ترجمات عبرية

هآرتس: اغتيال كبار مسؤولي حماس هو بديل لاستراتيجية لا يوقف الدبلوماسية

هآرتس 4/7/2024، تسفي برئيل: اغتيال كبار مسؤولي حماس هو بديل لاستراتيجية لا يوقف الدبلوماسية

الجهود الدبلوماسية لمنع حرب شاملة بين اسرائيل ولبنان لا تتوقف حتى عندما تقف المواجهة العسكرية مرة اخرى على شفا تصعيد. تصفية قائد القاطع الغربي في جنوب لبنان، محمد نعمة ناصر (أبو نعمة) تم الرد عليها كما هو متوقع من قبل حزب الله بهجوم كثيف، وحتى الآن يصعب تحديد حجمه. في نفس الوقت يبدو أن اغتيال شخصيات رفيعة في حزب الله يبدو اكثر فأكثر كبديل لانجازات استراتيجية أو دواء مسكن للمطالبة في اسرائيل بشن حرب “شاملة” على لبنان.

لا يجب التقليل من اهمية غياب قادة كبار ولهم تجربة مثل ناصر أو طالب عبد الله، قائد القاطع الغربي الذي قتل في شهر حزيران الماضي، أو وسام الطويل، قائد قوة الرضوان الذي تمت تصفيته في كانون الثاني الماضي. ايضا اختراق الاستخبارات العميق الذي جاء بالتحديد بعد اتخاذ حزب الله عدد من وسائل الحماية والوقاية المتشددة، التي شملت توجيهات الحركة والاختفاء للقادة من كل المستويات والطلب من سكان جنوب لبنان بالتوقف عن استخدام الهواتف النقالة وزيادة الملاحقة والمراقبة في المناطق “المشبوهة” بالتعاون مع اسرائيل، هذا الاختراق يضاف الى الضربة المعنوية التي تأتي مع كل مس بالقيادة العليا.

لكن مقارنة مع استعدادات حزب الله في بداية الثمانينيات عندما كان حسن نصر الله قائد القاطع الجنوبي كله قبل أن يصبح رئيس الحزب، فان هيكلية القيادة العليا تطورت وتوسع كثيرا منذ ذلك الحين وهي الآن متعددة الطبقات بحيث يمكن ملء الرتب فورا.

على الرغم من التصعيد إلا أن هذا الاغتيال، مثل الاغتيالات السابقة، ما زال غير متوقع أن يغير مسار استراتيجية حزب الله وايران، الذي يستند الى معادلة العلاقة بين وقف الحرب في غزة ووقف النار في لبنان. نائب حسن نصر الله، نعيم قاسم، قام بصياغة ذلك بشكل واضح وحازم. ففي مقابلة اجرتها مع “اسوشييدت بريس” قال: “اذا توقف اطلاق النار في غزة فان حزب الله سيقوم بوقف اطلاق النار بدون أي نقاش”. اقواله هذه قالها بعد التقائه في يوم السبت مع رئيس المخابرات الالمانية، اولا ديهل. وحسب تقرير في موقع “الاخبار” اللبناني، فقد ناقشا طرق ووسائل منع توسيع الحرب. ويمكن التقدير أن تصريح قاسم العلني جاء في اعقاب طلب اعطاء تعهد يؤكد على الافتراض الذي يقول بأن وقف اطلاق النار في غزة سيلزم ايضا حزب الله.

هذا هو اللقاء الثاني بين ديهل ونعيم قاسم في هذه السنة، رغم أن حزب الله موجود في قائمة الارهاب في المانيا، والتقدير هو أن هذه اللقاءات تم تنسيقها ايضا مع الادارة الامريكية، التي لا تقوم باجراء أي اتصال مع ممثلي حزب الله، وتدير النقاشات مع رئيس البرلمان في لبنان ورئيس حركة أمل، نبيه بري، الذي يطرح نفسه كمفوض لحزب الله من اجل اجراء هذه الاتصالات.

بالمناسبة، المانيا ليست الدولة الغربية الوحيدة التي تجري اتصالات مباشرة مع ممثلي حزب الله. المبعوث الخاص لفرنسا، جان ايف لادريان، يجري النقاشات مع محمد رعد، رئيس قائمة حزب الله في البرلمان اللبناني.

لكن الجهود الدبلوماسية الاساسية يقوم بها عاموس هوخشتاين، الذي هبط أمس في باريس لاجراء محادثات مع نظيره الفرنسي لادريان، في محاولة لصقل وتنسيق خطة العمل التي سيتم عرضها بعد ذلك على الحكومة اللبنانية، اسرائيل وحزب الله، على فرض أن تصفية ناصر لن تقلب الجهود الدبلوماسية رأسا على عقب. في اوساط من يحبون نظريات المؤامرة في لبنان هناك من يشيرون الى أن عروض هوخشتاين الدبلوماسية اصبحت بالصدفة شبه خريطة شاملة تتنبأ باغتيال اسرائيل لشخصيات رفيعة في حزب الله.

تصفية ناصر أمس سبقها هبوط هوخشتاين في باريس، وزيارته في لبنان في 17 حزيران كانت بعد اسبوع على تصفية طالب عبد الله، قائد القاطع الاوسط في جنوب لبنان. وفي شهر حزيران هبط هوخشتاين في لبنان بعد ثلاثة ايام على تصفية قائد قوة “الرضوان” وسام الطويل (وبعد اسبوع على تصفية القائد الرفيع في حماس صالح العاروري في بيروت).

في المقابل، “بالصدفة” هو لم يكن موجود، بمناسبة زيارة هوخشتاين في باريس، عندما نشرت أمس تسريبات من محادثات هوخشتاين عن اللقاء السابق له في لبنان مع نبيه بري، التي بحسبها يبدو أن هوخشتاين يدرك جيدا بأنه “لا توجد أي احتمالية للتوصل الى اتفاق سياسي على الحدود (بين اسرائيل ولبنان) قبل انتهاء الحرب في غزة”.

الجديد في هذه المرة هو التطرق الى المرحلة الوسطى التي توقف فيها اسرائيل “العمليات الكبيرة في غزة” بدون الاعلان عن وقف الحرب، كما بدأ يتضح من الواقع في غزة. هل عندها سيكون حزب الله مستعد للعودة الى الساحة التي بدأها في 8 تشرين الاول، وتقليص المواجهة مع اسرائيل في مزارع شبعا. هكذا سيتوقف اطلاق النار على طول الجبهة اللبنانية، الامر الذي سيمكن المخلين اللبنانيين والاسرائيليين من العودة الى بيوتهم، وبعد ذلك يمكن مناقشة الترتيبات على الحدود”، حسب الاقتباس من المحادثات.

حسب الاخبار فان جواب نبيه بري كان أن “وقف العمليات الكبيرة في قطاع غزة لا يعني وقف الحرب. لذلك، جبهة لبنان لن تتوقف طالما أنه لم يتوقف العدوان (الاسرائيلي) بالكامل. قوات الاحتلال ستنسحب من غزة وحماس ستعلن بأنه تم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاقالنار”.

هوخشتاين سأل ايضا اذا كان يحتمل أن يساعد حزب الله على وقف اطلاق النار في غزة وتبني خطة بايدن مقابل تعهد شخصي من الرئيس بأنه بعد وقف اطلاق النار لن يتم استئناف الحرب. على ذلك اجاب نبيه بري: “نحن لا نعتقد أن حزب الله سيوافق على اجراء نقاشات مع حماس حول ادارة معركتها العسكرية والسياسية في غزة. لا يوجد أي تأكيد على أن هذه وبحق هي الاقوال التي تم تبادلها بين بري وهوخشتاين، ومن الافضل رؤية في هذا النشر جزء من منظومة الرسائل العلنية التي يريد حزب الله نقلها الى الولايات المتحدة، اسرائيل ولبنان. التأكيد فيها ليس فقط “ثبات” حزب الله على العلاقة بين الحرب في غزة والساحة اللبنانية، وعلى أن حزب الله يرفض فكرة “الساحة المحدودة”. هم ايضا يحاولون دق اسفين بين اسرائيل والولايات المتحدة عن طريق “كشف” استعداد الرئيس بايدن للتعهد بأن الحرب في القطاع لن يتم استئنافها بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار هناك، الامر المناقض لموقف اسرائيل.

هذه الرسائل توضح للوسطاء وللحكومة اللبنانية، بأن حزب الله هو الجهة الوحيدة التي يمكنها أن تحسم اذاكانت ستكون هناك حرب شاملة، وأنه هو الذي يجري فعليا المفاوضات مع الولايات المتحدة. من المثير هو أن هذه التسريبات لم تتضمن التطرق الى التهديدات التي نقلها هوخشتاين حول التأثيرات المتوقعة للحرب الشاملة على لبنان، حجم الاضرار والدمار في الدولة. الافتراض الآن هو أنه لا يوجد لأي طرف أي مصلحة في التدهور الى حرب شاملة. ولكن منظومة الاواني المستطرقة التي اقامها حزب الله بين غزة، اسرائيل ولبنان، تلقي الآن على اسرائيل، أكثر مما تلقي على حزب الله، اساس ثقل القرار اذا اندلعت حقا مثل هذه الحرب.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى