ترجمات عبرية

هآرتس: اسرائيل ولدت لتكون دولة حروب، هي تزدهر فيها

هآرتس – عودة بشارات – 1/9/2025 اسرائيل ولدت لتكون دولة حروب، هي تزدهر فيها

دولة فيها 10 ملايين مواطن، وبعد سنتين من حرب على خمس جبهات، ونفقات عسكرية ضخمة، وتوجيه قوة العمل لنشاطات عسكرية، وفقدان ملايين ايام العمل، واضافة الى ذلك الدولة تحمل على اكتافها قطاعين ثقيلين، الحريديين والمستوطنين. رغم كل ذلك السوبرماركتات والمطاعم والمقاهي مليئة، رحلات الطيران الى الخارج مشغولة تماما، الاسهم ترتفع، التضخم لا يرتفع، سعر الدولار واليورو ينخفض ونسبة البطالة تنخفض – ألا يعتبر هذا معجزة؟.

التنبؤات السوداوية للمعسكر المناويء لبيبي ازاء الانقلاب النظامي، وبعد الغرق في وحل غزة، كل ذلك آخذ في التلاشي. السؤال هو لماذا دولة اسرائيل تتضخم في الحروب، في حين ان دولة اخرى مرت بحروب عانت من التضخم والنقص في السلع الاساسية. ايران، دولة النفط العملاقة، تعاني من نقص الوقود والكهرباء. وعندنا المكيفات تعمل بكامل طاقتها والشوارع مليئة بالسيارات الجديدة والطاقة تتدفق مثل المياه. مصدر هذا الواقع غير المعقول يكمن في حقيقة ان اسرائيل ولدت لتكون دولة حروب. وحسب صورة مؤسسها دافيد بن غوريون، الذي اعتبر نفسه رجل الخلاف والنقاش. موشيه شريت، وريثه الذي حاول احداث تغيير في الاتجاه المضاد، لم يكن له أي أمل، وبسرعة وجد نفسه خارج الملعب.

فقط انظروا الى اين وصلنا في ارث هذا الجدل، الذي لا يتوقف للحظة. رئيس جهاز الاستخبارات السابق، اهارون حليفا، صرح مؤخرا بان الفلسطينيين “بحاجة الى نكبة بين حين وآخر كي يشعروا بالثمن”. ولكن هذا الشيء البسيط، النكبة بين حين وآخر، يحتاج اموال كثيرة. حليفا لا يقلق، لان الاموال متوفرة بكثرة.

قبله قال موشيه ديان على الفور بعد حرب حزيران في 1967: “اليوم رسمنا الحدود في الاماكن التي وصلنا اليها (…) كل جديد يقوم برسم حدوده”. ايضا هذه الشهية يوجد لها ثمن اقتصادي كبير، وهنا ايضا الاموال ليست مشكلة ولا يجب أن تقض مضاجع رجال الجيش في عملهم المقدس وانزال المزيد من النكبات وخلق المزيد من الحدود. 

في السياق الدولي الذي يتطابق مع غريزة التمدد هنا فان اسرائيل تشعر انه يحق لها الحصول على كل دعم واسهام. اسرائيل تعرف بانه لا يوجد أي احد غيرها مستعد للعمل القذر في المنطقة، حسب المستشار الالماني فريدريك مارتس. 

روبرت ب. كنيدي الصغير (وزير الصحة الامريكي) قال ان اسرائيل هي الدرع الواقي بالنسبة لنا في الشرق الاوسط، هذا تقريبا وكأنه لدينا حاملة طائرات في الشرق الاوسط.

بالتالي، لا يوجد للغرب أي بديل عن اسرائيل، رغم غضب اجزاء واسعة في اوساط الجماهير هناك ازاء ما تفعله في الضفة وفي غزة، وهو لن يتنازل عن اسرائيل لانه لا يوجد أي بديل لحاملة الطائرات هذه. لذلك، الدعوات لتدخل الغرب من اجل الدفاع عن مواطني الدولة من المجموعة المسيحانية العسكرية التي تمسك بدفة الحكم، هي دعوات مثيرة للشفقة. ارسال شباب برلين أو منهاتن من اجل القيام بالعمل القذر في الشرق الاوسط. انتم بالغتم.

في الواقع القيادة الحالية في اسرائيل تحرج الغرب بسبب افعالها الهستيرية وتصريحاتها التهديدية. ولكن ايا كان زعماء اسرائيل فان الغرب سيواصل دعمهم. لانه اين ستجد دولة ترافق فيها الامهات اولادهن بتفاخر الى مكاتب التجنيد من اجل تنفيذ العمل القذر الذي يريده الغرب.

لذلك، وضع اسرائيل الاقتصادي سيبقى قويا، لان الغرب لن يفرط بطاقم حاملة طائراته.

نتيجة لكل ما قيل اعلان، ولدت هنا طبقة واسعة جدا، التي من اجلها المنظومة العسكرية هي منظومة من مخصصات التقاعد والرواتب العالية، وهؤلاء الاصدقاء لن يتنازلوا عن منجم الذهب هذا، لأن كسب الرزق هو في المقام الاول.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى