“محاولاتنا تدل على أن الولايات المتحدة نجحت في تغيير سياسة إسرائيل فقط في مواضيع تكتيكية، وليس استراتيجية. شاهدنا موقف إسرائيل فيما يتعلق بالمفاوضات حول الاتفاق النووي عندما وقفت بشكل استفزازي ضد جهود أمريكا”، قال الباحث من معهد “الأهرام”. “يبدو أن هناك نشاطاً أمريكياً ناجعاً أكثر، وهو نشاط يفضل أن يستعرض قوته قبل أن يضطر زعماء الدول العربية التي وقعت على اتفاقات السلام إلى اتخاذ سياسة ستملى عليهم بضغط جماهيري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى