ترجمات عبرية

هآرتس: اعادة الجثث تحولت الى حرب على الوعي، ولا يوجد لدى اسرائيل ادوات للضغط

هآرتس – يونتان ليس – 29/10/2025 اعادة الجثث تحولت الى حرب على الوعي، ولا يوجد لدى اسرائيل ادوات للضغط

يمكن الافتراض ان “مناورة” حماس لم تكن تستهدف الجمهور الاسرائيلي: اسرائيل لا يهمها اذا كانت حماس ستعيد جثث المخطوفين من شقق سرية في غزة أو من تحت الانقاض. في اسرائيل يقدرون ان حماس ارادت خداع الصليب الاحمر والادارة الامريكية ودول الوساطة، وخلق صورة كاذبة عن الصعوبة في العثور على الجثث والجهود التي تبذلها من اجل اعادتها الى اسرائيل.

“العرض” الذي فيه دفن نشطاء حماس بقايا جثة جلبوها معهم فقط من اجل ان يعثر عليها الصليب الاحمر بعد بضع دقائق، هو الدليل على نقاط الضعف في اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في شرم الشيخ. اضافة الى الانجاز المثير للانطباع الذي شمل اعادة جميع المخطوفين الاحياء، فان خطة اعادة الجثث مليئة بالثقوب وهي لا تشمل ادوات ضغط مهمة على هذه المنظمة الارهابية كي تستكمل المهمة. هكذا فان الاتفاق يطالب حماس بـ “بذل اقصى الجهود” فقط من اجل الوفاء بتعهدها بشان اعادة جثث المخطوفين، وهو لا يذكر هوية الجثث أو عددها.

في العملية السيزيفية المتواصلة لاعادة جميع المخطوفين فان اسرائيل حققت في يوم الاحد انجاز متواضع ايضا: بعد خمسة ايام، التي فيها لم تقم حماس باعادة الى اسرائيل أي جثة، قامت باعادة بشكل مفاجيء بقايا جثة المخطوف اوفير سرفاتي. المستوى السياسي كما يبدو لم يكن يعرف أبدا بان حماس تحتجز بقايا من جثته بعد ان تمت اعادته الى اسرائيل في عملية عسكرية وتم دفنه قبل سنتين تقريبا، ولم يصمم الجيش على الحصول على بقايا جثته في المفاوضات التي جرت في الاسابيع الاخيرة بين الطرفين. 

مناورة حماس اول امس، وحقيقة انها وثقت من قبل مسيرة اسرائيلية، اصبحت اداة في الحرب الاعلامية الاسرائيلية. وزير المالية بتسلئيل سموتريتش توجه امس لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وطلب “بلورة عدة ردود حازمة من اجل تاكيد التمسك بهدف الحرب الرئيسي وهو تدمير حماس”. جهات اخرى قدرت ان هذا الاقتراح لا فائدة منه. ففي الوقت الحالي الذي فيه الادارة الامريكية متحمسة للحفاظ على اتفاق وقف اطلاق النار، فان ادوات الضغط الاسرائيلية على المنظمة الارهابية محدودة. في الادارة الامريكية يفضلون استنفاد عملية اعادة المخطوفين بالصيغة الحالية، حتى لو تم تسويفها واطالتها.

هذه كانت الحادثة الاصعب ضد قوات الجيش في رفح، التي مكنت نتنياهو من تحطيم الادوات واصدار اوامر لتنفيذ موجة هجمات قوية في القطاع. ولكن الرد الاسرائيلي ايضا، الى جانب احتمالية تعميق الجيش الاسرائيلي تواجده الان، حتى خلف حدود الخط الاصفر الذي انسحب اليه، ينظر اليه في اسرائيل كـ “تصعيد محسوب ومؤقت”. حماس ردا على خطوات اسرائيل سارعت الى الغاء تسليم جثة اخرى تم العثور عليها، ولكن ايضا هذه الخطوة يمكن أن يتم القيام بها تحت التصميم الامريكي للحفاظ على حدود الاتفاق.

في الحرب على الوعي فانهم في اسرائيل يعتبرون سلوك حماس في الفترة الاخيرة دليل ملموس على حقيقة أنها تخرق الاتفاق بشكل متعمد. الخطة اجبرت حماس على تقديم معلومات عن جميع الجثث التي بحوزتها خلال 72 ساعة، لكنها لم تفعل ذلك فيما يتعلق بجثة سرفاتي. مصادر اسرائيلية قدرت ان الجثة كانت معروف مكانها بالنسبة لحماس حتى قبل دفنها والعثور عليها من جديد. مع ذلك، لم يتم تسليمها لاسرائيل.

الطريقة التي تعاملت فيها حماس مع اعادة جثته تدل كما يبدو على الادعاءات التي تسمعها اسرائيل مرة تلو الاخرى وهي ان حماس تماطل في اعادة المخطوفين، وأنها تعرف مكان احتجاز معظم الجثث ولكنها لا تعمل على اعادتها.

في اسرائيل يعتقدون ان حماس تقوم بالمماطلة، ضمن امور اخرى، من اجل تاجيل الانتقال الى المرحلة الثانية في الاتفاق، التي يجب عليها فيها ان تنزع سلاحها وتتنازل عن قيادة القطاع. خطة ترامب في الواقع لا تربط بين اعادة المخطوفين وتشكيل ادارة التكنوقراط في غزة. ولكن التاخير الكبير في بلورة التحالف الدولي لادارة القطاع يفرض الان في الاصل تاخير المبادرة السياسية الطموحة، ويسمح بوجود فراغ في القطاع، الذي سيمكن حماس، على الاقل بشكل مؤقت، من اعادة ترسيخ قوتها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى